حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّياحة من أمور الجاهلية

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة: النياحة، والتفاخر بالأحساب، والأنواء».

حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (٧٩٩) عن محمد بن المثنى، ثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، ليس به بأس، ثنا عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة: النياحة، والتفاخر بالأحساب، والأنواء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة: النياحة، والتفاخر بالأحساب، والأنواء».

أولاً. شرح المفردات:


● لا يتركن: أي لا يَزُلْنَ ولا ينقطعن، ستبقى هذه الظواهر موجودة.
● في أمتي: ضمن моей общины.
● حتى تقوم الساعة: إلى أن تقوم القيامة.
● النياحة: البكاء بصوت عالٍ مع ندب الميت وذكر محاسنه، وهو من أمر الجاهلية.
● التفاخر بالأحساب: التفاخر بالأنساب والأحساب (جمع حسب، وهو شرف الآباء والأجداد).
● الأنواء: جمع نَوء، وهو مطر كانوا يزعمون في الجاهلية أن النجوم تُمطِرهم به، فينسبون المطر إلى النجوم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ثلاث عادات سيئة من عادات الجاهلية ستستمر في الظهور بين بعض الناس في الأمة الإسلامية حتى قيام الساعة، رغم تحريم الإسلام لها ومخالفتها للعقيدة الصحيحة والأخلاق الإسلامية.
1- النياحة: وهي رفع الصوت بالبكاء والعويل على الميت، وندبه وذكر محاسنه بطريقة فيها شيء من التسخط على قضاء الله وقدره. وهذا مخالف للصبر والاستسلام لقضاء الله الذي أمرنا به. وقد ورد الوعيد الشديد على النائحة في أحاديث أخرى.
2- التفاخر بالأحساب: وهو التباهي بالأنساب والعائلات والافتخار بالأجداد والآباء، وجعل ذلك وسيلة للتعالي على الآخرين واحتقارهم. والإسلام يسوي بين الناس ويجعل المعيار الوحيد للتفاضل هو التقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
3- الأنواء: وهي من بقايا الشرك في الأسباب، حيث كان أهل الجاهلية ينسبون نزول المطر إلى النجوم (كقولهم: مطرنا بنوء كذا). وهذا شرك في التوحيد، فالمُنزِّل للرحمة هو الله تعالى وحده، والنجوم مخلوقات مسخرة بأمره. فالإيمان الصحيح يقتضي نسبة النعم إلى مسببها الحقيقي وهو الله عز وجل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث أخبر عن أمور ستحدث فوقع ما أخبر به، وهذا من معجزاته.
2- تحذير الأمة من هذه الآفات: فالحديث ليس مجرد إخبار، بل هو تحذير من الوقوع في هذه المخالفات.
3- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية: في أخلاقهم ومعتقداتهم الفاسدة.
4- التأكيد على أهمية التوحيد: ونسبة النعم إلى الله تعالى وحده، ونفي الشرك في الأسباب.
5- التأكيد على مبدأ المساواة في الإسلام: وأن التفاضل يكون بالتقوى والعمل، لا بالنسب والحسب.
6- الحث على الصبر واحتساب الأجر عند المصائب: وعدم التسخط والنياحة.
7- أن وجود هذه المنكرات في بعض الناس لا يعني جواز فعلها: بل يجب على المسلم أن يحذرها ويبتعد عنها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم في الإخبار بالمغيبات، فقد استمر وجود هذه الظواهر بين بعض المسلمين عبر العصور.
- النياحة محرمة بإجماع العلماء، وهي من كبائر الذنوب.
- نسبة المطر إلى النجوم من الشرك الأصغر إذا قصد بها مجرد توقيت الزمن، أما إذا اعتقد أن النجم هو الفاعل والمؤثر فهو شرك أكبر.
نسأل الله تعالى أن ي purify قلوبنا من الشرك والرياء، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (٧٩٩) عن محمد بن المثنى، ثنا زكريا بن يحيى بن عمارة، ليس به بأس، ثنا عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس فذكره.
ورواه أبو يعلى (٣٨٩٨، ٣٨٩٩) من وجهين آخرين عن زكريا بن يحي، ولكنه أدخل بينه وبين عبد العزيز بن صُهيب «هُشيما» وهو مدلس وقد صرَّح، وثبت سماع زكريا بن يحيى من عبد العزيز ابن صُهيب، فإن صحَّ ما ذكره أبو يعلى فيكون المزيد في متصل الأسانيد.
وإسناده حسن من أجل زكريا بن يحيى بن عمارة فهو مختلف فيه، فأفحش القول فيه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان يخطئ».
وذكره الهيثمي في «المجمع» (١٢) وقال: «رواه أبو يعلى ورجاله ثقات» ولم يعز إلى البزار.
وكذلك فعل الحافظ في «المطالب العالية» (١/ ٢٢١) وأصاب البوصيري في «الإتحاف» (٢٧١٥) وعزاه لهما وسكت عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 194 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

  • 📜 حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاث لا يتركن في أمتي حتى تقوم الساعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب