من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٨)، ومسلم في الإيمان (١٠٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يحذر فيه من أفعال الجاهلية وينهى عن التصرفات التي تخالف أدب الإسلام ووقاره. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية».

1. شرح المفردات:

● ليس منا: أي ليس على طريقتنا وهدينا، أو ليس متبعًا لسنتنا، وهي صيغة تفيد التغليظ في الزجر والنهي.
● ضرب الخدود: أي لطم الوجه والخدود عند المصيبة، وهو من أفعال الجاهلية في النياحة.
● وشق الجيوب: شق الثياب من الأمام أو الجيوب تعبيرًا عن الحزن والجزع.
● ودعا بدعوى الجاهلية: أي نادى بالنداء الجاهلي، كنداء "وا مصيبتاه" أو "وا حزناه"، أو الدعاء بالويل والثبور، أو الدعاء بعصبية القبيلة والتفاخر بالأنساب.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف ينهى عن ثلاثة أمور كانت شائعة في الجاهلية عند المصائب، ويُخرج فاعلها من دائرة الكمال الإسلامي والاقتداء الكامل بالنبي ﷺ وأصحابه. والمعنى: أن من فعل هذه الأفعال عند المصيبة فليس متبعًا لهدي النبي ﷺ وسنته، بل هو متشبه بأهل الجاهلية في حزنهم وجزعهم.
والمراد بـ "ليس منا" ليس الخروج من الملة بالكلية، بل هو من باب الذم والزجر، أي أنه ليس من أهل طريقنا وسنتنا في الصبر والاحتساب، وفعله هذا مخالف لهدي الإسلام. وهذا من أسلوب النبي ﷺ في التغليظ في النهي عن بعض الأفعال.

3. الدروس المستفادة منه:

● وجوب الصبر والاحتساب عند المصائب: فالإسلام يدعو إلى الصبر وقول "إنا لله وإنا إليه راجعون" عند نزول المصيبة، لا إلى الجزع والنياحة.
● النهي عن التشبه بأهل الجاهلية: في الأفعال والأقوال، فالمسلم يتخلق بأخلاق الإسلام ويبتعد عن تقاليد الجاهلية.
● التغليظ في النهي عن هذه الأفعال: لأنها تدل على ضعف الإيمان وعدم الرضا بقضاء الله وقدره.
● أن الجزع والنياحة من أفعال الجاهلية: وهي تُنقص أجر المصيبة، وقد تُذهب الصبر والاحتساب.
● الحث على السكينة والوقار: حتى في أوقات الشدة والحزن، فالمسلم يلتزم الأدب مع الله في السراء والضراء.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل حديث عمران بن حصين: "ليس منا من شق الجيوب، أو لطم الخدود، أو دعا بدعوى الجاهلية" (رواه البخاري).
- الفرق بين حزن القلب وبين الظاهر باللسان والجوارح: فالحزن الطبيعي لا يُلام عليه المسلم، ولكن يُلام على إظهار الجزع بالقول أو الفعل.
- من الدعاوى الجاهلية: الدعاء بالثبور والويل، أو النداء بـ "يا خيبة الدهر" ونحو ذلك، وهو مما يُغضب الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يصبر عند المصيبة ويحتسب، ويبتعد عن أفعال الجاهلية وأقوالها.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٨)، ومسلم في الإيمان (١٠٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، فذكره.
وما رُوي عن أبي هريرة مثله ففيه عبد الله بن عبد القدوس وهو ضعيف ضعَّفه أبو داود، والنسائي وغيرهما، وتساهل فيه ابن حبان فذكره في «الثقات» (٧/ ٤٨).
ورواه الطبراني في «الأوسط» (٢١٤٣) من طريقه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث، قال الطبراني: «لم يرو عن الأعمش إلا عبد الله».
قال الأعظمي: وعبد الله بن عبد القدوس ممن لا يحتمل تفرده وهو ضعيف، وقول الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥): «فيه عبد الله بن عبد القدوس، وفيه كلام وقد وُثِّق» فهو اعتمادًا على إدخاله ابن حبان في «الثقات».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

📜 حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية