حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ذكر في الذّات

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لم يكذب إبراهيم قط إِلَّا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات اللَّه: قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [سورة الصّافات: ٨٩]، وقوله: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [سورة الأنبياء: ٦٣]-وفي شأن سارة-: «إنّكِ أختي» وذكر الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في كتاب الأنباء (٣٣٥٨)، ومسلم في كتاب الفضائل (٢٣٧١) كلاهما من حديث أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لم يكذب إبراهيم قط إِلَّا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات اللَّه: قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [سورة الصّافات: ٨٩]، وقوله: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [سورة الأنبياء: ٦٣]-وفي شأن سارة-: «إنّكِ أختي» وذكر الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لم يكذب إبراهيم قط إِلَّا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات اللَّه: قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [سورة الصّافات: ٨٩]، وقوله: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [سورة الأنبياء: ٦٣]-وفي شأن سارة-: «إنّكِ أختي».


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● لم يكذب: لم يقل كذبًا.
● إِلَّا ثلاث كذبات: استثناء من العموم، أي أن هذه المواضع الثلاثة خرجت عن قاعدة صدقه المطلق.
● في ذات اللَّه: أي في أمور تتعلق بالدعوة إلى الله والذب عن دينه.
● سَقِيمٌ: مريض.
● كَبِيرُهُمْ هَذَا: يشير إلى الصنم الكبير.
● في شأن سارة: في القصة التي تتعلق بزوجته سارة.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي إبراهيم عليه السلام كان معروفًا بالصدق والأمانة، ولم يقع منه الكذب إلا في ثلاث مواقف، كانت لأسباب شرعية ومقاصد عالية، منها ما كان للدفاع عن دعوته إلى الله، ومنها ما كان لحماية عرضه وعرض زوجته من ظلم الطغاة.

# 3. تفصيل المواقف الثلاثة:


أولاً: قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾
● السياق: كان قوم إبراهيم يعبدون الكواكب والأصنام، وكانوا يقيمون عيدًا لهم يخرجون فيه من القرية ليتفرغوا لعبادتهم ولهوهم.
● المقصد: أراد إبراهيم أن يبقى وحده ليكسر الأصنام دون أن يشعر به أحد، فادعى المرض ليتخلف عن الخروج معهم.
● الحكمة: كانت هذه الحيلة لتحقيق مصلحة عظيمة، وهي تحطيم أصنام القوم وإثبات بطلان عبادتها، وهي من باب التقية والذرائع الشرعية لتحقيق مصلحة الدعوة.
ثانيًا: قوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾
● السياق: بعد أن كسر إبراهيم الأصنام وترك كبيرها، gathered القوم وسألوه: من فعل هذا بآلهتنا؟
● المقصد: أراد أن يلفت انتباههم إلى عجز الصنم الكبير الذي تركه، وقال هذه العبارة على سبيل التهكم والسخرية، ليدفعهم إلى التفكير في عبادتهم الباطلة.
● الحكمة: لم يكن المقصود الإخبار الحقيقي، بل كان استهزاءً بهم وبأصنامهم، وتنبيهًا لهم إلى أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تدافع عن نفسها.
ثالثًا: قوله عن سارة "إنها أختي"
● السياق: كان إبراهيم يسافر مع زوجته سارة، وكانت امرأة جميلة، فخاف أن يطمع فيها الظالمون إذا عرفوا أنها زوجته، فيقتلوه لأجلها.
● المقصد: قصد بقوله "أختي" أي في الدين، لا في النسب، فهو صادق في المعنى العام، لكنه أخفى حقيقة الزوجية لدفع الشر.
● الحكمة: هذه من باب التقية الشرعية، لحماية النفس والعرض من ظلم الطغاة، وقد أجاز الشرع مثل هذا الكذب لمصلحة راجحة.

# 4. الدروس المستفادة من الحديث:


● جواز الكذب للتقية: يجوز الكذب لدفع الضرر عن النفس أو العرض أو المال، إذا كان هناك خوف حقيقي من ظلم.
● الحكمة في الدعوة: ينبغي للداعية أن يكون حكيمًا في أساليبه، وقد يستخدم أسلوبًا غير مباشر لتحقيق مصلحة الدعوة.
● المرونة في المواقف: ليس كل كذب مذمومًا، بل هناك مواضع يكون فيها الكذب مباحًا أو مستحبًا لتحقيق مصلحة شرعية.
● عصمة الأنبياء: هذه المواقف لا تنقص من مكانة إبراهيم عليه السلام، بل هي من حكمته وصدقه، لأنها كانت لغايات شرعية.

# 5. تنبيهات مهمة:


- لا يجوز للمسلم أن يكذب إلا في حدود الضرورة الشرعية، وبالقدر الذي تتحقق به المصلحة.
- هذه المواقف خاصة بالأنبياء وفي ظروف معينة، فلا يجوز للمسلم أن يتخذها ذريعة للكذب في غير مواضعه.
- العلماء بينوا أن هذه "الكذبات" ليست كذبًا محضًا، بل فيها معانٍ صحيحة يمكن حمل الكلام عليها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في كتاب الأنباء (٣٣٥٨)، ومسلم في كتاب الفضائل (٢٣٧١) كلاهما من حديث أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 191 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

  • 📜 حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب