هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

عن عمر بن الخطاب قال: إنَّ رسول الله ﷺ كان يُرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول: «هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله» قال: فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حدَّ رسول الله ﷺ، قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض.

صحيح: رواه مسلم في الجنة (٢٨٧٣) عن إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: قال أنس: كنت مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءَينا الهلال، وكنت رجلًا حديد البصر فرأيتهُ، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلتُ أقول لعُمَر: أمَا تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من الأحاديث العظيمة التي تُظهر معجزة من معجزات النبي ﷺ، وتُبرز دقة وحقيقة نبوته.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● مصارع: جمع مصرع، وهو مكان الموت أو القتل.
● بدر: هي غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة بين المسلمين والمشركين.
● الأمس: يقصد به اليوم السابق للغزوة.
● الحدود: هنا بمعنى المواضع أو الأماكن المحددة.
● البئر: الحفرة العميقة في الأرض، حيث أُلقي فيها قتلى المشركين بعد المعركة.
2. شرح الحديث:
يخبرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قبل معركة بدر، كان يُشير إلى أماكن معينة في أرض المعركة، ويقول: "هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله"، أي أن هذا المكان بالذات سيكون مكان قتل فلان من زعماء المشركين في اليوم التالي إذا شاء الله.
ثم يؤكد عمر رضي الله عنه بحلفه قائلاً: "فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله ﷺ"، أي أن كل من سماهم النبي ﷺ سقطوا قتلى في نفس المواضع التي حددها ﷺ تمامًا دون أي خطأ أو偏差.
وفي نهاية الحديث يذكر أن قتلى المشركين أُلقي بهم في بئر واحدة، بعضهم فوق بعض، كما هي عادة العرب في ذلك الوقت في التعامل مع جثث الأعداء.
3. الدروس المستفادة:
● إثبات نبوة محمد ﷺ: الحديث معجزة واضحة تدل على صدق نبوة الرسول ﷺ، حيث أخبر بأمر غيبي تحقق بدقة متناهية.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ قال "إن شاء الله" مع علمه بالغيب، تعليمًا للأمة وجمعًا بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.
● قدرة الله تعالى: الله القادر على كل شيء هو الذي يعلم الغيب ويُطلع عليه من يشاء من أنبيائه.
● عزة المؤمنين بنصر الله: الحديث يذكر بنصر الله للمؤمنين في غزوة بدر، وهي أول معركة فاصلة في الإسلام.
4. معلومات إضافية:
- غزوة بدر وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة.
- من القتلى الذين سماهم النبي ﷺ: أبو جهل (عمرو بن هشام)، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، وغيرهم من صناديد قريش.
- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ التي يستدل بها على صدقه، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أئمة الحديث.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بشرعه، المستفيدين من عظات وعبر تاريخ الإسلام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة (٢٨٧٣) عن إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: قال أنس: كنت مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءَينا الهلال، وكنت رجلًا حديد البصر فرأيتهُ، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلتُ أقول لعُمَر: أمَا تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 418 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

📜 حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية