حديث: لا تصلوا بين القبور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المواضع التي نهي عن الصلاة فيها

عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُصلَّى بين القبور.

صحيح: رواه ابن حبان (١٦٩٨، ٢٣١٥، ٢٣١٨)، وأبو يعلى (٢٨٨٨) والبزار «كشف الأستار» (٤٤٢)، عن حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُصلَّى بين القبور.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله ﷺ أن يُصَلَّى بَيْنَ القُبُور".


1. شرح المفردات:


* نهى: أي حرَّم وأمر بالترك، والنهي هنا للتحريم أو للكراهة التحريمية على القول الراجح.
* يُصَلَّى: أي تؤدى الصلاة، سواء كانت فرضًا أم نفلًا.
* بَيْنَ القُبُور: أي في وسطها وفيما بينها، والمقصود هو اتخاذها مكانًا لأداء الصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُبيِّن هذا الحديث النبوي الشريف أن رسول الله ﷺ حرَّم على المسلمين أن يتخذوا المقابر مساجدَ أو أماكن لأداء الصلوات، وذلك بأن يقف المصلي بين القبور متعمدًا لأجل الصلاة فيها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الصلاة في المقابر: هذا هو أظهر حكم في الحديث، وهو إجماع من العلماء على تحريم الصلاة في المقبرة إذا كانت الصلاة إلى القبور أو بينها. وأما المرور بالصلاة فيها من غير قصد فلا بأس به.
2- سد الذريعة إلى الشرك: الحكمة العظيمة من هذا النهي هي سدُّ الذرائع الموصلة إلى الشرك بالله تعالى. فالصلاة بين القبور قد تفضي إلى تعظيم أهلها والغلو فيهم، وربما دعائهم من دون الله، أو الاعتقاد في نفوسهم أنهم ينفعون أو يضرون، وهذا هو عين الشرك.
3- المقابر ليست أماكن للعبادة: العبادة محلها المساجد والبيوت، وأما المقابر فهي أماكن للعبرة والاتعاظ وذكر الموت والآخرة، وليست مكانًا للركوع والسجود.
4- التمييز بين سنن المسلمين وسنن غيرهم: كان أهل الجاهلية والأمم السابقة يعبدون الأصنام والأوثان عند القبور، فجاء الإسلام ليميز عبادته ويحفظ توحيده، فنهى عن كل ما يشبه فعل المشركين.
5- التشريع الحكيم: يظهر في هذا النهي حكمة التشريع الإسلامي في حفظ العقيدة من أي شائبة، وحماية قلوب المسلمين من الانحراف.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم الصلاة في المقبرة إذا كان هناك حائل: إذا كانت المقبرة محاطة بسور وفصلت عن مكان الصلاة، فصلاتك في مكان خارج السور جائزة، لأن العبرة بمكان وقوف المصلي نفسه.
* الصلاة على الجنازة في المقبرة: النهي عن الصلاة *بين* القبور، أما الصلاة *على* الجنازة بعد وضعها في القبر (صلاة الجنازة) فهي جائزة بإجماع العلماء، لأنها صلاة لها سبب خاص.
* الفرق بين هذا النهي وزيارة القبور: زيارة القبور لتذكر الآخرة والسلام على أهلها والدعاء لهم سنة مؤكدة، ولكن النهي هو عن اتخاذها مكانًا لأداء الصلوات المفروضة أو النوافل.
* الحديث من جوامع الكلم: يعتبر هذا الحديث قاعدة عظيمة في باب العقيدة، حيث يحفظ للمسلم توحيده ويبعده عن مواطن الشبهات والشرك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (١٦٩٨، ٢٣١٥، ٢٣١٨)، وأبو يعلى (٢٨٨٨) والبزار «كشف الأستار» (٤٤٢)، عن حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن، عن أنس فذكره.
وفيه الحسن البصري، وهو مدلس، وقد عنعن إلا أن رواية ابن حبان له يطمئن به القلب؛ لأنه قال في مقدمة كتابه الصحيح (١/ ١٦١): «فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر».
ثم إنه لم ينفرد به بل توبع عليه، فإن الحديث له أسانيد أخرى ذكرها البزار منها: من طريق عبد الله بن الأجلح، عن عاصم، عن أنس فذكر مثله، ومنها عن أبي معاوية، عن أبي سفيان يعني السعدي، عن ثُمامة، عن أنس فذكر مثله، وهذه المتابعات تقوي رواية الحسن.
وفي الباب ما روي عن ابن عمر: أن النبي ﷺ نهى أن يُصَلَّى في سبع مواطن: في المزبلة، والمجزرة، والمقبرة، وقارعة الطريق، وفي الحمام، وفي معاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله.
رواه الترمذي (٣٤٦)، وابن ماجه (٧٤٦) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، نا يحيى بن أيوب، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن حصين، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
قال الترمذي: «ليس إسناده بذلك القوي، وقد تُكلِّم في زيد بن جبيرة من قبل حفظه». انتهى.
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا البيهقي (٢/ ٣٢٩) وقال: تفرد به زيد بن جَبيرة. انتهى.
وزيد بن جبيرة هذا قال فيه البخاري: «منكر الحديث». وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا متروك الحديث، لا يكتب حديثه»، وقال الساجي: «حدَّث عن داود بن الحصين بحديث منكر جدًّا» يعني هذا الحديث.
ثم قال الترمذي: «وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي ﷺ مثله.
وقال: حديث داود عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أشبه، وأصح من حديث الليث بن سعد. وعبد الله بن عمر العمري ضعَّفه بعض أهل الحديث من قِبل حفظه، منهم يحيى بن سعيد القطان» انتهى.
قال الأعظمي: حديث الليث رواه ابن ماجه (٧٤٧) عن علي بن داود ومحمد بن أبي الحسين، قالا: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث به وقال فيه: «محجة الطريق» بدل «قارعة الطريق» والباقي مثله.
وفي الإسناد علتان:
الأولى: عبد الله بن صالح أبو صالح الجُهني المصري كاتب الليث بن سعد قال فيه النسائي: ليس بثقة، وقال الحاكم: ذاهب الحديث.
والثانية: عبد الله بن عمر العمري ضعيف جدًّا.
فقول الترمذي: حديث داود عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد - والله أعلم لأن في حديث الليث بن سعد علتان، وفي حديث داود علة واحدة.
وفي كل الأحوال فالحديث من الطريقين ضعيف.
و«المزبَلَة» هو موضع طرح الزِبْل والقذر.
و«المجْزرة» موضع الذبائح، وطرح أوراثها.
و«قارعة الطريق» أعلاه. وقارعة الدار: ساحتها.
وعن علي أيضًا أنه كان يمر ببابل وهو يسير، فجاءه المؤذِّن يؤذنه بصلاة العصر، فلما برز منها أمر المؤذِّن فأقام الصلاة، فلما فرغ قال: إن حبيبي ﷺ نهاني أن أُصلِّي في المقبرة. ونهاني أن أصَلِّي في أرض بابل فإنها ملعونة.
رواه أبو داود (٤٩٠) قال: حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أزهر، عن عمار بن سعد المُرادي، عن أبي صالح الغفاري، أن عليًّا قال فذكر مثله.
قال الخطابي: «في إسناد هذا الحديث مقال».
قال الأعظمي: فيه انقطاع، فإن أبا صالح الغفاري واسمه: سعيد بن عبد الرحمن روايته عن علي بن أبي طالب مرسلة كما قال ابن يونس وقال: وما أظنه سمع منه، ورواه البيهقي (٢/ ٤٥١) من طريق أبي داود.
وقال: وهذا النَّهي عن الصلاة فيها إن ثبت مرفوعًا ليس لمعنى يرجع إلى الصلاة، فلو صلى فيها لم يُعِد، وإنما هو ...... كما في حديث ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «لا تدخلوا على هؤلاء القوم» يعني أصحاب ثمود «إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فإني أخاف أن يصيبكم مثل الذي أصابهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 852 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصلوا بين القبور

  • 📜 حديث: لا تصلوا بين القبور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تصلوا بين القبور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تصلوا بين القبور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تصلوا بين القبور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب