حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإفطار أفضل لمن شقَّ عليه الصَّوم

عن عبد الله بن عمرو، قال: سار رسول الله ﷺ فنزل بأصحابه، وإذا ناس قد جعلوا عريشًا على صاحبهم، وهو صائم، فمرَّ به رسول الله ﷺ فقال: ما شأن صاحبكم؟ أوجع؟». قالوا: لا يا رسول الله، ولكنه صائم. وذلك في يوم حرور. فقال رسول الله ﷺ: «لا برَّ أن يُصام في سفر».

حسن: رواه الطبرانيّ في «الكبير» (جزء ١٣/ ١٤) (١٠٩) من طريق حييّ، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو، قال: سار رسول الله ﷺ فنزل بأصحابه، وإذا ناس قد جعلوا عريشًا على صاحبهم، وهو صائم، فمرَّ به رسول الله ﷺ فقال: ما شأن صاحبكم؟ أوجع؟». قالوا: لا يا رسول الله، ولكنه صائم. وذلك في يوم حرور. فقال رسول الله ﷺ: «لا برَّ أن يُصام في سفر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سار رسول الله ﷺ فنزل بأصحابه، وإذا ناس قد جعلوا عريشًا على صاحبهم، وهو صائم، فمرَّ به رسول الله ﷺ فقال: «ما شأن صاحبكم؟ أوجع؟». قالوا: لا يا رسول الله، ولكنه صائم. وذلك في يوم حرور. فقال رسول الله ﷺ: «لا برَّ أن يُصام في سفر».


1. شرح المفردات:


● عريشًا: سقف أو مظلة من أغصان الشجر أو الخشب تُصنع للحماية من حرارة الشمس.
● حرور: شدة الحر.
● لا برَّ: ليس من البر أو التقوى، أي ليس فعلاً محمودًا ولا موجبًا للأجر الكامل.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي: كان النبي ﷺ وأصحابه في سفر، وفي يوم شديد الحر، وجد النبي ﷺ مجموعة من الصحابة قد صنعوا لرجل منهم مظلة (عريشًا) ليستظل تحتها، فظن النبي ﷺ في بداية الأمر أن هذا الرجل مريض أو مصاب، فسأل عنه قائلاً: «ما شأن صاحبكم؟ أوجع؟» أي: هل هو مريض أو متألم؟ فأجابوا: لا يا رسول الله، ولكنه صائم. أي أنهم صنعوا له المظلة لأنه صائم ويعاني من شدة الحر والعطش.
فأنكر النبي ﷺ هذا الفعل وقال: «لا برَّ أن يُصام في سفر». ومعنى هذا أن الصيام في السفر - خاصة في يوم شديد الحر - ليس من البر الذي يثاب عليه المرث ثوابًا كاملاً، بل هو مشقة زائدة لا داعي لها، وقد تؤثر على صحة المسافر وقدرته على متابعة السفر.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على الناس ورفع المشقة عنهم، خاصة في حالات السفر والمرض وشدة الحر. فالصيام في السفر ليس واجبًا، بل للمسافر أن يفطر ويقضي فيما بعد.
2- عدم التشديد على النفس: الحديث ينهى عن التنطع والتشديد في العبادة بما يضر بالجسم أو يعطل مصالح أخرى. فالصيام في السفر الشاق قد يضعف الجسم ويعيق أداء واجبات أخرى.
3- مراعاة الظروف: ينبغي للمسلم أن يراعي ظروفه وصحته وحالته، فلا يُلزم نفسه بما يشق عليها من العبادات إذا كانت ستؤدي إلى ضرر.
4- الفطر في السفر سنة: الحديث يؤكد على أن الأفضل للمسافر أن يفطر، ولا يُعد الصيام في السبر من البر الكامل، بل قد يكون مفطرًا أولى وأفضل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- جمهور العلماء على أن الصيام في السفر جائز لمن قوي عليه دون مشقة، لكن الأفضل هو الفطر اتباعًا لسنة النبي ﷺ.
- إذا شق الصيام على المسافر مشقة شديدة، فإن الفطر يكون واجبًا عليه؛ لأنه لا يجوز إلحاق الضرر بالنفس.
- القاعدة الفقهية المستفادة: "المشقة تجلب التيسير"، وأن "الأعمال بالنيات" ولكن أيضًا بمراعاة القدرة والاستطاعة.

الخاتمة:
هذا الحديث النبوي الشريف يعلمنا الاعتدال في العبادة ومراعاة الظروف، ويرشدنا إلى أن الدين يسر لا عسر، وأن البر الحقيقي هو في اتباع هدي النبي ﷺ الذي كان يفطر في السفر ويرخّص لأصحابه بذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في «الكبير» (جزء ١٣/ ١٤) (١٠٩) من طريق حييّ، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حبي وهو ابن عبد الله بن شريح المعافريّ المصريّ، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف؛ لأنَّ الإمام أحمد قال: «في أحاديثه مناكير».
ولذا لم أدخل في هذا «الجامع» من أحاديثه ما انفرد به أو خالف فيه الثّقات.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٦١): «رجاله رجال الصَّحيح».
قال الأعظمي: حيي بن عبد الله ليس من رجال الصَّحيح، وإنما أخرج له أصحاب السنن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 325 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

  • 📜 حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا برَّ أن يُصام في سفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب