حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الصّلاة في معاطن الإبل وجوازها في مرابض الغنم

عن سبرة بن معبد الجهني أن رسول الله ﷺ قال: «لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم».

حسن: رواه ابن ماجه (٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في مصنفه (١/ ٣٨٥) عن زيد بن الحُباب، قال: حدثنا عبد الملك بن ربيع بن سَبْرَة بن معبد الجهني، عن أبيه، عن جده فذكره.

عن سبرة بن معبد الجهني أن رسول الله ﷺ قال: «لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصَلَّى في مُراح الغنم».


1. شرح المفردات:


● أعطان الإبل: (مفردها: عَطَن) وهي أماكن إقامة الإبل وبروكها ومبيتها، حيث تجتمع وتقيم.
● مُراح الغنم: (مفردها: مَرْح) وهي أماكن راحة الغنم ومراحها الذي ترجع إليه وتسكن فيه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


ينهى النبي ﷺ عن الصلاة في أماكن بروك الإبل وإقامتها، بينما يجوز الصلاة في أماكن راحة الغنم ومرابضها. وهذا النهي يحمل معنى الكراهة التنزيهية عند جمهور العلماء، وليس التحريم المطلق، إلا أن بعض العلماء ذهب إلى كراهة التحريم.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● حكمة النهي عن الصلاة في أعطان الإبل:
وردت أحاديث أخرى توضح سبب النهي، منها ما رواه مسلم أن النبي ﷺ قال: «صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل؛ فإنها خلقت من الشياطين».
والإبل جبلت على طبيعة فيها شبه من الشياطين من حيث الشدة والشراسة وعدم الانقياد، وقد تكون أماكنها موطناً للنجاسات أو الروائح الكريهة، أو تكون محلًا لتسلط الشياطين وإيذائها.
● الإباحة في مراح الغنم:
الغنم من الحيوانات المسالمة الطيبة، وهي مما أمتن الله به على عباده، وأماكنها一般ًا تكون أنظف، وليست محلاً للنجاسات غالبًا، كما ورد في بعض الروايات أن الملائكة تتواجد فيها.
● الفقه المستنبط:
- يكره الصلاة في أماكن إقامة الإبل على القول الراجح، وهو مذهب الجمهور (الشافعية، الحنابلة، وغيرهم).
- يجوز الصلاة في مراح الغنم بدون كراهة.
- يستحب تجنب الصلاة في الأماكن التي تكون محلاً للنجاسات أو الروائح الكريهة أو تسلط الشياطين.
- الحديث يدل على أن بعض الأماكن قد تؤثر على خشوع المصلي أو طهارة المكان.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
- إذا اضطر الإنسان للصلاة في مثل هذه الأماكن (أعطان الإبل) فيجب عليه أن يتأكد من طهارة المكان، وإزالة النجاسات إن وجدت.
- يستفاد من الحديث أيضًا الحرص على اختيار الأماكن الطيبة النظيفة للصلاة، فهي من تمام الخشوع وإكرام العبادة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في مصنفه (١/ ٣٨٥) عن زيد بن الحُباب، قال: حدثنا عبد الملك بن ربيع بن سَبْرَة بن معبد الجهني، عن أبيه، عن جده فذكره.
وأخرجه الإمام أحمد (١٥٣٤١) عن زيد بن الحباب به مثله.
وإسناده حسن فإن عبد الملك بن الربيع حسن الحديث وإن كان ابن معين ضعَّفه فقد وثقه العجلي وقال الذهبي: صدوق، إن شاء الله، وأخرج له مسلم متابعة.
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله ﷺ: «صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خُلِقتْ من الشياطين».
رواه ابن ماجه (٧٦٩) واللفظ له، والنسائي (٧٣٥) مختصرًا كلاهما من حديث الحسن، عن عبد الله بن مغفل المزني، وفيه الحسن وهو مدلس وقد عنعن ومن طريقه أخرجه أحمد (٢٠٥٧١)، والبيهقي (٢/ ٤٤٩)، والبغوي (٥٠٤)، وابن حبان (١٧٠٢) وغيرهم. ولكن مثله لا بأس به في الشواهد.
وقوله: «عَطَنُ الإبل» أي: مَبْركُ الإبل يقال: عطنتِ الإبلُ عُطونًا. بركت عند الماء بعد شربها.
قال ابن الأثير في «جامع الأصول» (٥/ ٤٧٠): «أعْطانُ الإبل: مبارِكُها حول الماء لتشرب عَلَلًا بعد نهَلٍ، ووجه النهي عن الصلاة في أعطانِ الإبل ليس من جهة النجاسة، فإنها موجودة في مرابض الغنم، وإنما هو لأن الإبل تزدهمُ في المنهل ذودًا ذودًا، حتى إذا شرِبتْ رفعتْ رأسها، فلا يؤمنُ تفرقُها ونِفارُها في ذلك الموضع، فتُؤذي المصلي عندها» انتهى.
والمُراح: المكان الذي تبيتُ فيه.
وقال البغوي: «والنهي عن الصلاة في أعطان الإبل لما فيها من النِفار، فلا يُؤمن أن تنفر فتشغلَ قلبَ المُصلي، أو تُفسد عليه صلاتَه. فلو صلَّى والمكان طاهر تَصح عند أكثر أهل العلم».
ثم قال: «وذهب مالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور إلى أن صلاته في أعطان الإبل لا تصح قولًا واحدًا لظاهر الحديث». «شرح السنة» (٢/ ٤٠٤، ٤٠٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 849 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

  • 📜 حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يُصَلَّى في أعطان الإبل، ويُصلَّى في مُراح الغنم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب