اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اقتلوا الأسودين في الصّلاة: الحية والعقرب».

صحيح: رواه أبو داود (٩٢١)، والترمذي (٣٩٠)، والنسائي (١٢٠٢)، وابن ماجة (١٢٤٥) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم بن جَوْسٍ، عن أبي هريرة فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اقتلوا الأسودين في الصّلاة: الحية والعقرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي تفضلت بذكره هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم، وصححه عدد من أهل العلم.
وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

* اقتلوا: الأمر بالإزالة والإماتة.
* الأسودين: هما الحية والعقرب، ووصفهما بالسواد للغالب في لونهما، أو للمبالغة في شدة ضررهما وقبحهما، حتى لو اختلف لونهما الحقيقي.
* في الصلاة: أي أثناء أداء الصلاة وحال القيام بها.
* الحية: كل ما له سمّ يُؤذي، وتدخل تحت هذا الاسم الأفاعي وغيرها.
* العقرب: معروفة، وهي مؤذية بسمها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي إذا رأى أثناء صلاته حية أو عقرباً أن يقتلها ويزيل ضررها، حتى لو استلزم ذلك قطعاً لبعض أفعال الصلاة من حركة ومشي، وذلك لدفع أذى مؤكد عنها وعن غيره من المصلين.

3. الدروس المستفادة منه:

* جواز العمل اليسير في الصلاة لدفع الضرر: الحديث دليل على أنه يجوز للمصلي أن يقوم ببعض الحركات غير المعتادة في الصلاة لأمر مهم، كدفع أذى مؤذٍ. وهذا من رحمة الإسلام ويسره، حيث لم يجعل الصلاة عائقاً عن حفظ النفس من الهلاك.
* تقديم دفع الضرر المحقق على كمال الصلاة: حفظ النفس من الضرر أمر مُهِمّ، حتى لو أدى ذلك إلى نقص كمال الصلاة ببعض الحركات الزائدة. فدفع الضرر المتوقع من هذه المؤذيات مقدم على كمال هيئة الصلاة.
* الحث على النظافة وإزالة الأذى: من حكمة الأمر بقتلهما في الصلاة التنبيه على وجوب إزالة الأذى والضرر في كل وقت، وتنظيف أماكن الصلاة من هذه المؤذيات.
* الاهتمام بأمن المصلين: الأمر بالقتل ليس للمصلي فحسب، بل لما قد يؤذي غيره من المصلين، مما يدل على مراعاة الجماعة وصحتهم.
* التخصيص بالذكر لا يعني الحصر: خصَّ النبي صلى الله عليه وسلم الحية والعقرب بالذكر لشدة ضررهما وشيوع أذاهما، ولكن الحكم يعم كل ما في درجتهما من المؤذيات كالفأرة والكلب العقور ونحوهما، عند جمهور العلماء.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* كيفية القتل: يقتلها المصلي بأيسر طريقة ممكنة، كأن يدوس عليها بنعله أو يضربها بعصا إن كانت قريبة، مع مراعاة عدم الإكثار من الحركة التي تبطل الصلاة.
* هل تبطل الصلاة بذلك؟: العمل اليسير لدفع الضرر لا يبطل الصلاة، وهو من الأعضاء المعللة في الشريعة. أما إذا كثرت الحركة بشكل يفقد هيئة الصلاة (كأن يركض مسافة طويلة) فإنها تبطل، ولكن يجوز له قطع الصلاة لأجل دفع الضرر ثم يعود فيستأنفها.
* الفرق بينهما وبين غيرها من الحشرات: هناك مؤذيات أخرى كالبرغوث والبعوض لا يشرع قتلها في الصلاة عادةً لأن أذهاها يسير، بخلاف الحية والعقرب فضررهما محقق وشديد.
* حكم قتلهما خارج الصلاة: يستحب乃至يجب (يستحب بل قد يجب) قتلهما في كل وقت وأينما وُجدا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور». متفق عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٢١)، والترمذي (٣٩٠)، والنسائي (١٢٠٢)، وابن ماجة (١٢٤٥) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم بن جَوْسٍ، عن أبي هريرة فذكر مثله. واللّفظ لأبي داود.
ورواه أحمد (١٠١١٦) من طريق يحيى بن أبي كثير قال: حدَّثني ضمضم. وفيه تصريح يحيى بالتحديث لأن يحيى بن أبي كثير وُصِف بالتدليس.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (٨٦٩)، وابن حبان (٢٣٥١)، والحاكم (١/ ٢٥٦) وقال: «هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه. وضمضم بن جَوْسٍ من ثقات أهل اليمامة. سمع من جماعة من الصحابة، وروى عنه يحيى بن أبي كثير، وقد وثقه أحمد بن حنبل».
وفي الباب عن ابن عباس في حديث طويل. رواه الحاكم (٤/ ٢٧٠) وفيه هشام بن زياد متروك، ومحمد بن معاوية كذّبه الدارقطني كذا قال الذهبي في تلخيص المستدرك.
ومعنى الحديث: أن قتل الأسودين الحيّة والعقرب في الصّلاة لا يُفْسِدُ الصّلاة، لأن قتلهما
واجب، والمصلي بعد الفراغ من قتلهما يبني على ما صلى، ويُتِمّ بقية صلاته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 856 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

📜 حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية