حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تبرؤ النبي ﷺ من الصالقة والحالقة والشاقة

عن أبي بردة بن أبي موسى قال: وُجع أبو موسى وجَعًا فغُشي عليه، ورأسُه في حجْرِ امرأةٍ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا برئٌ ممن برئ منه رسول الله ﷺ: إن رسول الله ﷺ برئ من الصالقة والحالقة والشّاقة.

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٠٤) كلاهما عن الحكم ابن موسي القنطري، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن القاسم بن مُخيمِرة حدَّثه قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى فذكره.

عن أبي بردة بن أبي موسى قال: وُجع أبو موسى وجَعًا فغُشي عليه، ورأسُه في حجْرِ امرأةٍ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا برئٌ ممن برئ منه رسول الله ﷺ: إن رسول الله ﷺ برئ من الصالقة والحالقة والشّاقة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تحذر من أفعال الجاهلية في المصائب، والتي تتنافى مع صبر المؤمن وإيمانه بقضاء الله وقدره. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن أبي بردة بن أبي موسى قال: وُجع أبو موسى وجَعًا فغُشي عليه، ورأسُه في حجْرِ امرأةٍ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا برئٌ ممن برئ منه رسول الله ﷺ: إن رسول الله ﷺ برئ من الصالقة والحالقة والشّاقة.


1. شرح المفردات:


● وُجع: أُصيب بوجع شديد أو مرض مؤلم.
● غُشي عليه: فقد وعيه وأُغمي عليه من شدة الألم.
● في حَجْرِ امرأةٍ من أهله: في حضن امرأة من نسائه أو قريبته.
● فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا: لم يقدر على الرد عليها أو منعها مما تفعله بسبب غيابه عن الوعي.
● أفَاق: استعاد وعيه.
● أنا برئٌ ممن برئ منه رسول الله ﷺ: أي أتبرأ من كل من تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● الصالقة: التي ترفع صوتها بالندب والعويل عند المصيبة.
● الحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة (وهو فعل من أفعال الجاهلية).
● الشاقة: التي تشق جيبها أو ثيابها من شدة الحزن والجزع.


2. شرح الحديث:


يخبرنا أبو بردة عن والده الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنه أصيب بمرض شديد (وَجَع) حتى أُغمي عليه من شدة الألم، وكان رأسه في حضن إحدى نسائه أو قريباته.
وفي حال غيابه عن الوعي، ربما كانت هذه المرأة تفعل شيئًا من أفعال الجاهلية التي كان الناس يفعلونها عند المصائب (مثل الصياح أو حلق الشعر أو شق الثياب)، ولكنه لم يستطع أن يرد عليها أو يمنعها لأنه كان فاقدًا للوعي.
فلما استيقظ من غشيته وعلم بما حدث، أراد أن يبرأ إلى الله تعالى من هذا الفعل، فصرح بأنه يبرأ من كل من تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تبرأ من ثلاث صفات هي: الصالقة، والحالقة، والشاقة.
وهذه الصفات تمثل أفعال الجاهلية في التعامل مع المصائب، والتي تنافي الصبر والرضا بقضاء الله.


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم أفعال الجاهلية في المصائب: مثل رفع الصوت بالندب (النواح)، وحلق الشعر، وشق الجيوب أو الثياب؛ لأن هذه أفعال تدل على السخط وعدم الرضا بقضاء الله.
● وجوب الصبر والاسترجاع: المؤمن مأمور بالصبر عند المصيبة وقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها".
● البراءة من أفعال المخالفين: يجب على المسلم أن يعلن براءته من كل فعل أو قول يخالف شرع الله، ولو كان من أقرب الناس إليه.
● عظمة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: حيث إنه لم يَسكت عن المنكر حتى بعد شفائه، بل بادر إلى التبرؤ منه وتوضيح موقف الشرع.
● الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: فكما أن النبي تبرأ من هذه الأفعال، فنحن أيضًا نتبرأ منها ونبتعد عنها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالصبر وآداب المصيبة.
- معنى "برئ" في الحديث: أي تبرأ وابتعد عن أولئك الذين يفعلون هذه الأفعال، ولا رضي بها.
- هذه الأفعال (الصَلق، الحلق، الشق) كانت شائعة في الجاهلية، وجاء الإسلام ليمحوها ويستبدلها بالصبر والاحتساب.
- من صبر على مصيبته وكظم غيظه، فإن الله يعوضه خيرًا ويغفر له ويرفع درجاته.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٠٤) كلاهما عن الحكم ابن موسي القنطري، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن القاسم بن مُخيمِرة حدَّثه قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر وفيه أن رسول الله ﷺ قال: «أنا بَرِئٌ ممن حلق وسلق وخرق».
والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة.
والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة.
والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 199 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب