حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ردّ الوسوسة

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «نحن أحقُّ بالشّك من إبراهيم إذ قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [سورة البقرة: ٢٦٠]، ويرحم اللَّه لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد. ولو لبثتُ في السِّجن طولَ ما لبث يوسفُ لأجبتُ الدَّاعيَ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٣٧٢)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٠: ١٥٢) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «نحن أحقُّ بالشّك من إبراهيم إذ قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [سورة البقرة: ٢٦٠]، ويرحم اللَّه لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد. ولو لبثتُ في السِّجن طولَ ما لبث يوسفُ لأجبتُ الدَّاعيَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن حاله مع ربه مقارنةً بحال بعض الأنبياء الكرام، موضحاً درجة يقينه الكامل بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● أحق بالشك: الأولى بأن نسأل مثل هذا السؤال أو نتردد، لكنه على سبيل المقارنة والتوضيح لعلو مرتبة اليقين، وليس الشك الحقيقي.
● ليطمئن قلبي: ليزداد يقيني ويستقر.
● يأوي إلى ركن شديد: يلجأ إلى معقل قوي وحماية متينة، وهو كناية عن لجوئه إلى الله تعالى.
● لأجبت الداعي: لاستعجلت الخروج من السجن وأجبت من دعاني لذلك دون تثبت أو انتظار أمر ربي.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مواقف لأنبياء كرام:
1- قصة إبراهيم عليه السلام: عندما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، ليس بسبب شك، بل ليزداد يقيناً وطمأنينة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: نحن -أي أنا- أولى بأن نسأل مثل هذا السؤال من إبراهيم، لكني لم أسأل؛ لشدة يقيني وكمال إيماني.
2- قصة لوط عليه السلام: كان يلجأ إلى الله تعالى ويتوكل عليه في شدائده، وهو ركنه القوي. ويدعو النبي له بالرحمة.
3- قصة يوسف عليه السلام: الذي مكث في السجن سنوات طويلة. ويوضح النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو بقي في السجن مثل ما بقي يوسف، لاستعجل الخروج وأجاب من دعاه للخروج دون انتظار براءة كاملة من الله، لكن صبر يوسف كان أعظم.
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعيب على هؤلاء الأنبياء، بل يذكر حالهم ليبين علو مرتبته في الصبر واليقين، فهو لم يسأل مثل سؤال إبراهيم، وصبره فوق صبر يوسف.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- علو مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في اليقين: حيث لم يحتج إلى سؤال مثل سؤال إبراهيم، لشدة يقينه بربه.
2- فضل الصبر على البلاء: كما في قصة يوسف عليه السلام، حيث صبر سنوات في السجن وهو مظلوم.
3- التوكل على الله واللجوء إليه: كما في قصة لوط عليه السلام، الذي كان ركنه القوي هو الله تعالى.
4- أن سؤال الأنبياء عن بعض الأمور ليس عن شك، بل لزيادة اليقين: كما في قوله تعالى عن إبراهيم: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}.
5- بيان فضل الأنبياء وعلو منازلهم: والحديث يذكر فضائلهم مع بيان علو مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الفضائل، يبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه علو منزلته عند ربه.
- المقصود بالشك هنا ليس الشك المنافي للإيمان، بل هو سؤال للاستيثاق وزيادة الطمأنينة.
- الحديث يدل على أن الأنبياء قد يُبتلون بأعظم البلاء، لكن صبرهم وثباتهم أعظم.
أسأل الله أن يرزقنا اليقين الكامل والصبر على البلاء، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٣٧٢)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٠: ١٥٢) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
وقوله: «لأجبتُ الدّاعي» أي لأسرعتُ الإجابة في الخروج من السّجن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 187 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

  • 📜 حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب