حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان عدد عمرات النبيّ ﷺ وزمانها وأنها كانت كلها في أشهر الحجّ

عن مجاهد، قال: دخلتُ أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة. والناس يصلّون الضُّحى في المسجد. فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة. فقال له عروة: يا أبا عبد الرحمن، كم اعتمر رسول الله ﷺ؟ فقال: أربع عمر. إحداهنّ في رجب. فكرهنا أن نكذّبه ونردّ عليه، وسمعنا استنان عائشةَ في الحجرة. فقال عروة: ألا تسمعين، يا أمَّ المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن؟ فقالت: وما يقول؟ قال يقول: اعتمر النبيّ ﷺ أربع عمر إحداهنّ في رجب. فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن. ما اعتمر رسولُ الله ﷺ إلّا وهو معه. وما اعتمر في رجب قطّ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العمرة (١٧٧٥ - ١٧٧٦)، ومسلم في الحجّ (١٢٥٥: ٢٢) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد، به، فذكره.

عن مجاهد، قال: دخلتُ أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة. والناس يصلّون الضُّحى في المسجد. فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة. فقال له عروة: يا أبا عبد الرحمن، كم اعتمر رسول الله ﷺ؟ فقال: أربع عمر. إحداهنّ في رجب. فكرهنا أن نكذّبه ونردّ عليه، وسمعنا استنان عائشةَ في الحجرة. فقال عروة: ألا تسمعين، يا أمَّ المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن؟ فقالت: وما يقول؟ قال يقول: اعتمر النبيّ ﷺ أربع عمر إحداهنّ في رجب. فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن. ما اعتمر رسولُ الله ﷺ إلّا وهو معه. وما اعتمر في رجب قطّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. سأشرحه لك جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

أولًا:

شرح المفردات:
● حجرة عائشة: الغرفة أو البيت الصغير الذي كانت تسكنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بجوار المسجد النبوي.
● يصلّون الضُّحى: أي يؤدون صلاة الضحى، وهي صلاة تؤدى بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبل الزوال.
● بدعة: الأمر المحدث في الدين الذي ليس له أصل في الشرع.
● اعتمر: أدى العمرة، وهي زيارة البيت الحرام للعبادة على صفة مخصوصة.
● استنان: صوت السواك أو تنظيف الأسنان، والمقصود هنا صوت عائشة وهي تستاك في حجرتها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يدور هذا الحديث حول موقفين:
الموقف الأول:
دخل مجاهد وعروة بن الزبير المسجد النبوي، فوجدا عبد الله بن عمر جالسًا قرب حجرة أم المؤمنين عائشة، ورأيا الناس يصلون صلاة الضحى في المسجد. فسألاه عن رأيه في هذه الصلاة، فقال ابن عمر: "بدعة"، أي أنها محدثة ولم تكن معروفة بهذه الصورة الجماعية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يعني أن صلاة الضحى نفسها بدعة، بل هي سنة مؤكدة، لكن الصلاة جماعة فيها بشكل دائم ومستمر هي التي أنكرها ابن عمر رضي الله عنه، لأنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
الموقف الثاني:
ردًا على إنكار ابن عمر، سأله عروة بن الزبير عن عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: "أربع عمر، إحداهن في رجب". وهنا تحرج مجاهد وعروة من رد قول ابن عمر لأنه من كبار الصحابة وعلمائهم، لكنهم سمعوا صوت عائشة وهي تستاك في حجرتها، فاستغاث بها عروة قائلًا: "ألا تسمعين يا أم المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن؟". فأخبرتها بقول ابن عمر، فردت عليه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بتوضيح الحقيقة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر إلا وهى معه (أي في صحبتها)، وأنه لم يعتمر في رجب أبدًا. ودعت له بالرحمة تخفيفًا للعتب عليه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الإنكار على البدع والمحدثات في الدين: موقف ابن عمر رضي الله عنه يدل على وجوب إنكار البدع، ولو كانت في ظاهرها طاعة، لأن إقامة صلاة الضحى جماعة بشكل دائم لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فإحداثها بهذه الصورة يعتبر بدعة.
2- الأدب مع العلماء والكبار: تحرج مجاهد وعروة من رد قول ابن عمر مباشرة، مما يدل على أدبهم مع كبار الصحابة وعلماء الأمة، وهذا من هدي السلف الصالح في التعامل مع العلماء.
3- تصحيح الخطأ بلطف وأدب: ردت عائشة رضي الله عنها على ابن عمر بلطف وأدب، فلم توبخه أو تستهزئ به، بل دعت له بالرحمة، ثم بينت الصواب. وهذا درس في كيفية نصح الآخرين وتصحيح أخطائهم بلطف وحكمة.
4- الحرص على دقة الرواية والعلم: موقف عائشة رضي الله عنها يظهر حرصها على دقة نقل السنة وعدم التساهل في رواية شيء لم يحدث، حتى لو صدر من صحابي جليل.
5- تفاضل العلم بين الصحابة: كل الصحابة عدول، لكن بعضهم أعلم من بعض في某些 الجوانب. فعائشة رضي الله عنها كانت أعلم ببعض أحوال النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة، مما يدل على أن العلم يتفاوت حتى بين كبار الصحابة.
6- عدم العمرة في رجب: يستفاد من كلام عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب، مما يدل على أن تخصيص العمرة في رجب بدعة، وإن كانت العمرة نفسها مشروعة في أي وقت من العام.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالعمرة وبدع العبادات.
- العمرة في رجب كانت شائعة عند بعض الناس، لكنها لا أصل لها في السنة، والصحيح أن العمرة مشروعة في كل أيام السنة إلا في أيام الحج على قول بعض العلماء.
- قول عائشة: "ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه" يعني أنها كانت معه في جميع عمره، فكانت أعلم الناس بعددها وتواريخها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بالسنة واجتناب البدع، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العمرة (١٧٧٥ - ١٧٧٦)، ومسلم في الحجّ (١٢٥٥: ٢٢) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد، به، فذكره.
وأما قول ابن عمر: «إحداهنّ في رجب» فهو وهم منه رضي الله عنه، ولذا لما اعترضته عائشة سكت. زاد مسلم: «وابن عمر يسمع، فما قال: لا، ولا نعم. وسكت».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 664 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

  • 📜 حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب