حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إيجاب العمرة

عن عائشة ﵂، قالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: «نعم عليهنّ جهاد لا قتال فيه: الحجّ والعمرة».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٩٠١)، وابن خزيمة (٣٠٧٤) كلاهما من حديث محمد بن فضيل، ثنا حبيب بن أبي عمرة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين، قالت (فذكرته).

عن عائشة ﵂، قالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: «نعم عليهنّ جهاد لا قتال فيه: الحجّ والعمرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: «نعم عليهنّ جهاد لا قتال فيه: الحجّ والعمرة».
(رواه ابن ماجه في سننه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● جهاد: الجهاد في اللغة: بذل الجهد والطاقة. وفي الشرع: يشمل بذل الوسع في مقاومة العدو، أو الشيطان، أو الهوى، أو في طلب العلم، أو في فعل الطاعات.
● لا قتال فيه: أي ليس فيه القتال بالسيف والسلاح، وهو الجهاد الخاص بالرجال.
● الحج والعمرة: الحج هو قصد البيت الحرام لأداء مناسك مخصوصة في وقت مخصوص. والعمرة هي زيارة البيت الحرام لأداء مناسك مخصوصة في أي وقت من العام.


2. شرح الحديث:


سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يعبر عن حرص المرأة المسلمة على نيل الأجر العظيم والدرجات الرفيعة، خاصة فيما يتعلق بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام. وكان سؤالها لاستيضاح ما يمكن أن تقوم به المرأة من أعمال تكون بمنزلة الجهاد الذي خص به الرجال في أغلب أحواله.
فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن على النساء جهاداً، ولكنه جهاد من نوع خاص، يختلف عن جهاد الرجال في ساحات القتال. إنه جهاد لا يتضمن القتال أو حمل السلاح، بل هو جهاد يتجلى في أداء فريضتي الحج والعمرة.
وهذا الجهاد يشمل مشقة السفر، وتحمل التعب والنصب، وبذل المال، والصبر على مشاق الطريق، واتباع الأوامر والمناسك، كل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مساواة المرأة في الأجر والثواب: الحديث يوضح أن المرأة يمكنها أن تنال أجر الجهاد العظيم دون أن تشارك في القتال المادي، مما يدل على أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في نيل الأجر والثواب، وفتح لها أبواباً أخرى للعبادة تتناسب مع فطرتها وتركيبتها.
2- تكريم المرأة وصونها: إعفاء المرأة من جهاد القتال (في الأغلب) هو تكريم لها وصون لكرامتها، وحماية لها من مخاطر الحرب ومشاقها، مع منحها بديلاً يعوضها أجراً igualاً أو قريباً منه.
3- بيان فضل الحج والعمرة: الحديث يرفع من شأن فريضتي الحج والعمرة، ويبين عظم أجرهما حتى أنهما يعدلان الجهاد في سبيل الله للمرأة.
4- تشجيع النساء على الطاعة: الحديث حافز للنساء على الإقبال على هذه العبادة العظيمة (الحج والعمرة) والاستعداد لها نفسياً ومالياً، مع العلم بأنها بمثابة جهادهن في سبيل الله.
5- مراعاة الفروق بين الجنسين: الشرع الحكيم يراعي الفروق الطبيعية والوظيفية بين الرجل والمرأة، فيخصص لكل منهما ما يناسبه من العبادات والأعمال دون ظلم أو تقصير.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين سعة رحمة الله تعالى، حيث جعل لكل امرئٍ ما يناسبه من الطاعات التي تؤهله لنيل رضوانه وجنته.
- ليس معنى الحديث أن الجهاد هو الحج والعمرة فقط للمرأة، بل لها أن تجاهد في مجالات أخرى كجهاد النفس والهوى، وجهاد الدعوة والتعليم، والصبر على طاعة الله وغير ذلك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خص الحج والعمرة هنا لأنهما أعظم عبادة بدنية يمكن أن تقوم بها المرأة وتحصل على أجر الجهاد فيهما.
- على المرأة التي تريد الحج أو العمرة أن تتخلق بآداب السفر الشرعية، وأن تصحب محرمها لحماية نفسها وصونها، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٩٠١)، وابن خزيمة (٣٠٧٤) كلاهما من حديث محمد بن فضيل، ثنا حبيب بن أبي عمرة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين، قالت (فذكرته).
وإسناده صحيح. قال ابن خزيمة: «في قوله ﷺ: «عليهن جهاد لا قتال فيه» وإعلامه أن الجهاد الذي عليهن الحج والعمرة بيان أن العمرة واجبة كالحجّ».
وأصل الحديث في الصحيح من طريق غير محمد بن فضيل كما مضى، وليس فيه ذكر للعمرة. ومحمد بن فضيل من رجال الشيخين إلا أنه دون جرير وعبد الواحد وغيرهما في الحفظ والإتقان، ولذا قال فيه الحافظ: «صدوق». وهؤلاء لم يذكروا في حديثهم العمرة.
وفي الباب ما رُوي عن جابر أنّ النبيّ ﷺ سئل عن العمرة أواجبة هي؟ قال: «لا، وأن تعتمروا هو أفضل».
رواه الترمذيّ (٩٣١) عن محمد بن عبد الأعلى، حدّثنا عمرو بن علي، عن الحجاج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.
قال الترمذي: حسن صحيح.
قال الأعظمي: بل ضعيف من أجل الحجاج وهو ابن أرطاة، وهو ضعيف، وقد خالف. ومن طريقه رواه أيضًا الإمام أحمد (١٤٣٩٧)، وابن خزيمة (٣٠٦٨)، والبيهقي (٤/ ٣٤٩).
قال البيهقي: كذا رواه الحجاج بن أرطاة مرفوعًا.
ثم رواه من طريق ابن جريج والحجاج بن أرطاة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أنه سئل عن العمرة: أواجبة كفريضة الحج؟ قال: لا وأن تعتمر خير لك. قال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع، ورُوي عن جابر مرفوعًا بخلاف ذلك، وكلاهما ضعيف» انتهي.
وهو يشير بذلك إلى ما رواه هو (٤/ ٣٥٠ - ٣٥١) من طريق ابن لهيعة، عن عطاء، عن جابر، مرفوعًا: «الحج والعمرة فريضتان واجبتان».
وقال: «ابن لهيعة غير محتج به».
وقد سبقه ابن عدي فقال: «غير محفوظ». الكامل (٤/ ١٤٦٨).
وتعقب النووي أيضًا على كلام الترمذي في قوله: حديث حسن صحيح. فقال: هذا كلام غير مقبول، ولا تغتر بكلام الترمذي ... وأطال في ردّ الحديث.
وأما ما رُوي عن طلحة بن عبيد الله أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «الحجّ جهاد والعمرة تطوّع» فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن ماجه (٢٩٨٩) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا الحسن بن يحيى الخشني، قال: حدثنا عمر بن قيس، قال: أخبرني طلحة بن يحيى، عن عمّه إسحاق بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله، فذكره.
وعمر بن قيس هو المكيّ المعروف بسندل، أهل العلم مطبقون على تضعيفه، بل قال الإمام أحمد: متروك.
وممن ذهب إلى وجوب العمرة: عمر وابنه عبد الله وابن عباس وعطاء وطاوس ومجاهد وقتادة والحسن وابن سيرين، وبه قال الثوريّ والشافعي وأحمد وإسحاق.
وممن ذهب إلى أنها سنة مالك، وأصحاب الرأي. انظر: شرح السنة للبغوي (٧/ ١٥).
وقال الترمذي (٣/ ٢٦٢): «قال الشافعي: العمرة سنة، لا نعلم أحدًا رخّص في تركها، وليس فيها شيء ثابت بأنها تطوّع. وقد روي عن النبيّ ﷺ بإسناد وهو ضعيف، لا تقوم بمثلها حجة. وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها«قال الترمذي: كله كلام الشّافعيّ.
وقد رجّح النووي في: المجموع (٧/ ٧) بأن العمرة فرض باتفاق الأصحاب، وهو المنصوص في الجديد والقديم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 654 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

  • 📜 حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب