حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية رفع الصوت بالقرآن في الليل والناس معتكفون

عن ابن عمر، أنّ النبي ﷺ اعتكف، وخطب النّاس، فقال: «أما إنّ أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يناجي ربَّه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٤٩٢٨) وعنه الطبراني في الكبير (١٢/ ٤٢٨) عن إبراهيم بن خالد، حدّثنا رباح، عن معمر، عن صدقة المكي، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، أنّ النبي ﷺ اعتكف، وخطب النّاس، فقال: «أما إنّ أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يناجي ربَّه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم فيه أدب من آداب الصلاة، وإليك شرحه وافٍ على منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اعْتَكَفَ، وَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● اعْتَكَفَ: لزم المسجد بنية التقرب إلى الله تعالى، والإقامة فيه للعبادة.
● يُنَاجِي رَبَّهُ: يخاطب ربه ويدعوه ويتلو كلامه. والمناجاة: هي الحديث الخفي بين شخصين، وهي تدل على قرب المتحدث من من يتحدث إليه.
● يَجْهَرْ: يرفع صوته ويعلوه.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان في حالة اعتكاف (أي معتكفًا في المسجد)، فخطب الناس ليعلّمهم ويرشدهم.
فقال ﷺ: «أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ»:
هذا تأكيد من النبي ﷺ على عظمة مقام الصلاة، فالمصلي حين يقف بين يدي الله تعالى، فهو في حالة مناجاة وخفيّة مع ربه، يكلمه بالقراءة والدعاء والذكر.
ثم قال: «فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ»:
أي: فليتنبه المصلي ويعقل ما يقول في صلاته، وليستحضر قلبه وعقله وهو يقرأ القرآن ويذكر الله، ولا يغفل عن معاني ما يتلو؛ لأن هذا خطاب بينه وبين ربه.
ثم قال: «وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ»:
هذا نهي عن رفع الصوت بالقراءة في الصلاة إذا كان ذلك يشوّش على المصلين الآخرين. فإذا كان الإنسان في جماعة، فلا يجوز له أن يرفع صوته بالقراءة إلى درجة تزعج الآخرين وتشوش عليهم في مناجاتهم لربهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة منزلة الصلاة: حيث جعلها النبي ﷺ مناجاة بين العبد وربه، مما يدل على شرف هذا المقام وقربه.
2- الخشوع وحضور القلب: التأكيد على أن يعي المصلي ما يقول في صلاته، فلا يقرأ القرآن أو يذكر الله بلسانه فقط، بل بقلبه وجوارحه.
3- مراعاة حقوق الآخرين: النهي عن الجهر الشديد الذي يؤذي المصلين؛ لأن الصلاة تحتاج إلى خشوع وسكينة، والضجيج يفسد ذلك.
4- الأدب مع الله ومع الخلق: فالمصلي ينبغي أن يكون مؤدبًا مع ربه باستحضار القلب، ومؤدبًا مع إخوانه بعدم أذيتهم.
5- أن الاعتكاف مدرسة للتربية: حيث إن النبي ﷺ استغل وجوده في الاعتكاف لتعليم الناس وتذكيرهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الجهر بالقراءة في الصلاة إذا كان يؤذي الآخرين ممنوع شرعًا. أما إذا كان الإنسان يصلي منفردًا ولا يؤذي أحدًا، فلا بأس بأن يجهر بالقراءة أحيانًا للتدبر والاستعانة على الخشوع.
- يستفاد منه أيضًا أن على الإمام أن يراعي المأمومين، فلا يرفع صوته أكثر من اللازم، وكذلك المنفرد بجوار غيره.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الخشوع في صلاته، وأن يتدبر ما يقرأ، فإن لم يفهم المعنى، فليحرص على تعلمه أو قراءة تفسير مبسط؛ ليعرف ما يناجي به ربه.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المقبولين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٤٩٢٨) وعنه الطبراني في الكبير (١٢/ ٤٢٨) عن إبراهيم بن خالد، حدّثنا رباح، عن معمر، عن صدقة المكي، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
وإسناده صحيح. وصدقة المكي هو صدقة بن يسار الجزري المكي، مات في أول خلافة بني العباس، وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وهو من رجال الصحيح.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٥٣٤٩)، وابن خزيمة (٢٢٣٧) كلاهما من طريق ابن أبي ليلى، عن
صدقة المكي، عن ابن عمر، فذكر الحديث.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيء الحفظ، ولكن متابعة معمر، وهو ابن راشد تؤكد بأنه لم يخطئ في هذا الحديث.
وفي الباب أحاديث أخرى لعلي ذكرتها في كتاب الصلاة فراجعه

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 428 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

  • 📜 حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب