حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية رفع الصوت بالقرآن في الليل والناس معتكفون

عن البياضي، أنّ رسول الله ﷺ خرج على الناس وهم يصلون، وقد علتْ أصواتهم بالقرآن، فقال: «إنّ المصلي يناجي ربَّه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».

صحيح: رواه مالك في الصلاة (٣١) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التّمار، عن البياضي
ورواه الإمام أحمد (١٩٠٢٢) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، فذكره.

عن البياضي، أنّ رسول الله ﷺ خرج على الناس وهم يصلون، وقد علتْ أصواتهم بالقرآن، فقال: «إنّ المصلي يناجي ربَّه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم في أدب المناجاة مع الله تعالى أثناء الصلاة، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● البياضي: هو الصحابي الجليل سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْفَزَارِيُّ، وقيل غيره، وكنيته أبو سعيد، وكان من الصحابة الأجلاء، رضي الله عنه.
● يصلون: أي يؤدون صلاة النافلة.
● علت أصواتهم: ارتفعت واشتدت.
● يناجي ربه: يخاطب ربه ويدعوه ويتلو كلامه في صلاته. والمناجاة هي الحديث الخفي بين اثنين.
● فلينظر بما يناجيه به: أي ليتأمل ويتخير من القرآن والدعاء ما يناجي به ربه، بخشوع وإخلاص.
● ولا يجهر بعضكم على بعض: لا يرفع صوته بالقراءة بشكل يزعج من حوله من المصلين ويشوش عليهم.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أن رسول الله ﷺ خرج على جماعة من أصحابه وهم يصلون صلاة النافلة (كقيام الليل أو التطوع)، فوجدهم يرفعون أصواتهم بالقراءة حتى كادوا يتغالون فيها ويشوش بعضهم على بعض.
فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك وعلَّمهم أدب المناجاة مع الله تعالى، موضحاً أن المصلي في صلاته يكون في حالة مناجاة وخفي حديث بينه وبين ربه عز وجل. وهذه المناجاة تحتاج إلى خشوع وتدبر وخشية، لا إلى رفع للأصوات والتنافس في الجهر الذي قد يؤدي إلى الرياء أو التشويش على الآخرين المنشغلين بمناجاة ربهم.
فالحكمة من النهي عن رفع الصوت هي:
- الحفاظ على الخشوع والتركيز في الصلاة.
- تجنب التشويش على المصلين الآخرين، مما قد يقطع عليهم خُشوعهم ويحول بينهم وبين التدبر.
- سدُّ ذريعة الرياء والسمعة، لأن رفع الصوت قد يُدخل العجب على القارئ أو يجعله يقصد أن يسمعه الناس فيمدحوه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- أدب المناجاة: الصلاة هي لقاء بين العبد وربه، فيجب أن تكون مليئة بالإخلاص والخشوع والتدبر، لا بالصراخ والجهر المفرط.
2- مراعاة مشاعر الآخرين: الإسلام دين الذوق والمراعاة، فلا يجوز للمسلم أن يفعل شيئاً، حتى لو كان عبادة، إذا كان فيه أذى أو تشويش على غيره من المسلمين. وهذا من كمال الشريعة ومراعاتها للجماعة.
3- النهي عن الرياء: الحديث يحذر من أي عمل قد يخالطه شائبة الرياء أو إظهار العمل للناس.
4- التوسط في العبادة: ليس المطلوب في العبادة الإفراط والمبالغة، بل الاعتدال والتوسط بما لا يؤذي النفس أو الآخرين. فالجهر بالقراءة في النافلة جائز إذا كان الإنسان منفرداً ولا يؤذي أحداً، لكن الجماعة في المسجد لها حكم آخر.
5- تفريغ القلب لله: ينبغي للمصلي أن يختلي بربه وينصت لقلبه وهو يقرأ، لا أن يشغل نفسه بمقارنة صوته بأصوات الآخرين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الجهر في النافلة: الجهر في قراءة النافلة في المسجد ليس محرماً مطلقاً، ولكن يُكره إذا كان يؤدي إلى التشويش على الآخرين. أما إذا كان المصلي منفرداً في بيته أو في مكان لا يؤذي فيه أحداً، فله أن يجهر بما يشاء.
● الفرق بين الفريضة والنافلة: في الصلاة الجهرية (كالمغرب والعشاء والفجر) يستحب الجهر بالقراءة للإمام والمنفرد، فهذه سنة. أما في النافلة، فالأمر أوسع، ولكن مقيد بعدم الأذى.
● الحديث يدل على عظم حق الجار والمصلي: حتى في العبادة يجب مراعاة الجار والمصلي بجانبك.
● رواية أخرى للحديث: ورد بلفظ: «ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٣١) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التّمار، عن البياضي
ورواه الإمام أحمد (١٩٠٢٢) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، فذكره.
وكان أصل هذا الحديث في صلاة رمضان، كما رواه حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، فقال فيه: «إنّ ذلك في رمضان».
ومن هذا الطريق رواه ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٣/ ٣١٦ - ٣١٧) عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى الأنصار، أنّ رسول الله ﷺ كان معتكفًا في رمضان في قبة، على بابها حصير،
قال: وكان الناس يصلون عصبًا عصبًا، قال: فلما كان ذات ليلة رفع باب القبة، فأطلع رأسه، فلما رآه الناس أنصتوا، فقال: «إن المصلي يناجي ربَّه، فلينظر أحدكم ما يناجي به ربَّه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».
قال ابن عبد البر: هكذا قال حماد بن زيد في هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، عن محمد، عن أبي حازم، عن النبيّ ﷺ، مرسلًا. ولم يذكر البياضي.
كذلك رواه كل من رواه عن حماد بن زيد. وقال: وقد روي هذا الحديث يزيد بن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم، عن البياضي
وعن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن البياضي
قال الأعظمي: ومن هذين الطريقين رواه النسائي في الكبرى (٢/ ٢٦٤).
ثم قال ابن عبد البر: «وحديث البياضي، وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان» انتهى.
وأما حديث أبي سعيد، فهو الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 426 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

  • 📜 حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجهروا بالقرآن على بعض في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب