حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز حمل الصبيان في الصلاة

عن أبي هريرة قال: كنا نصلِّي مع رسول الله ﷺ العِشاء، فإذا سجد وثب الحسنُ والحسينُ على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خَلْفِه أخْذًا رفيقًا فيضعُهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاتَه، أقعدهما على فخذَيه. قال: فقمتُ إليه فقلت: يا رسول الله! أردهما، فبرقتْ برقة فقال لهما: «ألْحِقا بأمكما» قال: فمكث ضوؤُها حتى دخلا.

حسن: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٠٦٥٩) وفي فضائل الصحابة (١٤٠١)، والطبراني في «الكبير» (٣/ ٤٥) والبزار «كشف الأستار» (٢٦٣٠) كلهم من طريق كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر مثله إلا أن البزار ذكره مختصرًا ولم يذكر موضع الشاهد.

عن أبي هريرة قال: كنا نصلِّي مع رسول الله ﷺ العِشاء، فإذا سجد وثب الحسنُ والحسينُ على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خَلْفِه أخْذًا رفيقًا فيضعُهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاتَه، أقعدهما على فخذَيه. قال: فقمتُ إليه فقلت: يا رسول الله! أردهما، فبرقتْ برقة فقال لهما: «ألْحِقا بأمكما» قال: فمكث ضوؤُها حتى دخلا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، ويُظهر جانبًا من جوانب رحمة النبي ﷺ وحنوه وحكمته في التعامل مع الأطفال، حتى أثناء الصلاة.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● العِشاء: صلاة العشاء، وهي الصلاة الخامسة والأخيرة من الصلوات المفروضة.
● سَجَد: انحنى في الصلاة واضعًا جبهته على الأرض ساجدًا لله تعالى.
● وثَب: قفز أو صعد.
● أخْذًا رفيقًا: إمساكًا لطيفًا وحانيًا دون شدّة أو عنف.
● بَرَقَتْ بَرْقَة: ظهر نور أو ضوء ساطع فجأة.
● ألْحِقا بأمكما: اذهبا إلى أمكما (أي فاطمة رضي الله عنها).
2. المعنى الإجمالي للحديث:
كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون العشاء خلف النبي ﷺ، وكان حفيداه الحسن والحسين -وهما طفلان صغيران- يلعبان أثناء الصلاة. فكانا يقفزان على ظهره الشريف وهو ساجد، فيرفع رأسه من السجود ويأخذهما بلطف من خلفه ويضعهما على الأرض. وإذا عاد ليسجد عادا للقفز على ظهره مرة أخرى. استمر هذا الأمر حتى انتهى النبي ﷺ من صلاته، فجعلهما يجلسان على فخذيه بدلاً من تركهما على الأرض.
ولما رأى أبو هريرة هذا المشهد، همّ بتوبيخهما وإبعادهما حرصًا على خشوع الصلاة، فظهر نور عظيم (برقة) من النبي ﷺ، فقال لهما بلطف: "اذهبا إلى أمكما". واستمر هذا النور يضيء الطريق لهما حتى دخلا إلى البيت.
3. الدروس المستفادة منه:
● الرحمة بالصغار والتلطف معهم: يظهر الحديث مدى حلم النبي ﷺ وحنوه على الأطفال، حتى أثناء الصلاة، حيث لم يزجرهما أو يعنفهما، بل تعامل معهما برفق.
● الصلاة لا تبطل ببعض الحركات الخفيفة: حركة الطفل على المصلي لا تبطل الصلاة، خاصة إذا كانت خفيفة وغير متعمدة من المصلي نفسه.
● التوازن بين العبادة والمعاملة: النبي ﷺ جمع بين الخشوع في الصلاة والرحمة بالأطفال، مما يدل على أن الإسلام دين يوازن بين حق الله وحق الناس.
● بركة النبي ﷺ وآل بيته: ظهور النور (البرقة) دليل على مكانة الحسن والحسين ومنزلتهما عند الله ورسوله.
● عدم التشدد في الأمور: لو كان الأمر يتعلق بغير النبي ﷺ لربما انشغل المصلي، لكن الموقف يعلمنا الرفق وعدم المبالغة في الإنكار على الصغار.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- الحسن والحسين هما سبطا رسول الله ﷺ وأبناء ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
- الموقف يدل على أن الأطفال لا يعرفون حدود الخشوع في الصلاة، فلا ينبغي تعنيفهم، بل تربيتهم برفق.
- يستحب للمصلي أن لا يشغل نفسه بما لا يعنيه في الصلاة، لكن إن حدث أمر طارئ كحركة طفل، فلا بأس بمعالجته برفق.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي برسول الله ﷺ في حلمه ورحمته وحكمته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٠٦٥٩) وفي فضائل الصحابة (١٤٠١)، والطبراني في «الكبير» (٣/ ٤٥) والبزار «كشف الأستار» (٢٦٣٠) كلهم من طريق كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر مثله إلا أن البزار ذكره مختصرًا ولم يذكر موضع الشاهد.
ورواه أيضًا الحاكم (٣/ ١٦٧) من هذا الوجه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل كامل أبي العلاء فإنه مختلف فيه فضعَّفه ابن سعد وابن حبان والحاكم. وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه ابن معين ويعقوب الفسوي وغيرهما، والخلاصة أنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في «المجمع» (٩/ ١٨١): «رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات»، ولم بنسبه إلى الطبرانيّ.
ولا يُعل بما رواه البزار «كشف الأستار» (٢٦٢٩)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١/ ٢٥٦) كلاهما من طريق موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي ﷺ في ليلة مظلمة، وعنده الحسنُ والحسينُ، فبرقتْ برقة فقال النبي ﷺ: «ألحقا بأمكما».
قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: «تفرد به موسى عن الأعمش، قال يحيى بن معين: موسى بن عثمان ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث» انتهى.
وفي الباب ما روي عن أنس بن مالك قال: لقد رأيتُ رسولَ الله ﷺ يُصَلِّي، والحسن على
ظهره، فإذا سجد نحَّاه عنه.
رواه ابن عدي في: الكامل (١/ ٣٦٢) عن يحيى بن محمد البختري، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا الأشعث، عن الحسن، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، يعني أنسا فذكر مثله.
وقد حسن إسناده الحافظ في التلخيص (١/ ٤٥) ولكن فيه الحسن البصري وهو مدلس وقد عنعن.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ يسجد فيجئ الحسن والحسين فيركبُ على ظهره، فيطيل السجودَ فيقال: يا نبي الله! أطلت السجودَ؟ فيقول: «ارتحلني ابني، فكرهتُ أن أعجلَه«رواه أبو يعلى (٣٤١٥ تحقيق الأثري) من طريق محمد بن ذكوان، عن ثابت، عن أنس فذكر مثله.
قال الهيثمي في: المجمع (٩/ ١٨١): فيه محمد بن ذكوان وثَّقه ابن حبان، وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: محمد بن ذكوان هو: البصريّ الأزديّ قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه وضعَّفه أيضًا الدارقطني. والخلاصة أنه «ضعيف» كما قال الحافظ في التقريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 855 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

  • 📜 حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحسن والحسين يثبان على ظهر النبي في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب