حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك
حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٨٩٩) عن يعلى بن عبيد، قال: حدَّثنا طلحة -يعني ابن يحيى-، عن أبي بُردة، عن معاوية، فذكر مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث رسول الله ﷺ يبين جانبًا من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين، ويشرح الصبر على البلاء وأجره. والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
شرح الحديث:
1. شرح المفردات:
● "ما من شيء يُصيب المؤمن في جسده": أي أي أذى أو مرض أو ألم يحدث للمؤمن في بدنه.
● "يؤذيه": أي يتألم منه ويشعر بالضيق.
● "إلَّا كفَّر الله عنه به من سيِّئاته": أي أن الله تعالى يُذهِب بهذا الأذى بعض ذنوب المؤمن ويكفر عنه خطاياه.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يوضح أن المؤمن إذا أصابه مرض أو ألم في جسده، وصبر على هذا البلاء واحتسب الأجر عند الله، فإن الله تعالى يجعل هذا الأذى تكفيرًا لسيئاته ومحوًا لذنوبه. فالمصائب والأمراض ليست شرًا محضًا على المؤمن، بل فيها خير عظيم إذا صبر ورضي بقضاء الله.
3. الدروس المستفادة:
● البلاء تكفير للذنوب: المؤمن يُختبر بالبلاء ليكفر الله عنه سيئاته ويرفع درجاته.
● الصبر على الأذى: ينبغي للمؤمن أن يصبر على ما يصيبه من أذى في بدنه، ويحتسب الأجر عند الله.
● رحمة الله بعباده: من رحمة الله أن جعل المصائب والأمراض تكفيرًا للخطايا، فلا يذهب ألم المؤمن سدى.
● التفاؤل في الشدائد: المؤمن ينظر إلى البلاء على أنه خير له وتطهير من ذنوبه، فلا ييأس ولا يقنط.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن المؤمن لا يصيبه شيء إلا وهو خير له، كما في الحديث الآخر: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".
- ينبغي للمؤمن أن يستحضر نية الصبر والاحتساب عند الإصابة بالمرض أو الأذى، ليعظم أجره.
- من الأدعية الواردة عند الألم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، و"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".
نسأل الله أن يعافينا من كل بلاء، وأن يجعل ما يصيبنا تكفيرًا لذنوبنا ورفعًا لدرجاتنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٤٧) من هذا الوجه وقال: «صحيح على شرط الشيخين». والصواب أنَّه على شرط مسلم؛ لأنَّ طلحة بن يحيى لم يُخرج له سوى مسلم، ثمَّ هو مختلَف فيه، غير أنَّه حسن الحديث.
ورواه الطبراني في: الكبير (١٩/ ٣٥٩) وفي الأوسط» (٥٨٤٣) من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحي بإسناده، وقال في «الأوسط»: «لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن يحيى إلَّا يونس ابن بكير، ولم يرو عن معاوية إلَّا أبو بردة». كذا قال، وقد رواه يعلي بن عبيد عن طلحة بن يحيي كما مضى، وأورده الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠١) وقال: رواه أحمد والطبراني في «الكبير» و«الأوسط»، وفيه قصَّة، ورجال أحمد رجال الصحيح».
قال الأعظمي: القصة التي يشير إليها الهيثمي هي ما ذكرها الطبراني في: الكبير و الأوسط,والمنذري في: الترغيب (٥١٢٥) واللفظ له، عن ابن أبي الدنيا، قال أبو بردة: كنت عند معاوية وطبيب يُعالج قُرحةً في ظهره، وهو يتضرَّر، فقلتُ له: لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه! فقال: ما يسرُّني أنِّي لا أجده، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من مسلم يصيبه أذى من جسده إلَّا كان كفَّارةً لخطاياه». ولفظ الطبراني فيه سقطات، إلَّا أنَّ ابن أبي الدنيا لم يذكر هذه القصة، وإنَّما اكتفى بلفظ الحديث المرفوع، وهو قوله ﷺ: «ما من شيءٍ يصيب المؤمن في جسده، ويؤذيه إلَّا كُفِّر به عن سيئاته». رواه في: المرض والكفارات (٣٥) عن محمد بن عبد الرحمن، عن يعلى بن
عبيد بإسناده.
وأمَّا ما رُوي عن أبي الدرداء مرفوعًا: «إنَّ الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وإنَّ ذنبه مثل أحد، فما يدعه وعليه من ذلك مثقال حبَّةٍ من خردلٍ». فهو ضعيفٌ.
رواه الإمام أحمد (٢١٧٢٨) عن حسن بن موسي، حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثني يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّه دخل على أبي الدرداء فقال: «بالصحة لا بالمرض». فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله ﷺ يقول، فذكر الحديثَ.
وفيه ابن لهيعة، وهو سيِّء الحفظ، مختلط بعد احتراق كتبه، وقد وهم في هذا الإسناد في موضعين؛ أحدهما: ذكر معاذ بن سهل، فهذا وهم؛ لأنَّه لا يوجد في الرواة من اسمه معاذ بن سهل، وإنَّما هو: سهل بن معاذ بن أنس الذي قال فيه ابن حبَّان: «منكر الحديث».
الثاني: أنَّه زاد في الإسناد: «عن جدِّه». والصواب أنَّه عن أبيه فقط، كما رواه هو نفسه، فقد رواه الإمام أحمد (٢١٧٣٦) عن حسن، عنه، قال: حدَّثنا زبَّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن أبي الدرداء، أنَّه أتاه عائدًا، فقال أبو الدرداء لأبي بعد أن سلَّم عليه: «بالصحة لا بالوجع -ثلاث مرات يقول ذلك-، ثمَّ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول، فذكر نحوه.
وفيه سلسلة من الضعفاء: ابن لهيعة، وشيخه زبان، وهو ابن فائد، وشيخه سهل بن معاذ، وللحديث أسانيد كلها دائرة على ابن لهيعة، ولذا قال الحافظ الهيثمي في: المجمع (٢/ ٣٠١): «رواه أحمد والطبراني في الكبير و الأوسط,وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 35 ما من مسلم يصيبه أذى إلا كفر الله به سيئاته
- 36 أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون
- 37 من أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم
- 38 أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون
- 39 يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر
- 40 المصائب تكفر الذنوب حتى الشوكة يشاكها المسلم
- 41 يا ابن آدم مرضت فلم تعدني
- 42 من يعمل سوءا يجز به
- 43 وصب المؤمن كفارة لخطاياه
- 44 البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله
- 45 الله يبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب
- 46 بعث النبي الحمى إلى الأنصار فصبروا ستة أيام
- 47 لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة
- 48 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم
- 49 الحُمَّى تكون طَهورًا للمؤمن
- 50 من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه
- 51 المؤمن لا يصيبه شوكة إلا كفرت خطاياه
- 52 من يشاك شوكة إلا كُتبت له بها درجة ومُحيت عنه...
- 53 من نوقش الحساب هلك
- 54 الحُمَّى تحطُّ الخطايا كما تحطُّ الشجر ورقها
- 55 إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد
- 56 إن الصالحين يشدَّد عليهم
- 57 ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله عنه...
- 58 مرض المسلم يذهب الله به خطاياه
- 59 مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار
- 60 ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر...
- 61 الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها
- 62 صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه
- 63 يصب عليهم الأجر صبا حتى يتمنى أهل العافية قرض أجسادهم
- 64 امرأة من أهل الجنة تصبر على الصرع وتطلب دعاء النبي
- 65 امرأة بها لمم تأتي النبي وتصبر على البلاء
- 66 من عبد يُصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها...
- 67 إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة
- 68 من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون...
- 69 ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض...
- 70 إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا...
- 71 إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين
- 72 الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
- 73 من يرد الله به خيرا يصب منه
- 74 من صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
- 75 عبد أراد الله بك خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه
- 76 إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر
- 77 عجبت من قضاء الله للمؤمن
- 78 عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان...
- 79 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح
- 80 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع
- 81 مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر وتستقيم
- 82 ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لكِ
- 83 أخذتك أم ملدم قط
- 84 لا حاجة لي في ابنتك
معلومات عن حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
📜 حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








