لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله ﷺ عن الصّلاة في مبارك الابل فقال: «لا تصلّوا في مبارك الإبل، فإنَّها من الشياطين» وسئل عن الصّلاة في مرابِضِ الغنم فقال: «صلُّوا فيها فإنها بركة».
وفي لفظ: «لا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الشّيطان».

حسن: رواه أبو داود (١٨٤، ٤٩٣)، والتِّرمذيّ (٨١)، وابن ماجة (٤٩٤) كلّهم من حديث أبي معاوية، ثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء إِلَّا أن ابن ماجة لم يذكر قصة الصّلاة في مرابض الغنم والإبل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة، وذلك على النحو التالي:

الحديث:

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله ﷺ عن الصلاة في مبارك الإبل فقال: «لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين» وسُئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال: «صلوا فيها فإنها بركة». وفي لفظ: «لا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الشيطان».

1. شرح المفردات:

● مبارك الإبل / عطن الإبل:
● المبارك: هي المواضع التي تبرك فيها الإبل، أي تجلس وتستريح.
● العطن: هو الموضع الذي تأوي إليه الإبل وتقيم فيه، وهو مرادف للمبارك.
- فالمقصود: مكان نوم الإبل واستراحتها.
● مرابض الغنم:
● المرابض: هي المواضع التي تربض فيها الغنم، أي تستريح وتنام.
● من الشياطين:
- أي أن الإبل خلقت من شياطين، أو أن طبيعتها متصفة بصفات الشيطان من الكبر والعناد، أو أن الشياطين تحضر في أماكنها.
● بركة:
- أي خير وفضل وطهارة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

ينهى النبي ﷺ عن الصلاة في أماكن بروك الإبل (أماكن نومها واستراحتها)، ويعلل ذلك بأنها "من الشياطين"، بينما يأمر بالصلاة في مرابض الغنم (أماكن نومها) ويصفها بالبركة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التفريق بين أماكن الحيوانات في الصلاة:
- نهى النبي ﷺ عن الصلاة في مبارك الإبل، وأمر بالصلاة في مرابض الغنم. وهذا يدل على أن أماكن الحيوانات ليست سواء في الطهارة والنجاسة، بل تختلف بحسب طبيعة الحيوان.
2- حكمة النهي عن الصلاة في مبارك الإبل:
- الإبل معروفة بالكبر والعناد، وهما من صفات الشيطان، وقد ورد في بعض الآثار أن الإبل خلقت من شياطين، أو أن الشياطين تحضر في أماكنها.
- كذلك فإن بول الإبل وروثها نجس، وأماكنها قد تكون ملوثة به، فالنبي ﷺ نهى عن الصلاة فيها سداً للذريعة.
3- فضل الغنم وبركتها:
- الغنم من الحيوانات الطيبة، وقد ورد في السنة مدحها والترغيب في تربيتها، كما في حديث: «ما من رجل يكون له غنم لا يغدو عليها إلا غدا لها ببختين» (رواه البخاري).
- وهي أنفع للفقراء والمساكين، وأكثر تواضعاً وطهارة من الإبل.
4- التعليل الشرعي للأحكام:
- النبي ﷺ لم ينه عن الصلاة في مبارك الإبل دون تعليل، بل بين الحكمة بقوله: «فإنها من الشياطين»، وهذا يدل على أهمية فهم الحكمة من التشريع.
5- الاهتمام بطهارة مكان الصلاة:
- الحديث يدل على وجوب اختيار المكان الطاهر للصلاة، والبعد عن المواضع المشتبه في نجاستها أو التي تكثر فيها الشياطين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الصلاة في مبارك الإبل:
- ذهب جمهور العلماء إلى كراهة الصلاة في مبارك الإبل، وليس التحريم، لأن النهي هنا للكراهة لا للتحريم، إلا إذا كان المكان نجساً فعلاً.
- أما إن تيقن طهارة المكان (مثلاً: إذا نظف وطهر من النجاسة)، فالصلاة فيه جائزة.
● الفرق بين الإبل والغنم:
- الإبل: فيها كبر وعناد، وتكثر الشياطين حولها، كما ورد في بعض الأحاديث.
- الغنم: فيها تواضع وبركة، وكان الأنبياء يرعونها، كما في قصة موسى وشعيب عليهما السلام.
● الاستدلال بالحديث على طهارة مرابض الغنم:
- يستفاد من الحديث أن مرابض الغنم طاهرة، لأن النبي ﷺ أمر بالصلاة فيها، إلا إذا علمت نجاستها.
● الحديث في الصحيحين:
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأخرجه أبو داود والترمذي وغيرهم.

الخلاصة:

الحديث ينهى عن الصلاة في أماكن نوم الإبل لكونها من الشياطين، ويأمر بالصلاة في أماكن نوم الغنم لبركتها، وهذا يدل على التفريق بين الحيوانات في الطهارة والنجاسة، وعلى وجوب اختيار المكان الطاهر للصلاة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨٤، ٤٩٣)، والتِّرمذيّ (٨١)، وابن ماجة (٤٩٤) كلّهم من حديث أبي معاوية، ثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء إِلَّا أن ابن ماجة لم يذكر قصة الصّلاة في مرابض الغنم والإبل. وإسناده حسن لأجل الكلام في عبد الله بن عبد الله الرَّازي غير أنه حسن الحديث. وسبق تخريجه في الطهارة، باب نقض الوضوء من لحوم الإبل. وصحّحه ابن خزيمة (٣٢)، وقال: ولم نر خلافًا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر أيضًا صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه. وصحّحه أيضًا ابن حبان (١١٢٨) فروياه من طريق الأعمش به وذكرا نقض الوضوء من لحوم الإبل.
ونقل البيهقيّ (١/ ١٥٩) تصحيحه عن أحمد وإسحاق بن راهويه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 847 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

📜 حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية