حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «صداع المؤمن، أو شوكة يشتاكها، أو شيء يؤذيه، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويُكفِّر بها عنه ذنوبَه».

حسن: رواه ابن أبي الدنيا (١٨٠) عن حميد بن زنجويه، حدَّثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم ابن حُميد، أخبرني زيد بن واقد، عن القاسم، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «صداع المؤمن، أو شوكة يشتاكها، أو شيء يؤذيه، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويُكفِّر بها عنه ذنوبَه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «صداع المؤمن، أو شوكة يشتاكها، أو شيء يؤذيه، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويُكفِّر بها عنه ذنوبَه».

1. شرح المفردات:


● صداع: ألم في الرأس.
● يشتاكها: يشاكها أو يصاب بها، أي تدخل في جسده وتؤلمه.
● يؤذيه: يسبب له ألماً أو ضرراً.
● يرفعه الله بها درجة: يزيد من منزلته وثوابه في الجنة.
● يكفر بها عنه ذنوبه: يُمحو بها سيئاته.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يبين عظيم فضل الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين، حيث يجعل الآلام والأوجاع التي تصيبهم في الدنيا سبباً لتكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم في الآخرة. فكل ألم بسيط أو كبير، كالصداع أو وخزة شوك أو أي أذى جسدي، يصبح وسيلة للتطهير من الذنوب والارتقاء في مراتب الجنة. وهذا من رحمة الله تعالى وحكمته، حيث يعوض المؤمن على صبره على البلاء بأجر عظيم يوم القيامة.

3. الدروس المستفادة:


● الصبر على البلاء: يُظهر الحديث أهمية الصبر على الألم والمرض، لأنه طريق لتكفير الذنوب ورفع الدرجات.
● رحمة الله الواسعة: الله تعالى يجعل من المصائب والبلايا نعماً خفية، حيث تحط الخطايا وترفع المقامات.
● تقدير نعمة الصحة: ينبهنا الحديث إلى أن الصحة نعمة عظيمة، ويجب شكر الله عليها.
● الابتلاء سنة إلهية: الابتلاء جزء من حكمة الله في الدنيا، وهو اختبار للصبر والإيمان.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على البلاء" و"فضل الابتلاء"، وهو من الأحاديث التي تواسي المؤمن في مصائبه وتذكره بالأجر العظيم.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- ينبغي للمؤمن أن يستحضر هذا المعنى عند الإصابة بأي أذى، ليكون ذلك عوناً له على الصبر والرضا بقضاء الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يرفع درجاتنا ويكفر عنا سيئاتنا بفضله ورحمته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي الدنيا (١٨٠) عن حميد بن زنجويه، حدَّثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم ابن حُميد، أخبرني زيد بن واقد، عن القاسم، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الهيثم بن حميد، وهو الغساني مولاهم، وثَّقه ابن معين، وأبو داود. وأورده الحافظ المنذري في «الترغيب» (٥١٦٠) وعزاه إلى ابن أبي الدنيا. وقال: «رواته ثقات.
وفي الباب أيضًا عن عياض بن غُطَيفٍ قال: دخلنا على أبي عُبيدة بن الجراح نعوده من شكوي أصابه، وامرأته تُحَيفة قاعدة عند رأسه. قلنا: كيف بات أبو عبيدة؟ قالت: والله لقد بات بأجرٍ. فقال أبو عبيدة: ما بتُّ بأجرٍ. وكان مقبلًا بوجهه على الحائط، فأقبل على القوم بوجهه فقال: ألا تسألونني عمَّا قلت؟ قالوا: ما أعجبنا ما قلتَ فنسألك عنه. قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «من أنفق نفقةً فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله، أو عاد مريضًا، أو ماز أذي؛ فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جُنَّة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله بلاء في جسده فهو له حِطَّة». رواه الإمام أحمد (٦٩٠) وأبو يعلى (٨٧٨) كلاهما من طريق واصل مولى أبي عيينة، عن بشار بن أبي سيف الجرمي، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن عياض بن غُطَيف به مثله.
وسقط في مسند البزار (١٢٨٦) الوليد بن عبد الرحمن الجرشي بين بشار وعياض بن غُطيف، وعنده: (الحارث بن غطيف) قال ابن حبَّان: «من قال الحارث بن غطيف وهم».
رجاله ثقات غير بشار بن أبي سيف، فلم يوثقه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات» (٦/ ١١٣) وقال: «رُوي عنه واصل مولى أبي عيينة، وجرير بن حازم». ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي حيث يتابع، وإلَّا فليِّن الحديث. ولم يتابع على هذا. وأخرجه الحاكم (٣/ ٢٦٥).
وأخرجه النسائي (٢٢٣٣) من طريق حماد بن زيد، عن واصل به بعضه.
وفي الباب أيضًا عن أسد بن كرز، أنَّه سمع النبي ﷺ يقول: «المريض تحاثُّ خطاياه كما يتحاثّ ورق الشجر».
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (١٦٦٥٤) والطبراني في «الكبير» (١/ ٣١٧) كلاهما عن
عقبة بن مُكْرَم العمِّي، قال: حدَّثنا سلم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أوسط، عن خالد بن عبد الله، عن جده أسد بن كرز، فذكره.
وفيه انقطاع؛ فإنَّ خالد بن عبد الله وهو ابن يزيد بن أسد القسري الأمير، روايته عن أسد بن كرز منقطعة كما قال الحافظ في «التعجيل» (٤٤)، وأسد هو جدُّ أبيه.
وأمَّا قول الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠١): «رواه أحمد والطبراني في: الكبير«وإسناده حسن» ففيه نظر من ناحيتين:
الأولى: عزوه إلى أحمد، والصواب أنَّه من زيادات ابنه.
الثانية: قوله: «إسناده حسن». والصواب أنَّه ضعيف؛ لانقطاعه، وكذلك قول المنذري في «الترغيب» (٤/ ٢٩٣) بعد عزوه لعبد الله بن أحمد، وابن أبي الدنيا (٢٠٩): «بإسنادٍ حسن» ليس بحسنٍ.
وفي الإسناد أيضًا إسماعيل بن أوسط، وهو البجلي، أمير الكوفة، كان من أعوان الحجاج، وهو الذي قدَّم سعيد بن جبير للقتل، ذكر هذا الأخير الأزدي، وقال: لا ينبغي أن يُروى عنه، وقال زكريا الساجي: «كان ضعيفًا». انظر «التعجيل» (٤٨).
وأمَّا ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ ﷺ عاد رجلًا من وَعْكٍ كان به، فقال: «أبشر؛ فإنَّ الله يقول: هي ناري أُسلِّطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظّه من النار. فهو ضعيف، رواه أحمد (٩٦٧٦) وابن ماجه (٣٤٧٠) والحاكم (١/ ٣٤٥) كلهم من طريق أبي أُسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: هذا هو الظاهر، ولكن فيه علّة خفية؛ ذكر ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل (٥/ ٣٠٠) في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي، قال عبد الرحمن: أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليَّ، قال: سألت أبي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فقال: أقلب أحاديث شهر بن حوشب، صيَّرها حديثَ الزهري، وضعَّفه. قال عبد الرحمن: حدَّثني أبي، قال: سألت محمد بن عبد الرحمن بن أخي حسين الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: قدم الكوفة وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ويزيد بن يزيد بن جابر، ثمَّ قدم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بعد ذلك بدهر، فالذي يحدِّث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر، هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. ثمَّ قال: سألتُ أبي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فقال: عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة، وحسين الجعفي، وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، وابن يزيد بن تميم أصحَّ، وهو ضعيف الحديث.
قال عبد الرحمن: سألتُ أبا زرعة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فقال: ضعيف الحديث.
انظر: «الجرح والتعديل (٥/ ٣٠٠ - ٣٠١).
وقال أبو داود: «متروك الحديث، حدَّث عنه أبو أسامة فغلط في اسمه، قال: عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر الشامي، وكل ما جاء عن أبي أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد، فإنَّما هو: ابن تميم».
انظر للمزيد في ترجمته في: تهذيب الكمال (٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩).
وأمَّا أبو صالح الأشعري؛ فقال فيه أبو زرعة: «لا يُعرف اسمه». وقال أبو حاتم: «لا بأس به». ووثَّقه الذهبي في: الميزان». وقد روى عنه جمعٌ.
وقد رُوي عن أبي أمامة مرفوعًا: «الحُمَّي كير من جهنَّم، فما أصاب المؤمن منها كان حظَّه من النار».
رواه الإمام أحمد (٢٢٢٧٤) والطبراني في: الكبير (٨/ ١١٠) كلاهما من طريق محمد بن مطرف (وهو أبو غسَّان) عن أبي الحُصين، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي أمامة، فذكر مثله. ومن هذا الوجه رواه أيضًا الطحاوي في مشكله (٢٢١٦).
وأبو الحصين، وهو الفلسطيني، قال الهيثمي في: المجمع (٢/ ٣٠٥): رواه أحمد والطبراني في: الكبير«وفيه أبو حصين الفلسطيني، ولم أر له راويًا غير محمد بن مطرف» يعني به أنَّه «مجهولٌ». وتبعه الحافظ فقال في التقريب: «مجهول» وقال: قيل: هو مروان بن رؤية التغلبي، وهو «مقبول».
قال الأعظمي: ومع هذا فقد خالف أبو الحصين إسماعيل بن عبد الله وهو ابن أبي المهاجر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة كما مضى.
ورُوي أيضًا عن أبي ريحانة مرفوعًا، ولفظه: «الحُمَّي كير من حرِّ جهنَّم، وهي نصيب المؤمن من النار».
رواه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (٣١) والطحاوي في مشكله (٢٢١٧) كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا عصمة بن سالم الهُنائي، أخبرنا أشعث بن جابر، عن شهر بن حوشب، عن أبي ريحانة، فذكره.
وعصمة بن سالم الهُنائي «مجهول» لأنه لم يرو عنه غير مسلم بن إبراهيم، ولم يوثقه أحد، وإنَّما ذكره ابن حبَّان في «الثقات» (٨/ ٥١٩). وشهر بن حوشب فيه كلام مشهور، وإنَّما يُحسَّن حديثُه في الشواهد، وفيما لم يُخالف فيه. وبه أعلَّه المنذري في «الترغب» (٥١٧٥) فقال: «رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني كلاهما من رواية شهر بن حوشب». وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠٦): «رواه الطبراني في: الكبير«وفيه شهر بن حوشب، وفيه كلام، ووثَّقه جماعةٌ». والتعليل بعصمة بن سالم أولى من التعليل بشهر بن حوشب.
ورُوي أيضًا عن عائشة مرفوعًا: «الحُمَّى حظُّ كلِّ مؤمن من النار».
رواه البزار (٧٦٥ - كشف الأستار) عن محمد بن موسي الواسطي، ثنا عثمان بن مخلد، ثنا
هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.
قال البزَّار: «لا نعلم أسنده عن هشيم إلَّا عثمان».
وأورده المنذري في «الترغيب» (٥١٧٧)، وقال: «رواه البزار بإسناد حسن». وكذلك قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠٦).
قال الأعظمي: عثمان بن مخلد هو التمار الواسطي، ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٦/ ١٧٠) ولم يقل فيه شيئًا، وإنَّما اكتفى بقوله: «رُوي عن هشيم، روى عنه محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي». وكذلك ذكره ابن حبان في «الثقات» (٨/ ٤٥٣)، وذكر مثل ما ذكر ابن أبي حاتم. فهو لا يزال في عداد المجهولين.
وروي أيضًا عن عثمان مرفوعًا، ولفظه: «الحُمَّى حظ المؤمن من النار يوم القيامة». رواه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (١٥٧) والعقيلي في «الضعفاء» (٣/ ٤٤٨) كلاهما من طريق علي بن بحر بن بَرِّي القطَّان، ثنا الفضل بن حمَّاد الأزدي، عن عبد الله بن عمران عن مالك بن دينار، عن معبد الجُهني، عن عثمان بن عفَّان، فذكر مثلَه.
قال العقيلي في ترجمة الفضل بن حمَّاد الأزدي: «في إسناده نظرٌ». وقال الذهبي: «فيه جهالةٌ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

  • 📜 حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب