حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن النياحة

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيهَا، والداعية بالويل والثُّبور.

صحيح: رواه ابن ماجه (١٥٨٥) عن محمد بن جابر المحاربي، ومحمد بن كرامة، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول والقاسم، عن أبي أمامة فذكر الحديث.

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيهَا، والداعية بالويل والثُّبور.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في صحيح مسلم وغيره، وفيه تحذير نبوي من أفعال مذمومة تنافي الصبر والإيمان عند المصيبة. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

الحديث:


عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ لعن:
1- الخامشة وجهها
2- والشاقة جيبها
3- والداعية بالويل والثبور.


1. شرح المفردات:


● لعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله.
● الخامشة وجهها: التي تخمش وجهها عند المصيبة، أي تَخْدِشُهُ بأظفارها حتى يُسَالَ الدَّمُ أو تظهر الآثار.
● الشاقة جيبها: التي تشق جيب ثوبها (وهو موضع الصدر من القميص) عند الحزن أو المصيبة، كناية عن شدة الجزع.
● الداعية بالويل والثبور: التي ترفع صوتها بالدعاء على نفسها أو غيرها بالهلاك والدمار، كقولها: "ويلاه!" أو "ثبوراه!" (أي هلاك ودمار).


2. شرح الحديث:


هذا الحديث ينهى عن ثلاثة أفعال محرمة عند نزول المصيبة، وهي من أفعال الجاهلية التي كانت شائعة قبل الإسلام، وقد جاء الإسلام ليبني شخصية المؤمن على الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.
● الخامشة وجهها: هذا الفعل من شدة الجزع وعدم الصبر، وفيه تشويه للخلقة التي خلقها الله، وإيذاء للنفس بغير حق.
● الشاقة جيبها: شق الجيب تعبير عن الحزن الشديد والغضب من القضاء، وهو منافٍ للصبر والاستسلام لأمر الله.
● الداعية بالويل والثبور: هذا الدعاء فيه تسخط على قدر الله، وقد يكون سببًا في استحقاق غضب الله؛ لأن المؤمن مأمور بأن يقول عند المصيبة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها".


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم التسخط على القضاء والقدر: فالجزع والشكوى بغير الصبر محرمة، وقد تصل إلى درجة اللعن والطرد من رحمة الله.
● التأكيد على خلق الصبر: المؤمن يصبر عند المصيبة ويحتسب الأجر عند الله، ولا يفعل أفعال الجاهلية.
● الحفاظ على هيئة المؤمن ووقاره: حتى في أحلك الظروف، يجب أن يظل المؤمن متزنًا لا يفقد عقله ولا يسيء إلى نفسه أو خلقته.
● التربية على الرضا بقضاء الله: وهذا من أعلى درجات الإيمان، كما في الحديث: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا".


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على المصائب"، وهو من أصول العقيدة الإسلامية.
- actions مثل الخمش وشق الجيب كانت معروفة في الجاهلية، فجاء الإسلام لمحوهما.
- ينبغي للمؤمن إذا أصابته مصيبة أن يذكر الله ويصبر، ويقرأ دعاء المصيبة المشروع، ولا يجزع أو ييأس.
- من صبر واحتسب، كتب الله له الأجر والثواب، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يعيذنا من التسخط والجزع.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٥٨٥) عن محمد بن جابر المحاربي، ومحمد بن كرامة، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول والقاسم، عن أبي أمامة فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وصحَّحه أيضًا ابن حبان (٣١٥٦) ورواه من وجه آخر عن أبي أسامة بإسناده مثله. وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي.
وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: «هذا إسناد صحيح، محمد بن جابر وثَّقه محمد بن عبد الله الحضرمي، ومسلمة الأندلسي، والذهبي في الكاشف، وبقية رجال الإسناد ثقات على شرط مسلم ...».
وأما ما روي عن عجوز من الأنصار كانت فيمن بايعن النبي ﷺ قالت: أتيناه يومًا فأخذ علينا «أن لا يَنُحْنَ» قالت العجوز: يا رسول الله! إن ناسًا قد كانوا أسعدوني على مصيبةٍ أصابتني، وإنَّهم أصابتْهم مصيبة، وأنا أريد أن أُسعدَهم، ثم إنها أتتْه فبايعتْه وقالت: هو المعروف الذي قال الله عز وجل: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ [الممتحنة: ١٢] فهو ضعيف، رواه الإمام أحمد (١٦٥٥٦) عن أبي سعيد، حدثنا عمر بن فرُّوخ، قال: حدثنا مصعب الأنصاري قال: أدركتُ عجوزًا كانت فيمن بايعن النبي ﷺ فذكر الحديث.
ومصعب هو ابن نوح، ذكره الذهبي في «ديوان الضعفاء» (٤١٣٩) ممن سمي بمصعب وهم أربعة: مصعب بن المثني، مصعب بن نوح، ومصعب بن خارجة، ومصعب الحميري قال: أربعتهم مجاهيل.
وترجم له الحافظ في «التعجيل» (١٠٤٣) وذكر القصة وقال: روى عنه عمر بن فرُّوخ، قال أبو
حاتم: «مجهول». وذكره ابن حبان في الثقات«، قلت: لكنه ذكره في الطبقة الثالثة كان يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة». انتهى قول ابن حجر.
وأما قول الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥): «رواه أحمد ورجاله ثقات».
فهو اعتمادًا على توثيق ابن حبان.
والعجوز: هي أم عطية، وقصتها صحيحة من غير هذا الإسناد.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن معاذ بن جبل أن النبي ﷺ لما بعثه إلى اليمن، خرج عليه السلام، ومعاذ راكب، ورسول الله ﷺ يمشي إلى جنب راحلته فقال: «يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي» فبكي معاذ جشعًا لفراق رسول الله ﷺ فقال: «لا تبك يا معاذ! فإن البكاء من الشيطان».
رواه البزار «كشف الأستار» (٨٠٤) عن العباس بن عبد الله، ثنا عبد القدوس بن الحجاج، ثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن معاذ بن جبل فذكره. وفيه انقطاع، فإن راشد بن سعد لم يلق معاذ بن جبل، وقد وصف بأنه كثير الإرسال، توفي عام (١٠٨ هـ) ولم يلق صغار الصحابة، فكيف بمعاذ بن جبل الذي توفي عام (١٨ هـ).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 191 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

  • 📜 حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب