حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن عبد الرحمن بن أزهر قال: قال رسول الله ﷺ: مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوَعكُ، أو الحمَّي، كمثل حديدة تُدخل النارَ، فيذهب خبثها، ويبقى طيبها».

حسن: رواه البزار (٧٥٦ - كشف) عن يوسف بن أبي يزيد، ثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع ابن يزيد، حدَّثني جعفر بن ربيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب، أنَّ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدَّث عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر، فذكر مثله.

عن عبد الرحمن بن أزهر قال: قال رسول الله ﷺ: مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوَعكُ، أو الحمَّي، كمثل حديدة تُدخل النارَ، فيذهب خبثها، ويبقى طيبها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عبد الرحمن بن أزهر -رضي الله عنه- الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني، يضع بين أيدينا تصويرًا نبويًا بديعًا لمعنى البلاء والمرض في حياة المؤمن، يحمل في طياته مواساة عظيمة وتثبيتًا للقلوب.

أولاً. شرح المفردات:


* الوَعْكُ: هو ألم الحمى وثقلها في البدن.
* الحمَّى: هي ارتفاع حرارة الجسم المعروفة.
* حَدِيدَةٍ: قطعة من الحديد.
* خَبَثُهَا: ما فيها من شوائب وضعف ورداءة.
* طَيْبُهَا: جوهرها النقي الصافي القوي.

ثانيًا. شرح الحديث:


يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن حين يُصاب بالمرض، كالحمى التي تثقل كاهله، بقطعة الحديد عندما تُلقى في النار. فالنار لا تقصد إتلاف الحديد أو إحراقه، بل غايتها تنقيته من الشوائب والركام والصدأ الذي علق به، ليخرج منها حديدًا نقيًا صافيًا قويًا صالحًا للاستعمال في صنع ما ينفع الناس.
كذلك مرض المؤمن، فهو نار تذهب بخبثه، أي بذنوبه وخطاياه ومعاصيه، كما جاء في الصحيحين: «ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يُشَاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه». ويبقى طِيبه، وهو إيمانه وتقواه وصبره ورضاه، فيخرج من هذا الابتلاء نفسًا مطهرةً زكيةً، أقرب إلى الله تعالى، وأعلى درجةً عنده.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الابتلاء سنّة ماضية: المرض والبلاء من سنن الله في خلقه، ولكن للمؤمن فيه معنى آخر مختلف، فهو ليس عقوبة صرفة، بل هو تكفير وتمحيص ورفعة.
2- التفاؤل في مواجهة الشدائد: يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننظر إلى المصيبة بعين التفاؤل والرجاء في ثواب الله ومغفرته، لا بعين التشاؤم والسخط.
3- المرض تكفير للذنوب: فهو فرصة عظيمة لتطهير النفس من أدران المعاصي التي قد تُرتكب دون انتباه.
4- الصبر والرضا: يحثّ الحديث المؤمن على الصبر على المرض والرضا بقضاء الله وقدره، طمعًا في الأجر العظيم والنتيجة الطيبة.
5- الفرق بين مؤمن وكافر: الابتلاء يمحّص المؤمن ويصقله، أما الكافر فيكون وبالاً عليه وحسرة في الدنيا والآخرة.

رابعًا. معلومات إضافية:


* ينبغي للمسلم عند المرض أن يجمع بين الأخذ بالأسباب (العلاج والتداوي) والتوكل على الله والاستعانة به.
* من الأدعية النبوية عند المرض: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» (رواه مسلم).
* هذا الحديث من أعظم ما يقال لزيارة المريض لتعزيته ورفع همته وتذكيره بالأجر العظيم.
أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يجعل ما يصيبهم تكفيرًا لسيئاتهم ورفعةً في درجاتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٧٥٦ - كشف) عن يوسف بن أبي يزيد، ثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع ابن يزيد، حدَّثني جعفر بن ربيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب، أنَّ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر حدَّث عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر، فذكر مثله.
ورواه الحاكم (١/ ٧٣، ٣٤٨) وابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (٢٤) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم به مثله.
قال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والذي عندي: أنَّهما تركاه لتفرد عبد الحميد، عن أبيه بالرواية».
وقال في الموضع الثاني: «صحيح الإسناد، رواته مدنيون ومِصريون، ولم يُخرجاه».
ولكن قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠٢): «رواه البزَّار والطبراني وفيه من لا يُعرف».
قال الأعظمي: لعله يقصد به عبد الحميد بن عبد الرحمن الذي ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٦/ ١٥) ولم يقل فيه شيئًا، ولكن ذكره ابن حبان في «الثقات» (٥/ ١٢٧) وقال: «من أهل المدينة، يروي عن أبيه، وجماعة من التابعين، روى عنه أهل المدينة». ومعناه أنَّه كان معروفًا عند أهل المدينة بالرواية عنه. وأهل المدينة ما كانوا يروون إلَّا عمَّن عرفوه.
وعبيدالله بن عبد الرحمن بن السائب؛ من أهل المدينة، روي عن عبد الحميد وغيره. روي عنه ابن جريج، ونافع بن يزيد مرة بالواسطة -كما هنا-، وأخرى بدون واسطة، وهو ممن ذكره-
أيضًا- ابن حبان في «الثقات» (٢/ ١٨٩).
وعبد الرحمن بن أزهر له صحبة، شهد حنينًا مع النبي ﷺ. وذكره ابن سعد في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله ﷺ من الصغار، قال: «وهو نحو عبد الله بن عباس في السن، بقي إلى فتنة ابن الزبير». وله ذكر في الصّحيحين في ذكر الركعتين بعد العصر.
وإلى هؤلاء أشار الحاكم بقوله: «رواته مدنيون». فمثلهم يحسَّن حديثهم إذا لم يُخالفوا.
وأمَّا ما رُوي عن أبي هريرة، قال: ذُكرت الحمَّى عند رسول الله ﷺ، فسبَّها رجلٌ، فقال النبي ﷺ: «لا تسبُّها؛ فإنَّها تنفي الذنوبَ كما تنفي النار خبث الحديد»، فهو ضعيفٌ، رواه ابن ماجه (٣٤٦٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدَّثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن علقمة بن مرثد، عن حفص بن عبيد الله، عن أبي هريرة، فذكر الحديثَ.
وموسي بن عُبيدة، هو ابن نشيطٍ الربذي المدني، ضعيف عند جماهير أهل العلم. وأطلق عليه الحافظ في «التقريب» بأنَّه «ضعيف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

  • 📜 حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب