حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات

عن سعد بن أبي وقَّاص، قال: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَهْطًا وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ، قَالَ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْهُمْ رَجُلًا لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ فَقُمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، وَاللَّهِ! إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا» قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، وَاللَّهِ! إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا». قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا». يَعْنِي فَقَالَ: «إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٠) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص، فذكره.

عن سعد بن أبي وقَّاص، قال: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَهْطًا وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ، قَالَ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْهُمْ رَجُلًا لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ فَقُمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، وَاللَّهِ! إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا» قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، وَاللَّهِ! إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا». قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا». يَعْنِي فَقَالَ: «إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● رَهْطًا: جماعة من الرجال، ما بين الثلاثة إلى العشرة.
● سَارَرْتُهُ: كلمته سرًا بخفض الصوت.
● أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ: الأكثر محبة وإعجابًا لدي.
● غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ فِيهِ: تغلبت عليَّ معرفتي بحاله وفضله.
● يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ: يلقى في النار منكوسًا على وجهه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يعطي مجموعة من الناس، وكان سعد جالسًا معهم. فلم يعطِ النبي ﷺ رجلاً معينًا كان أحبهم إلى سعد، فسأله سعد سرًا عن سبب إغفاله لهذا الرجل مع أنه يراه مؤمنًا، فأجابه النبي ﷺ بقوله: "أو مسلمًا"، أي أنه قد يكون مسلمًا ظاهرًا ولكن ليس بمؤمن كامل الإيمان. كرر سعد سؤاله ثلاث مرات، وفي كل مرة يرد النبي ﷺ بنفس الرد. ثم بين النبي ﷺ حكمته في ذلك، وهي أنه قد يعطي شخصًا آخر ليس أفضل عند الله، لكنه يعطيه خوفًا من أن يتركه فيفتتن عن دينه ويهلك في النار.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة في القيادة والتوزيع: أن الحاكم أو المسؤول يجب أن يكون حكيمًا في توزيع الأموال والعطايا، فقد يعطي من ليس بأفضل لمصلحة راجحة.
● الفرق بين الإسلام والإيمان: الإسلام قد يكون ظاهرًا بالإقرار بالشهادتين والعمل الظاهري، أما الإيمان فهو ما وقر في القلب وصدقه العمل. وقد يكون الشخص مسلمًا لكن إيمانه ضعيف.
● الحرص على هداية الناس: حرص النبي ﷺ على حفظ ضعاف الإيمان بدفع ما يردهم عن الكفر أو الفتنة، حتى لو كان ذلك على حساب من هو أفضل منهم.
● التثبت في الحكم على الناس: لا ينبغي للمرء أن يحكم على الناس بظاهر أحوالهم فقط، فالنبي ﷺ كان أعلم ببواطنهم.
● أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حيث سأل سعد النبي ﷺ سرًا ولم يعلن اعتراضه، مما يدل على أدبهم وحسن صحبتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها العلماء على التفريق بين الإسلام والإيمان، حيث أن الإسلام قد يطلق على من أظهر الشهادتين، أما الإيمان فيشمل الإسلام ويزيد عليه بالإيمان القلبي والعمل الصالح.
- فيه بيان لعظمة رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على هدايتهم وحمايتهم من النار.
- يعلمنا النبي ﷺ هنا أن المصالح العامة وتحصين الناس من الفتن مقدمة على مجرد الفضل الشخصي أحيانًا.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٠) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص، فذكره.
وفي رواية عندهما: عن صالح عن إسماعيل بن محَمَّد أنَّه قال: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ بِهَذَا فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: «فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ فَجَمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وَكَتِفِي ثُمَّ قَالَ: «أَقْبِلْ أَيْ سَعْدُ إِنِّي لَأُعْطِي
الرَّجُلَ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 208 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

  • 📜 حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب