حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السجود عند رؤية الآيات

عن عكرمة قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة -بعض أزواج النبي ﷺ فخرَّ ساجدًا. فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: «إذا رأيتم آية
فاسجدوا» وأيُّ آية أعظم من ذهاب أزواج النبي ﷺ.

حسن: رواه أبو داود (١١٩٧)، والترمذي (٣٨٩١) كلاهما من طريق يحيي بن كثير العنبري أبو غسان، حدثنا سَلْم بن جعفر -وكان ثقة (كذا في الترمذي) -، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة فذكره.

عن عكرمة قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة -بعض أزواج النبي ﷺ فخرَّ ساجدًا. فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: «إذا رأيتم آية
فاسجدوا» وأيُّ آية أعظم من ذهاب أزواج النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع التركيز على وضوح المعاني والدروس المستفادة.

الحديث بتمامه:


عن عكرمة قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة -بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم- فخرَّ ساجدًا. فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم آية فاسجدوا» وأيُّ آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.


1. شرح المفردات:


● عكرمة: هو عكرمة مولى ابن عباس، ثقة فقيه، من كبار التابعين.
● ابن عباس: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، حبر الأمة وترجمان القرآن.
● فخر ساجدًا: سقط إلى الأرض ساجدًا لله تعالى.
● آية: العلامة الدالة على عظمة الله وقدرته، وقد تُطلق على الأمر العجيب الذي يدعو إلى التفكر والتأمل.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُروى أن أحدًا أخبر ابن عباس رضي الله عنه بوفاة إحدى أمهات المؤمنين (زوجات النبي صلى الله عليه وسلم)، فسجد لله شكرًا أو تعظيمًا لهذه الآية العظيمة. فاستنكر عليه البعض السجود في مثل هذه اللحظة، فرد عليهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسجود عند رؤية الآيات، ولا آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهن جزء من بيته النبوي، ووفاتهن علامة على تقارب القيامة وانزياح عالم الدنيا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- السجود شكرًا لله عند رؤية الآيات: السجود هنا ليس سجود الصلاة المفروضة، بل هو سجود شكر وتأمل عند رؤية ما يدل على عظمة الله وقدرته، كالكسوف أو الريح الشديدة أو وفاة الصالحين.
2- عظم مكانة أمهات المؤمنين: زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، ووفاتهن علامة على انقضاء زمن النبوة واقتراب الآخرة.
3- التأمل في أحداث الدنيا: ينبغي للمسلم أن يتفكر في أحداث الدنيا ويتعظ بها، ولا يمر عليها مرورًا عابرًا.
4- الاقتداء بالسلف في التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم: كان ابن عباس يرى أن فقدان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم علامة عظيمة، لأنهن من بقايا العصر النبوي المبارك.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا السجود يسمى "سجود الشكر"، وهو سنة عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة، ودليله حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره خر ساجدًا شكرًا لله.
- بعض العلماء يرى أن سجود الشكر مشروع عند رؤية الآيات الكونية أو الأحداث العظيمة التي تذكر بالله وتدعو إلى الخشوع.
- وفاة الصالحين من علامات اقتراب الساعة، كما في الحديث: «لا تقوم الساعة حتى يذهب الصالحون».


الخلاصة:


الحديث يدل على مشروعية سجود الشكر عند رؤية الآيات العظيمة، وعظم مكانة أمهات المؤمنين، وحكمة ابن عباس في ربط الأحداث بالسنن الإلهية. وهو درس في التأمل والخشوع لله تعالى في كل حال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٩٧)، والترمذي (٣٨٩١) كلاهما من طريق يحيي بن كثير العنبري أبو غسان، حدثنا سَلْم بن جعفر -وكان ثقة (كذا في الترمذي) -، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن سلْم بن جعفر وشيخه الحكم بن أبان لا يرتقيان إلى درجة «ثقة» كما أنهما لا ينزلان عن درجة «صدوق» وإن كان الأزدي قد تكلم في سلْم بن جعفر بدون حجة كما قال الحافظ، وأما الحكم بن أبان ففيه كلام لا يمنع من تحسين إسناده.
ورواه البيهقي (٣/ ٣٤٣) من طريق أبي داود، ورواه أيضًا من وجه آخر عن إبراهيم بن الحكم ابن أبان، عن أبيه، عن عكرمة بلفظ: سمعنا صوتًا بالمدينة، فقال لي ابن عباس: يا عكرمة! انظر ما هذا الصوت؟ قال: فذهبتُ فوجدت صفية بنت حُيَي -امرأةَ النبي ﷺ قد توفيت. قال: فجئت إلى ابن عباس فوجدته ساجدًا ولما تطلع الشمس، فقلت له: سبحان الله تسجل ولم تطلع الشمس بعد: فقال: يا لا أمّ لك أليس قال رسول الله ﷺ: «إذا رأيتُم آية فاسجدوا» فأيُّ آية أعظم من أن يخرجْنَ أمهات المؤمنين من بين أظهرنا، ونحن أحياء.
وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان «ضعيف» وقال الذهبي في مهذب السنن الكبرى (٣/ ١٢٦٩): «إبراهيم واه» إلا أنه لا يضر في تحسين الحديث، لأنه متابع لسلْم بن جعفر، والحديث حسن بدونه، وأخطأ من فهم أنه في رواية أبي داود والترمذي فتنبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1241 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

  • 📜 حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رأيتم آية فاسجدوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب