حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رجوع القَهْقَرَى في الصّلاة أو تقدم فيها

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لقد رأيتُ في مقامي هذا كل شيء وُعِدْتُه، حتى لقد رأيتُي أريد أن آخذ قِطْفًا من الجنة حين رأيتموني جعلتُ أتقدَّمُ، ولقد رأيتُ جهنَّم يَحْطِمُ بعضُها بعضًا حين رأيتموني تأخَّرتُ. ورأيت فيها عمرو بن لُحيّ، وهو الذي سيَّبَ السوائب».

متفق عليه: رواه البخاري في العمل في الصلاة (١٢١٢)، ومسلم في الكسوف (٩٠١/ ٣) كلاهما من رواية يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة في حديث طويل في صلاة الكسوف وسيأتي.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لقد رأيتُ في مقامي هذا كل شيء وُعِدْتُه، حتى لقد رأيتُي أريد أن آخذ قِطْفًا من الجنة حين رأيتموني جعلتُ أتقدَّمُ، ولقد رأيتُ جهنَّم يَحْطِمُ بعضُها بعضًا حين رأيتموني تأخَّرتُ. ورأيت فيها عمرو بن لُحيّ، وهو الذي سيَّبَ السوائب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي روتْه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد عظيمة رآها خلال صلاته، وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● مقامي هذا: أي في مكان وقوفي هذا في الصلاة، ويُقصد به صلاة الكسوف التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها حينذاك.
● وُعِدْتُه: كل ما أُخبرت به من أمور الغيب، مثل الجنة والنار.
● قِطْفًا: القطف هو العنقود، والمقصود هنا عنقود عنب من عناقيد الجنة.
● يَحْطِمُ بعضُها بعضًا: أي يتدافع بعض أهل النار بعضاً ويقعون على بعضهم بسبب شدة الزحام والعذاب.
● عمرو بن لُحيّ: هو رئيس خزاعة وكان سيداً مطاعاً في قومه، لكنه كان أول من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام في العرب، وأدخل الشرك والبدع.
● سيَّبَ السوائب: السوائب هي النوق التي كانوا يتركونها لأصنامهم لا يُركب ظهرها ولا يُشرب لبنها، تعظيماً لتلك الأصنام. فسَيَّبَها أي جعلها حرةً طليقةً لهذه الأصنام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أثناء صلاته (صلاة الكسوف) شاهد بعينيه كل ما أُخبر به من أمور الغيب، وهي رؤيا حقيقية أكرمه الله بها. فمن شدة وضوح رؤيته للجنة وقربه منها، كاد أن يمد يده ليأخذ عنقوداً من عنب الجنة، وهذا ما جعله يتقدم في صلاته (كما رأى الصحابة) كأنه يريد أن يصل إلى شيء أمامه. ثم شاهد جهنم بتلك الهولة والعظمة، ورأى كيف يتدافع أهلها بعضهم على بعض من شدة العذاب والزحام، فانفعل لهذا المنظر المؤلم وتراجع إلى الوراء (كما لاحظ الصحابة تأخره). ومن بين المعذبين في النار الذين رآهم، رأى عمرو بن لحيّ، الذي كان سبباً في انتشار الشرك والعبادات الباطلة في جزيرة العرب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة معجزة الإسراء والمعراج وما فيها من مشاهد: فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذه المشاهد بعينيه، مما يزيد المؤمن يقيناً بوجود الجنة والنار.
2- حقيقة الجنة ونعيمها: حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كاد أن يمسك بشيء من نعيمها المحسوس، مما يدل على قربها وحقيقتها التي لا يشك فيها مؤمن.
3- حقيقة النار وعذابها: المشهد المهول لجهنم يبعث الخوف في القلب ويحث المسلم على تجنب كل ما يقربه من النار.
4- خطر الابتداع في الدين والتسبب في الضلال: فعمرو بن لحيّ دخل النار ليس فقط لشركه، بل لأنه كان سبباً في ضلال غيره، فكل من يبتدع بدعة أو يدعو إلى ضلالة فهو يحمل وزرها ووزر من عمل بها.
5- شرح أفعال الصلاة: فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة (التقدم والتأخر) كان لأمر رآه، وهو دليل على أن أفعال الصلاة قد تزيد أو تتغير لأسباب شرعية، كتفادي مانع أو الاقتراب من شيء مباح.
6- صدق النبي صلى الله عليه وسلم: فهو يخبر عن أمور غيبية شاهدها، وهذا من أعظم الأدلة على صدق نبوته.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● عمرو بن لحيّ يضرب به المثل في سوء الخاتمة وبُعد الضلال، وكانت العرب تتبع ملته في الجاهلية حتى بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تذكر أسباب النزول لأفعال الصلاة، مما يساعد في فهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتفاصيل عباداته.
- يستفاد منه التحذير من جميع أنواع الشرك والبدع، لأنها تورث الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يقينا عذاب النار، وأن يثبتنا على دينه الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العمل في الصلاة (١٢١٢)، ومسلم في الكسوف (٩٠١/ ٣) كلاهما من رواية يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة في حديث طويل في صلاة الكسوف وسيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 860 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

  • 📜 حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب