حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النباحة من رنة الشيطان

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة».

حسن: رواه أحمد (٨٧٤٦)، وأبو يعلى (٦١٣٧) من طريق سليمان بن داود، وهو الطيالسي (٢٤٥٧) قال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن أبي مُراية، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، مستندًا إلى المصادر المعتمدة.
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة».


1. شرح المفردات:


● تُصلي: أي تدعو وتستغفر وتترحم، فصلاة الملائكة على الميت هي دعاؤهم له بالمغفرة والرحمة.
● النائحة: هي المرأة التي ترفع صوتها بالبكاء والنواح على الميت، وتعدد مصائبه، وتندب عليه بصوت عالٍ، وقد تكون محترفة للنواح.
● المرنَّة: هي المرأة التي تلطم خدودها، أو تشق جيبها، أو تخمش وجهها، أو تدعو بالويل والثبور، أو تفعل أي شيء محرم عند المصيبة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يخبرنا أن الملائكة الكرام -الذين يؤمنون على دعاء المسلمين ويستغفرون للمؤمنين- لا يدعون للمرأة التي تنوح أو تَمرَّن عند المصيبة، وذلك لأنها بفعلها هذا قد خالفت شرع الله تعالى، حيث حرم الإسلام النياحة واللطم وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور، لأن ذلك يشي بعدم الرضا بقضاء الله وقدره، ويُظهر الجزع وعدم الصبر.
والنياحة من أفعال الجاهلية، وكان النبي ﷺ ينهى عنها أشد النهي، ويعدها من المنكرات، لأنها تزيد المصاب حزنًا وتُغضب الرب تعالى.


3. الدروس المستفادة منه:


- وجوب الصبر والاحتساب عند المصائب، والرضا بقضاء الله وقدره.
- تحريم النياحة واللطم وشق الجيوب وغيرها من أفعال الجاهلية.
- أن الجزع والنواح يمنعان بركة دعاء الملائكة واستغفارهم للميت.
- أهمية التمسك بآداب الإسلام في كل الأحوال، حتى في أوقات الشدة والحزن.
- أن الجزع على الميت يضره ولا ينفعه، بل قد يحرمه دعاء الملائكة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، وحسنه بعض العلماء.
- النياحة محرمة بالإجماع، وهي من الكبائر عند كثير من العلماء.
- يستثنى من ذلك البكاء بدون صوت عالٍ أو نياحة، فإنه جائز كما بكى النبي ﷺ على ابنه إبراهيم.
- ينبغي للمسلم عند المصيبة أن يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها"، كما علمنا النبي ﷺ.

الخاتمة:
فهذا الحديث يحذرنا من فعل الجاهلية في النياحة والجزع، ويبين لنا أن الرضا بقضاء الله والصبر عليه هو الطريق لنيل رحمة الله ودعاء ملائكته، فليحرص المسلم على التمسك بهدي النبي ﷺ في كل أحواله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٧٤٦)، وأبو يعلى (٦١٣٧) من طريق سليمان بن داود، وهو الطيالسي (٢٤٥٧) قال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن أبي مُراية، عن أبي هريرة فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٣): «رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو مرانة ولم أجد من وثَّقه، ولا جرَّحه، وبقية رجاله ثقات».
قال الأعظمي: لعله خفي على الهيثمي أبو مرانة -هكذا في المجمع، والصواب أبو مُراية كما في مسند أحمد وأبي يعلى، وقد أدخله ابن حبان في «الثقات» (٥/ ٣١) باسمه وهو: عبد الله بن عمرو، وقال فيه: «عبد الله بن عمرو أبو مراية العجلي، يروي عن عمران بن حصين وسلمان، عداده في أهل البصرة، روى عنه قتادة وأسلم العجلي»، ولم يهتد الهيثمي إلى موضعه في «الثقات» وإلا لما قال
ما قال فيه، لأنه يعتمد غالبًا على توثيق ابن حبان.
وإسناده حسن من أجل أبي مراية فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في «الثقات» وهو من رجال التعجيل، قال فيه أبو سعيد: «كان قليل الحديث، أي أنه عرفه، ولم يقل فيه شيئًا».
وقال البوصيري في «الإتحاف» (٢٧٠٤): «رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بإسناد صحيح».
وعن أبي هريرة أيضًا مرفوعًا: «أيما نائحة ماتتْ قبل أن تتوبَ ألْبَسها الله سِرْبالًا من قَطِران، وأقامها للناس يوم القيامة» إلا أنه ضعيف.
رواه أبو يعلى (٥٩٧٩) عن أبي إبراهيم الترجماني، حدثنا عُبَيس بن ميمون، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وعُبيس بن ميمون، ويقال: عيسي بن ميمون كما في «تهذيب الكمال» وفروعه، وهو الواسطي، وهو مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والراوي عنه.
قال البخاري: «هو أبو عبيدة عُبَيس بن ميمون التيمي، عن يحيى بن أبي كثير وغيره منكر الحديث». وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه غير محفوظ» «الميزان» (٣/ ٢٧) وقد ضعَّفه يحيي بن معين وأبو حاتم والترمذي والنسائي وغيرهم، وقال ابن حبان: «منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه، والاجتناب عن روايته، وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير» «المجروحين» (٦٩٧)، وبه ضعَّفه البوصيري في «الإتحاف» (٢٧١٤).
وأما الهيثمي فقال في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٣): «رواه أبو يعلى وإسناده حسن» لعله ظن أنه عيسي بن ميمون الجرشي أبو موسى، يعرف بابن داية، فإنه ثقة.
وقال الحافظ ابن حجر: «وقد فرق بينهما ابن معين وابن حبان» فقال ابن حبان في «الثقات» (٨/ ٤٨٩) عن الثاني: مستقيم الحديث». وهذا الذي ظنه الهيثمي فحسَّنه، والصواب أنه عبيس بن ميمون، للقرينة التي ذكرها البخاري، واعتمده البوصيري وضعَّفه. والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

  • 📜 حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنَّة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب