حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل صيام شهر رمضان

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه».
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: سمعته أربع مرات من سفيان.
وقال مرة: «من صام رمضان».
وقال مرة: «من قام رمضان، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٧٢٨٠) عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه».
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: سمعته أربع مرات من سفيان.
وقال مرة: «من صام رمضان».
وقال مرة: «من قام رمضان، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا من المقبولين. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فضل صيام رمضان وقيامه بإخلاص ويقين. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري (رقم 38) ومسلم (رقم 760) في صحيحيهما، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه. والزيادة التي ذكرتها ("من قام رمضان...") هي جزء من نفس المعنى ورواية أخرى للحديث، تؤكد على فضل القيام أيضاً.

### ثانياً. شرح المفردات
● «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ»: أي من أتم صيام شهر رمضان كاملاً، مبتعداً عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
● «إِيمَانًا»: أي تصديقاً بوعد الله تعالى، ويقيناً بفرضية الصوم وثوابه، وإخلاصاً لله دون رياء أو سمعة.
● «وَاحْتِسَابًا»: أي طلباً للأجر من الله تعالى وحده، صابراً على مشقة الصوم، راجياً ثوابه، لا لعادة أو تقليد.
● «غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»: أي أن الله تعالى يتجاوز عن ذنوبه السابقة كلها، ما لم تكن من الكبائر التي تحتاج إلى توبة خاصة. وهذا من فضل الله وكرمه.
وفي الرواية الأخرى:
● «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ»: أي من صلى التراويح وقيام الليل في رمضان.
● «وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ»: أي من أحيا ليلة القدر بالصلاة والذكر والدعاء.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يعد النبي صلى الله عليه وسلم من يؤدي فريضة الصيام في رمضان، ويقوم لياليه - خاصة ليلة القدر - بشروط الإيمان والاحتساب، بمغفرة الله تعالى لجميع ذنوبه الماضية. وهذا الوعد العظيم يشمل الصغائر من الذنوب، وأما الكبائر فيحتاج صاحبها إلى توبة نصوح.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- عظم فضل صيام رمضان وقيامه: فهو سبب لمغفرة الذنوب جميعاً، وهو من أعظم أبواب التوبة والعتق من النار.
2- اشتراط الإخلاص واليقين: فلا يكفي أداء العبادة شكلياً، بل لابد من إيمان القلب واحتساب الأجر عند الله.
3- الربط بين الصيام والقيام: فالصيام عبادة النهار، والقيام عبادة الليل، ومن جمعهما مع الإخلاص نال المغفرة.
4- فضل ليلة القدر: التي هي خير من ألف شهر، فإحياؤها بالإيمان والاحتساب يغفر الذنوب.
5- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل هذه الطاعات سبباً لمغفرة جميع الذنوب السابقة، مما يدعو المسلم للاجتهاد في الطاعة.


خامساً:

تنبيهات مهمة
● المغفرة مشروطة بعدم الاصرار على الكبائر: فمن كان مصراً على كبيرة كالربا أو العقوق، فلا بد له من التوبة النصوح أولاً.
● الاحتساب يكون في كل العبادات: ليس في الصوم فقط، بل في الصلاة والزكاة والحج وغيرها.
● الحديث حافز للهمة: لاستغلال شهر رمضان بما فيه من خيرات وبركات.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٧٢٨٠) عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
هذا الحديث رواه عدد من أصحاب سفيان، منهم: قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وإسحاق بن إبراهيم، به، مثله.
وعن هؤلاء أخرجه النسائي (٢٢٠٢، ٢٢٠٣).
ولكن جاء في «سننه الكبرى» (٣٣١٤) في النسخة الهندية، عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان، وفيه: «من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».
وأشار محقق الكتاب إلى أن قوله: «وما تأخر» ثابت في أصلين وضرب عليه في الثالث.
ولكن أشار الحافظ ابن حجر في «الخصال المكفرة» (ص ٥٢ - ٥٤) إلى وجود هذه الزيادة في السنن الكبرى، وقال: «إنه لم ينفرد بهذه الزيادة، بل تابعه كل من حامد بن يحيى البلخيّ عند قاسم ابن أصبغ في: مصنفه«وهشام بن عمار في: فوائده«، ويوسف بن يعقوب النجاحي عند أبي بكر المقرئ في: فوائده«، والحسين بن الحسن المروزي في: كتاب الصيام«له» انتهى.
ولكن رواه جمهور اصحاب سفيان وهم أكثر عددًا وأحسن ضبطًا ولم يذكروا هذه الزيادة منهم الإمام أحمد -كما رأيت-، وعلي بن المديني عند البخاري (٢٠١٤) والشافعي والحميدي، ومخلد ابن خالد ومحمد بن أحمد بن أبي خلف. أخرج عن الأخيرين أبو داود (١٣٧٢)، وعمرو بن علي الفلاس عند ابن خزيمة (١٨٩٤)، وعبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي مع عمرو بن علي عنده أيضًا (٢١٩٩)، وابن المقري عند ابن الجارود (٤٠٤)، وأبو خيثمة عند أبي
بعلي (٥٩٦٠) وغيرهم وهم كثيرون.
وقد رواه جماعة عن الزهري منهم: مالك، وعقيل بن أبي خالد الأيلي، وصالح بن كيسان،
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، والأوزاعي، وغيرهم ولم يذكروا هذه الزيادة.
وأشار الحافظ إلى ذلك بقوله: «والمشهور عن الزهريّ بدونها».
فدلّ على أنّ هذه الزيادة شاذّة في حديث أبي هريرة.
وكذلك انفرد بهذه الزيادة حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي هريرة. رواه أحمد (٩٠٠١) عن عفان، عن حماد بن سلمة.
ورواه الترمذي (٦٨٣) وابن ماجه (١٣٢٦) وابن حبان (٣٦٨٢) وغيرهم من طرق أخرى عن محمد بن عمرو، ولم يذكروا فيه وما تأخر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

  • 📜 حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل صيام رمضان إيمانا واحتسابا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب