يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

عن عبد الله بن قرط، عن النبيّ ﷺ قال: «إنّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النّحر، ثم يوم القرّ». وهو اليوم الثاني.
قال: وقرّب لرسول الله ﷺ بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيّتهنّ يبدأ، فلما وجبتْ جنوبُها قال: فتكلّم بكلمة خفية لم أفهمها. فقلت: ما قال؟ قال: «من شاء اقتطع».

صحيح: رواه أبو داود (١٧٦٥) عن إبراهيم بن موسي الرازيّ، أخبرنا عيسي.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن قرط، عن النبيّ ﷺ قال: «إنّ أعظم الأيام عند الله ﵎ يوم النّحر، ثم يوم القرّ». وهو اليوم الثاني.
قال: وقرّب لرسول الله ﷺ بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيّتهنّ يبدأ، فلما وجبتْ جنوبُها قال: فتكلّم بكلمة خفية لم أفهمها. فقلت: ما قال؟ قال: «من شاء اقتطع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن قرط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:

عن عبد الله بن قرط، عن النبيّ ﷺ قال: «إنّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النّحر، ثم يوم القرّ». وهو اليوم الثاني. قال: وقرّب لرسول الله ﷺ بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيّتهنّ يبدأ، فلما وجبتْ جنوبُها قال: فتكلّم بكلمة خفية لم أفهمها. فقلت: ما قال؟ قال: «من شاء اقتطع».

1. شرح المفردات:

● يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى.
● يوم القر: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسُمي بذلك لأن الحجاج يقرون (يقيمون) بمنى فيه.
● بدنات: جمع بدنة، وهي الإبل التي تُهدى أو تُنحر في الحج.
● يَزدلفن: يأتين مسرعات أو يتقاربن.
● بأيتهن يبدأ: بأيها يبدأ في النحر.
● وجبت جنوبها: سقطت على الأرض بعد الذبح.
● اقتطع: ليأخذ قطعة من اللحم.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل يومين عظيمين من أيام الحج:
● يوم النحر (10 ذي الحجة): هو أعظم الأيام عند الله تعالى؛ لما فيه من مناسك عظيمة مثل ذبح الهدي، ورمي الجمرات، والحلق أو التقصير، والطواف، والسعي.
● يوم القر (11 ذي الحجة): هو اليوم الذي يلي يوم النحر، ويقيم فيه الحجاج بمنى لرمي الجمرات، وهو يوم عظيم أيضًا.
ثم يروي عبد الله بن قرط رضي الله عنه مشهدًا من مشاهد ذبح الهدي، حيث قُدِّم للنبي صلى الله عليه وسلم خمس أو ست من الإبل (البدنات) لذبحها، فكن يتقدمن إليه بسرعة وكأنهن يتنافسن في أن يبدأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم في الذبح، مما يدل على بركة يديه وكرم منزلته.
وبعد أن ذبحها وسقطت على الأرض، همس النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفية لم يفهمها الراوي، فلما سأل عنها، أخبره أنها: «مَن شاءَ اقتطَع»، أي: من أراد أن يأخذ قطعة من لحم هذه الهدي فليأخذ.

3. الدروس المستفادة:

1- عظمة يوم النحر ويوم القر: هذان اليومان من أفضل الأيام عند الله تعالى، ويستحب فيهما الإكثار من الطاعات والذكر والتقرب إلى الله.
2- بركة النبي صلى الله عليه وسلم: حتى الإبل كانت تتسابق لتُذبح على يديه، مما يدل على عظيم مكانته وبركته.
3- الكرم والسخاء: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيع لحم الهدي على الناس، وهذا تعليم للأمة بالجود والعطاء، خاصة في أيام العيد.
4- التواضع واللين: همس النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة برفق، ولم يعلنها بصوت عالٍ، مما يدل على أدبه وحسن تعامله.
5- استحباب الأضحية والهدي: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم هذه الإبل تقربًا إلى الله، مما يدل على مشروعية الهدي والأضحية واستحبابها.

4. معلومات إضافية:

- أيام النحر هي: يوم العيد (10 ذي الحجة) وثلاثة أيام التشريق (11، 12، 13 ذي الحجة)، وهي أيام ذبح الأضاحي ورمي الجمرات.
- الحديث يدل على أن لحم الهدي والأضحية يُوزع على الفقراء والمحتاجين، ويؤكل منه، ويُهدى للأقارب والأصدقاء.
- رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٦٥) عن إبراهيم بن موسي الرازيّ، أخبرنا عيسي. ح وحدّثنا مسدد، أخبرنا عيسي -وهذا لفظ إبراهيم-، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن عبد الله بن عامر بن لُحي، عن عبد الله بن قُرط، فذكره.
وإسناده صحيح، وثور هو ابن يزيد أبو خالد الحمصيّ، ثقة من رجال البخاريّ.
ومن هذا الوجه رواه الإمام أحمد (١٩٠٧٥)، وصححه ابن خزيمة (٢٨٦٦، ٢٩١٧) مطوّلًا ومختصرًا والحاكم (٤/ ٢٢١) وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
وقوله: «يزدلفن» أي يقتربن.
وقوله: «من شاء اقتطع» فيه جواز هبة المشاع، وليس هو من النهب المنهي عنه.
وفي الباب عن غرفة بن الحارث الكنديّ، قال: شهدت رسول الله ﷺ في حجّة الوداع، وأتي بالبدن فقال: «ادعو لي أبا حسن» فدُعي له علي، فقال له: «خذ بأسفل الحربة» وأخذ رسول الله ﷺ بأعلاها، ثم طعنا بها في البدن، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليًّا رضي الله عنه.
رواه أبو داود (١٧٦٦) عن محمد بن حاتم، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن عبد الله بن الحارث الأزديّ، قال: سمعت غرفة بن الحارث الكنديّ، فذكره.
وفيه عبد الله بن الحارث الأزديّ لم يوثقه غير ابن حبان، وجهّله ابن القطّان.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 642 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

📜 حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية