حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رجلًا قال لرسول الله ﷺ: أرأيتَ هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال: «كفَّارات». قال أُبيٌّ: وإن قلَّت؟ قال: «وإن شوكة فما فوقها». قال: فدعا أبيٌّ على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتَّى يموت، في أن لا يشغله عن حجٍّ ولا عمرةٍ ولا جهادٍ في سبيل الله، ولا صلاةٍ مكتوبةٍ في جماعةٍ. فما مسَّه إنسانٌ إلَّا وجد حرَّه حتَّى ماتَ.

حسن: رواه الإمام أحمد (١١١٨٣) وأبو يعلي (٩٩٥) كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سعد ابن إسحاق، قال: حدَّثتني زينب ابنة كعب بن عُجرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكر مثله.

عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رجلًا قال لرسول الله ﷺ: أرأيتَ هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال: «كفَّارات». قال أُبيٌّ: وإن قلَّت؟ قال: «وإن شوكة فما فوقها». قال: فدعا أبيٌّ على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتَّى يموت، في أن لا يشغله عن حجٍّ ولا عمرةٍ ولا جهادٍ في سبيل الله، ولا صلاةٍ مكتوبةٍ في جماعةٍ. فما مسَّه إنسانٌ إلَّا وجد حرَّه حتَّى ماتَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "مسنده" وغيرهما، وهو صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● "الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟": أي ما جزاؤنا وما ثوابنا على هذه الأمراض التي نبتلى بها؟
● "كفارات": جمع كفارة، وهي ما يُكفِّر الذنوب ويُطهِّر منها.
● "وإن شوكة فما فوقها": أي حتى لو كان المرض بسيطاً كالشوكة التي تدخل في الجلد، فإنها تكون كفارة للذنوب.
● "الوعك": هو الحمى وارتفاع حرارة الجسم.
● "حتى يموت": أي طوال حياته حتى الموت.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمراض التي تصيب المؤمنين، وما أجرها عند الله تعالى؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنها كفارات للذنوب، أي أنها تمحو السيئات وترفع الدرجات.
ثم تدخل الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب رضي الله عنه (وهو من كبار الصحابة وقراء القرآن) ليسأل استفساراً دقيقاً: "وإن قلَّت؟" أي حتى لو كان المرض صغيراً؟ فأكد له النبي صلى الله عليه وسلم أنه حتى الشوكة التي تُؤذي الإنسان تكون كفارة لذنوبه.
فلماذا طلب أُبيّ بن كعب أن يُصاب بالحمى حتى الموت؟ لأنه فهم من الحديث أن المرض يُكفر الذنوب، فأحب أن يظل مُطهَّراً من الذنوب طوال حياته، بشرط ألا يشغله ذلك عن الفرائض والطاعات.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حكمة الله في الابتلاء: الأمراض والمصائب ليست شراً محضاً، بل فيها تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات.
2- فضل الصبر على المرض: إذا صبر المؤمن واحتسب الأجر عند الله، فإن مرضه يكون سبباً في مغفرة ذنوبه.
3- حرص السلف على الطاعة: انظر إلى حرص أُبيّ بن كعب رضي الله عنه على أن يكون مرضه غير مشغِل له عن الفرائض، مما يدل على علو همته في الطاعة.
4- أن الصغائر من الأمراض تكفر الصغائر من الذنوب، كما أن الكبار منها تكفر الكبار مع الصبر والاحتساب.

رابعاً. فوائد إضافية:


- هذا الحديث يدخل في أحاديث الرجاء التي تشرح صدر المؤمن وتجعله يرضى بقضاء الله.
- ليس المراد طلب المرض، ولكن المراد الرضا بما قدَّر الله والصبر عليه.
- من الأدعية المأثورة: "اللهم أيما عبدٍ من عبادك أو أمةٍ من إمائك أصابته ضراء فذكرها لي فاشفها أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك" كما في الصحيح.
أسأل الله أن يعافينا من كل بلاء، وأن يجعلك من الصابرين المحتسبين، وأن يرزقنا حسن الختام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١١١٨٣) وأبو يعلي (٩٩٥) كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سعد ابن إسحاق، قال: حدَّثتني زينب ابنة كعب بن عُجرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكر مثله.
وإسناده جيِّد؛ فإن زينب ابنة كعب مختلف في صحبتها، والصحيح أنَّها تابعية، روى عنها اثنان، ووثَّقها ابن حبان، وأخرج حديثها في صحيحه (٢٩٢٨) هو والحاكم (٤/ ٣٠٨) وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
والصحيح أنَّ زينب ابنة كعب وهي زوجة أبي سعيد الخدري لم يُخرج لها الشيخان. وأورده الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢) وقال: «رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات».
وأمَّا ما رُوي عن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّه قال: قلت: با
رسول الله! ما جزاء الحمَّى؟ قال: «تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عِرق». قال أبي: اللهم! إني أسألك حمَّى لا تمنعني خروجًا في سبيلك، ولا خروجًا إلى بيتك، ولا مسجد نبيِّك. فلم يُمس أبي قط إلَّا وبه حمَّى. ففيه رجل مجهول.
رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط». وفيه محمد بن معاذ، وهو مجهولٌ، قال ابن المديني: «لا نعرف محمدًا ولا أباه، وهو إسنادٌ مجهولٌ». ذكره الحافظ في «التقريب». ومحمد هو ابن معاذ ابن محمد بن أبي بن كعب، فقوله: «عن جدِّه» أي جدِّ أبيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

  • 📜 حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب