حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الصّلاة في معاطن الإبل وجوازها في مرابض الغنم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لم تجدوا إِلَّا مرابض الغنم وأعطانَ الإبل، فصلوا في مرابض الغنم، ولا تُصلوا في أعطانِ الإبل».

صحيح: رواه الترمذيّ (٣٤٨)، وابن ماجة (٧٦٨) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لم تجدوا إِلَّا مرابض الغنم وأعطانَ الإبل، فصلوا في مرابض الغنم، ولا تُصلوا في أعطانِ الإبل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
شرح الحديث:
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وصححه الألباني. وهو يتناول مسألة مهمة تتعلق بطهارة المكان الذي يصلي فيه المسلم.
1. شرح المفردات:
* مرابض الغنم: (مفردها: مِرْبَض) هي المواضع التي تستقر فيها الغنم (الضأن والمعز) ليلاً للراحة والنوم.
* أعطان الإبل: (مفردها: عِطْن) هي المواضع التي تناخ فيها الإبل (الجمال) وتبرك للراحة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث إذا اضطررنا للصلاة في مكان بهذه الحيوانات، ولم نجد مكاناً آخر طاهراً غيرها، أن نختار الصلاة في أماكن وجود الغنم (مرابضها)، ونبتعد عن الصلاة في أماكن بروك الإبل (أعطانها). وهذا نهي تحريم أو كراهة تنزيه على خلاف بين العلماء، لكن الاحتياط اجتنابها.
3. الدروس المستفادة منه:
* الحكمة من النهي عن الصلاة في أعطان الإبل: ذهب جمهور العلماء إلى أن السبب يعود إلى أن الإبل تجتمع عليها الشياطين، كما ورد في بعض الروايات. وذهب آخرون إلى أن السبب هو أن أبوالها وأرواثها نجسة، وهي كثيراً ما تبول وتتبرز في أماكن بروكها، فكانت هذه الأماكن متلوثة بالنجاسة غالباً، بخلاف مرابض الغنم فإنها طاهرة، لأن روثها طاهر (فهي من الحيوانات التي يؤكل لحمها)، وهي لا تبال في مرابضها بكثرة كما تفعل الإبل.
* التفريق بين الحيوانات في الأحكام: الحديث يرشدنا إلى أن الأحكام تختلف باختلاف الحيوانات، فما يمنع من الصلاة في مكان الإبل لا يمنع منه في مكان الغنم. وهذا يدل على دقة التشريع الإسلامي ومراعاته للفروق الواقعية.
* التيسير ورفع الحرج: الحديث جاء في سياق الاختيار عند الضرورة ("إن لم تجدوا إلا")، مما يدل على أن الأصل هو الصلاة في مكان طاهر خالٍ من النجاسات ومظانها. ولكن الشريعة عند الضرورة تتيح الصلاة في هذه الأماكن مع التمييز بين الأفضل والمكروه.
* الحرص على طهارة مصلى المسلم: يأمرنا النبي ﷺ بانتقاء أنقى الأماكن وأطهرها لأداء الصلاة، تعظيماً لهذه العبادة العظيمة، وحرصاً على كمالها وتمامها بشروطها من الطهارة.
* الاستدلال بالحكمة الظاهرة: حتى لو لم نعلم الحكمة الكاملة خلف النهي، فواجب المسلم الانقياد لأمر النبي ﷺ، مع وجود حكم ظاهرة تدعم هذا الأمر، وهي كثرة النجاسات في أماكن الإبل مقارنة بأماكن الغنم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحكم خاص بأماكن بروك الإبل (أعطانها)، ولا يعني تحريماً مطلقاً للصلاة في أي مكان تكون فيه الإبل، كالحظائر الواسعة إذا كان جزء منها نظيفاً وخالياً من النجاسات.
* إذا صلى الإنسان في عطن الإبل ناسياً أو جاهلاً بالحكم، فصلاته صحيحة، ولكن ينبغي له بعد أن يعلم أن لا يعود لذلك.
* يستفاد من الحديث الحث على نظافة أماكن الصلاة وانتقائها، وتجنب كل ما قد يشوب طهارتها أو ينقص من أجرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٤٨)، وابن ماجة (٧٦٨) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. واللّفظ لابن ماجة.
وصحّحه ابن خزيمة (٧٩٥)، وابن حبان (١٣٨٤) فروياه أيضًا من طرق عن هشام به مثله.
واختصره الترمذي فقال: «صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل».
وقال: «حسن صحيح. وعليه العمل عند أصحابنا، وبه يقول أحمد وإسحاق» ثم أبدى غرابته لأنه رواه أبو حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا فأما المرفوع فرواه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين به، وأما الموقوف فرواه إسرائيل عن أبي حَصِين به.
قال الأعظمي: لا غرابة فيه فإنه صحَّ مرفوعًا وموقوفًا. والحكم لمن زاد واعتمده أيضًا ابن خزيمة (٧٩٦) فرواه من طريق يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين به مرفوعًا. إلا أنه سقط «أبو حَصِين» من الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 848 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

  • 📜 حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب