العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

عن ابن عباس، قال: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ وَعَفَا الأَثَرْ وَانْسَلَخَ صَفَرْ حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ.
قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: «حِلٌّ كُلُّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٤)، ومسلم في الحج (١٢٤٠: ١٩٨) كلاهما من طريق وهيب، حدّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَرْ وَعَفَا الأَثَرْ وَانْسَلَخَ صَفَرْ حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ.
قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: «حِلٌّ كُلُّه»."

1. شرح المفردات:

● أفجر الفجور: أعظم الكبائر والإثم.
● يَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا: يؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر، بتحليل ما حرم الله.
● بَرَا الدَّبَرْ: برأ ظهر البعير من آثار السفر.
● عَفَا الأَثَرْ: اختفى أثر السفر.
● انْسَلَخَ صَفَرْ: انتهى شهر صفر.
● مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ: ملبين بالحج (قائلين: لبيك حجًا).
● تَعَاظَمَ ذَلِكَ: استعظموه واستنكروه.
● أَيُّ الْحِلِّ: أي نوع من الإحلال (أي التحلل من الإحرام).

2. شرح الحديث:

يصف ابن عباس رضي الله عنهما اعتقاد الجاهلية الفاسد حيث:
- كانوا يحرمون العمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ويعدونها من أكبر الذنوب.
- كانوا يؤخرون شهر المحرم (الشهر الحرام) إلى صفر، فيحلون القتال في المحرم ويحرمونه في صفر، وهذا تحليل لما حرم الله وتحريم لما أحل.
- كانوا يقولون: لا تجوز العمرة إلا بعد انتهاء شهر صفر، عندما تزول آثار السفر.
ثم يذكر ابن عباس موقف النبي ﷺ في حجة الوداع:
- قدم النبي ﷺ وأصحابه إلى مكة في صباح اليوم الرابع من ذي الحجة (أي في أشهر الحج)، وهم محرمون بالحج.
- أمرهم النبي ﷺ أن يحولوا إحرامهم من حج إلى عمرة (وهو ما يعرف بـ"التمتع" بالعمرة إلى الحج).
- استغرب الصحابة هذا الأمر؛ لأنهم تربوا على تحريم العمرة في أشهر الحج، فسألوه: كيف نتحلل؟ فأجابهم: «حِلٌّ كُلُّه»، أي: تحلون تحللاً كاملاً (بالحلق أو التقصير)، وتكون عمرتكم صحيحة.

3. الدروس المستفادة:

1- إبطال الشركيات والبدع: الحديث يبين كيف أبطل الإسلام عادات الجاهلية الفاسدة، وأكد أن العمرة مشروعة في كل العام بما فيه أشهر الحج.
2- السماحة في الدين: أمر النبي ﷺ بالتمتع (الجمع بين العمرة والحج) دليل على يسر الإسلام ورفعه للحرج.
3- طاعة النبي ﷺ ولو خالف العادة: تعاظم الصحابة للأمر يدل على قوة تأثير العادات، لكنهم امتثلوا لأمر النبي ﷺ فورًا.
4- تصحيح المفاهيم الخاطئة: يجب تصحيح المعتقدات الباطلة بالرجوع إلى القرآن والسنة، وعدم اتباع الأهواء والآراء الفاسدة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من قصة حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة التي حجها النبي ﷺ بعد الهجرة.
- الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بمناسك الحج.
- قول النبي ﷺ: «حِلٌّ كُلُّه» يعني أنهم يحلون من إحرامهم كاملاً (بعد عمرة التمتع)، ثم يحرمون بالحج لاحقاً في يوم التروية (8 ذو الحجة).

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٤)، ومسلم في الحج (١٢٤٠: ١٩٨) كلاهما من طريق وهيب، حدّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.
وفي رواية عند مسلم (١٩٩) من طريق أبي العالية البراء، عن ابن عباس، به، وفيه: «فقدم لأربع مَضَيْن من ذي الحجة».
قوله: «برأ الدَّبَر» أي ما كان يحصل بظهور الإبل من الحمل عليها، ومشقّة السّفر، فإنه كان يبرأ بعد انصرافهم من الحجّ.
وقوله: «عفا الأثر» أي درس. والمراد: أثر الإبل وغيرها في سيرها، وعفا أثرها لطول مرور الأيام.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 662 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

📜 حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية