حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل صيام شهر رمضان

عن عمرو بن مرّة الجهنيّ، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ ﷺ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن شهدتُ لا إله إلا الله، وأنّك رسولُ الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديتُ الزّكاة، وصمتُ رمضان وقمتُه، فممن أنا؟ قال: «من الصدِّيقين والشّهداء».

صحيح: رواه ابن خزيمة (٢٢١٢)، وابن حبان (٣٤٣٨) كلاهما من حديث الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت عمرو بن مرة الجهنيّ، فذكره.

عن عمرو بن مرّة الجهنيّ، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ ﷺ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن شهدتُ لا إله إلا الله، وأنّك رسولُ الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديتُ الزّكاة، وصمتُ رمضان وقمتُه، فممن أنا؟ قال: «من الصدِّيقين والشّهداء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عمرو بن مرّة الجهنيّ رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ ﷺ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنّك رسولُ الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديتُ الزّكاة، وصمتُ رمضان وقمتُه، فممن أنا؟ قال: «من الصدِّيقين والشّهداء».
راوي الحديث:
هو عمرو بن مرة الجهني، صحابي جليل، روى عنه جماعة من التابعين.
شرح المفردات:
● شهدتُ: أي نطقتُ وعملتُ بمقتضاها، وهي كلمة التوحيد.
● أديتُ الزكاة: أعطيتها لمستحقيها على الوجه الشرعي.
● صمتُ رمضان: أي أتممت صيام شهر رمضان.
● قمتُه: أي قمت لياليه بصلاة التراويح والتهجد.
● الصديقين: جمع صديق، وهو الذي يبلغ أعلى درجات الصدق في الإيمان والعمل.
● الشهداء: جمع شهيد، وهو الذي يشهد له بالجنة، ويدخل في عموم من يموت على الإيمان والتقوى.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عمرو بن مرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله سؤالاً يعبر عن حرصه على معرفة منزلته عند الله تعالى إذا هو قام بأركان الإسلام الظاهرة، وهي: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان مع القيام فيه. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن من فعل ذلك بحقوقه وآدابه فهو من الصديقين والشهداء، أي من هذه الأمة المباركة التي شرفها الله بهذه المنازل العالية.
الدروس المستفادة والعبر:
1- حرص السلف على معرفة منازل الأعمال: وهذا دليل على علو همتهم، وكانوا لا يكتفون بأداء العبادة فقط، بل يسألون عن ثمرتها ومرتبتها عند الله.
2- فضل أركان الإسلام: الحديث يبين أن هذه الأركان هي أساس الدين، ومن أقامها كاملة فقد نال درجة عظيمة.
3- الترغيب في القيام (التراويح): ذكر قيام رمضان مع الصيام دليل على فضل هذه السنة العظيمة وأنها ترفع درجة العبد.
4- بشرى للمؤمنين: أن من أدى هذه الفرائض بإخلاص ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه من الصديقين والشهداء في المنزلة والفضل، وإن لم يمت morte الشهادة في سبيل الله. وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة.
5- الربط بين العمل والمنزلة: ليس الإيمان بالتمني، ولكن بالإخلاص والعمل الصالح.
معلومات إضافية مفيدة:
● الصديقون: أعلى درجة بعد الأنبياء، وسيدهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
● الشهداء: أنواع، منهم الشهيد في سبيل الله، وشهيد الآخرة الذي يموت على الإيمان والتقوى.
- الحديث يدل على أن هذه الأمة قد أعطيت من الفضائل ما لم يعط غيرها، فمن وفقه الله لأداء هذه الواجبات فقد نال أعلى المراتب.
- يستحب للمسلم أن يسأل عن أمور دينه ويعرف فضائل الأعمال ليزداد حماساً وإقبالاً عليها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصديقين والشهداء والصالحين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٢٢١٢)، وابن حبان (٣٤٣٨) كلاهما من حديث الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت عمرو بن مرة الجهنيّ، فذكره.
ورواه البزار -كشف الأستار (٢٥) - من وجه آخر عن الحكم بن نافع.
وحسَّن إسناده الهيثمي أو صححه. مجمع الزوائد (١/ ٤٦).
وفي الباب ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من صام رمضان، وعرف حدوده وتحفّظ مما كان ينبغي له أن يتحفّظ فيه، كفّر ما قبله».
رواه الإمام أحمد (١١٥٢٤)، وأبو يعلى (١٠٥٨)، وابن حبان (٣٤٣٣) كلّهم من حديث عبد الله بن المبارك -وهو في زهده (٩٨) -، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن قريط، أنّ عطاء بن يسار حدّثه، أنه سمع أبا سعيد الخدريّ، فذكره.
وعبد الله بن قريط لم يرو عنه إلا يحيى بن أيوب، وذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٥/ ١٤٠) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو في عداد المجهولين؛ ولذا قال الحسيني في «الإكمال»: «مجهول».
وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» وأخرج حديثه في «صحيحه» وذلك بناء على منهجه.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن سلمان، قال: خطبنا رسول الله ﷺ في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس! قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله
صيامه فريضة، وقيام ليله تطوّعًا، من تقرّب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطَّر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء».
قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطّر الصائم. فقال: «يعطي الله هذا الثواب من فطّر صائمًا على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. من خفّف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غني بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائمًا سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة».
رواه ابن خزيمة في: صحيحه (١٨٨٧) وقال: «إن صح الخبر، والبيهقي في «فضائل الأوقات» (٣٧)، وشعب الإيمان (٣٣٣٦)، والأصفهاني في «الترغيب والترهيب» (١٧٥٣) كلّهم من طرق عن يوسف بن زياد، ثنا همام بن يحي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسيّ، فذكره.
ويوسف بن زياد هو البصري أبو عبد الله، قال البخاري وأبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال الدارقطني: «مشهور بالأباطيل».
وفيه أيضا على بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف عند أئمة الحديث.
وأما رواه الحارث في مسنده -بغية الباحث (٣٢١) - عن عبد الله بن بكر، قال: حدثني بعض أصحابنا رجل يقال له: إياس -رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي، قال (فذكر الحديث).
فليس إياس وهو ابن عبد الغفار متابعًا لعلي بن زيد بن جدعان، بل المقصود من قول الراوي أنه رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب من طريق علي بن زيد بن جدعان كما هو مصرّح في شعب الإيمان للبيهقي (٣٣٣٦) فإنه رواه من طريق عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا إياس بن عبد الغفار، عن علي بن زيد بن جدعان بإسناده نحوه.
وإياس بن عبد الغفار وهو إياس بن أبي إياس قال عنه العقيلي في الضعفاء (١/ ٣٥): «مجهول، وحديثه غير محفوظ»، ثم ذكر هذا الحديث وقال: «قد رُوي من غير وجه ليس له طريق ثبت بين». انتهي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

  • 📜 حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: منزلة من ادى الفرائض من الصديقين والشهداء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب