حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل العمرة في رمضان
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٧٢٨٥) عن روح ومحمد بن مصعب، قالا: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم معقل الأسدية، قالت: (فذكرته).

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال.
هذا حديث عظيم فيه فضل كبير، وها هو شرحه على النحو التالي:
الحديث بلفظه:
عن أم معقل الأسدية -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج، وجملي أعجف، فما تأمرني؟ قال: «اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني).
1. شرح المفردات:
* أم معقل الأسدية: صحابية جليلة، من نساء الصحابة -رضي الله عنهم-.
* أعجف: أي هزيل، ضعيف، لا يقوى على مشقة السفر الطويل إلى الحج.
* اعتمري: أي أدّي عمرة.
* تعدل: أي تساوي في الثواب والأجر، وليس المعنى أنها تجزئ عن الحج الواجب.
2. شرح الحديث:
تخبرنا الصحابية الجليلة أم معقل -رضي الله عنها- أنها جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وشكت له رغبتها في الحج وعدم قدرتها على ذلك بسبب ضعف بعيرها الذي لا يتحمل مشقة السفر من المدينة إلى مكة. فلم يردّها النبي -صلى الله عليه وسلم- خائبة، بل أرشدها إلى بديل عظيم يحصل لها به أجر كبير رغم أن عجزها المادي والبدني.
فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تؤدي عمرة في شهر رمضان المبارك، ثم بين لها سبب هذا الأمر وهو أن ثواب وأجر العمرة في هذا الشهر الفضيل يعادل ويقارب ثواب وأجر حجة كاملة معه.
ملاحظة مهمة: قوله «تعدل حجة» لا يعني أن العمرة في رمضان تُسقط فريضة الحج عن المسلم الذي يستطيع أداءها، بل المعنى أنها تساويها في الثواب والأجر فقط. فالحج فريضة على المستطيع مرة واحدة في العمر، والعمرة سنة. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، أن يضاعف الأجر للعاجز والمقصر على نيته الصادقة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سعة فضل الله وكرمه: فالله تعالى يعطي على العمل القليل الأجر الكثير، ويجزي على النية الصادقة حتى لو لم يتمكن العبد من تنفيذها كاملة.
2- التيسير على الأمة ورفع الحرج: الإسلام دين يسر، وهذا الحديث نموذج رائع على كيف يفتح النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة أبواب الخير والأجر حتى عند العجز عن بعض الطاعات.
3- فضل العمرة في رمضان: هذا الحديث أصل في بيان فضل الاعتمار في شهر رمضان بشكل خاص، وأنها من أفضل الأعمال في هذا الشهر.
4- الحرص على استغلال الأوقات الفاضلة: ينبهنا الحديث إلى أهمية اغتنام الأزمنة المباركة، مثل شهر رمضان، للتقرب إلى الله بأنواع الطاعات، فالعمل الصالح فيها له مزية خاصة.
5- مشورة أهل العلم: فعل الصحابية -رضي الله عنها- في سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل على وجوب الرجوع إلى العلماء وأهل الذكر في الأمور الدينية ليدلوا على أفضل الطرق وأعظمها أجراً.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* جمهور العلماء على أن المعنى "تعدل حجة" أي في الثواب والأجر، وليس أنها تقوم مقامها في إسقاط الفريضة.
* يستحب للمسلم الذي يستطيع أن يجمع بين الحج والعمرة في رمضان، فهذا من أعظم القربات.
* هذا الفضل العظيم يشمل كل من اعتمر في رمضان، سواء كان في أوله أو وسطه أو آخره، وسواء أدى العمرة في ليله أو نهاره.
* يُستفاد من الحديث أيضاً فضل العجز الذي يمنع الإنسان من طاعة، ثم يوفقه الله لطاعة أخرى يعطيه عليها أجر التي عجز عنها، وهذا من حفظ الله لعباده.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الأعظمي: هذا الجزء من الحديث صحيح.
رواه أبو داود (١٩٨٨)، والترمذي (٩٣٩)، وابن ماجه (٢٩٩٣)، والإمام أحمد (٢٧١٠٦) وفي مواضع أخرى، وابن خزيمة (٣٠٧٥)، والبيهقي (٤/ ٣٤٦) وغيرهم من طرق مختلفة مع قصة لأم معقل إلا أن الرواة لم يضبطوا القصّة كما أنهم لم يضبطوا متن الحديث وإسناده فاستحقوا مجانبة الذكر في الصحيح إلا أني لما رأيت أن أكثر الرواة متفقون على الجزء المرفوع من الحديث وهو قول النبيّ ﷺ: «العمرة في رمضان تعدل حجة» وله شواهد صحيحة، أوردته في كتابي هذا بأصح الأسانيد.
ورواه البزّار -كشف الأستار (١١٥١) - من وجه آخر عن المختار بن فلفل، عن طلق بن حبيب، عن أبي طليق، قال: طلبتْ مني أُمُّ طليق جملًا تحجّ عليه، فقلت: قد جعلته في سبيل الله. فسألت رسول الله ﷺ فقال: «صدقتْ لو أعطيتها كان في سبيل الله. وإن عمرة في رمضان تعدل حجّة».
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٨٠) بعد أن روي بأطول من هذا عن الطبراني في «الكبير» : «ورواه البزار باختصار عنه ورجال البزار رجال الصّحيح».
وهذا بعينه أن الطبراني لم يرو من هذا الوجه.
وقد حاول الحافظ في الإصابة في ترجمة «أبي معقل» (٤/ ١٨١) جمع هذه الأسانيد وتوفيقها، ولكنه لم يوفق في ذلك، وكذلك كل من حاول بعده.
وقصة هذه المرأة تشبه قصة المرأة التي ذكرها ابن عباس، فهل هي قصة واحدة أو تعددت؟ والأشبه أنها تعددت، والله أعلم.
وقد جاء هذا الحديث أيضًا عن يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: قال رسول الله ﷺ لرجل من الأنصار وامرأته: «اعتمرا في رمضان، فإن عمرة في رمضان لكما كحجة» رواه الإمام أحمد (١٦٤٠٦)، والطبراني في الكبير (٤٣٢٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن المنكدر، قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام، فذكره.
ويوسف بن عبد الله بن سلام صحابي صغير، وقال العجلي: تابعي ثقة، والصواب أن له صحبة كما قال البخاري، فقد روى الإمام أحمد (١٦٤٠٤) وإسناده صحيح عن يحيى بن أبي الهيثم العطار، قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: «سماني رسول الله ﷺ يوسف، ومسح على رأسي». إلا أنه لم يرو عن النبي ﷺ؛ ولذا أخرجه أبو داود (١١٨٩)، وابن خزيمة (٢٣٧٦).
حديث الباب من وجه آخر عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدّته أم معقل، قالت: لما حجّ رسول الله ﷺ حجّة الوداع، وكان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سبيل الله، وأصابنا مرض، وهلك أبو معقل، وخرج النبي ﷺ، فلما فرغ من حجه جئته، فقال: «يا أمّ معقل، ما منعك أن تخرجي معنا؟» قالت: لقد تهيأنا فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نحجّ عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله، قال: «فهلّا خرجت عليه، فإنّ الحجّ في سبيل الله، فأما إذا فاتتك هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان فإنها كحجة» فكانت تقول: «الحج حجة، والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول الله ﷺ ما أدري ألي خاصة». واللفظ لأبي داود.
وفي الإسناد محمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرّح.
وفي روايات أخرى حضرت أم معقل مع زوجها النبي ﷺ.
وفي رواية أخرى: أبو معقل ممن حجّ مع النبيّ ﷺ.
وفي روايات أخرى اختلافات أخرى غير ما ذكرت تجعل هذه القصة أنها وقع فيها اضطراب شديد، وبالله التوفيق.
وقال الحافظ ابن حجر في: الفتح (٣/ ٦٠٤): «ووقعت لأم طليق قصة مثل هذه أخرجها أبو علي بن السكن، وابن منده في الصحابة، والدولابي في الكني من طريق طلق بن حبيب: أنّ أبا طليق حدّثه أن امرأته قالت له -وله جمل وناقة- أعطني جملك أحج عليه، قال: جملي حبيس في سبيل الله. قالت: إنه في سبيل الله أن أحج عليه، فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول الله ﷺ: «صدقت أم طليق»، وفيه: ما يعدل الحج؟ قال: «عمرة في رمضان».
وزعم ابن عبد البر أن أمّ معقل هي أم طليق لها كنيتان، وفيه نظر؛ لأنّ أبا معقل مات في عهد النبي ﷺ وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب وهو من صغار التابعين، فدل على تغاير المرأتين، ويدل عليه تغاير السياقين أيضًا، ولا معدل عن تفسير المبهمة في حديث ابن عباس بأنها أم سنان أو أم سليم لما في القصة التي في حديث ابن عباس من التغاير للقصة التي في حديث غيره، ولقوله في حديث ابن عباس: «إنها أنصارية»، وأما أم معقل فإنها أسدية، ووقعت لأم الهيثم أيضًا، والله أعلم. انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 658 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 633 اركب البُدْن وإن كانت هَدْيًا
- 634 اركب البدن ولو كانت هدياً
- 635 اركبها بالمعروف إذا أُلجئت إليها
- 636 انحرها ثم اصبغ نعليها في دمها
- 637 إن عطب منها شيء فخشيت عليه موتًا فانحرها
- 638 بعث معه بهدي فقال إن عطب منها شيء فانحره
- 639 ابعثها قيامًا مقيّدة، سنّة نبيِّكم ﷺ
- 640 صلى النبي العصر بذي الحليفة ركعتين
- 641 ينحرون البدن معقولة اليسرى قائمة
- 642 يوم النحر أعظم الأيام عند الله ثم يوم القر
- 643 نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي ﷺ إلى المدينة
- 644 من كل بدنة بضعة فجعلت في قدر فطبخت
- 645 أمرني النبي ﷺ بلحوم مائة بدنة فقسمتها
- 646 كلوا وتزوّدوا من لحوم البدن
- 647 لا تعطوا الجزار من أجرته من البدن
- 648 يبعث بهديه من جمع من آخر الليل
- 649 نحروا في رحالكم
- 650 هذا المنحر ومِني كلّها منحر
- 651 كل عرفة موقف وكل منى منحر
- 652 قال ابن عمر حين خرج إلى مكة معتمرا في الفتنة:...
- 653 احجج عن أبيك واعتمر
- 654 على النساء جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة
- 655 العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما
- 656 عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي
- 657 أجر عمرة في رمضان كأجر حجة معي
- 658 فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
- 659 عمرة في رمضان تعدل حجة
- 660 عمرة في رمضان تعدل حجة.
- 661 اعتمر النبي ﷺ قبل أن يحج.
- 662 العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض
- 663 اعتمر رسول الله أربع عمر كلّهن في ذي القعدة
- 664 عمر النبي ﷺ أربع عمر إحداهن في رجب
- 665 اعتمر رسول الله ﷺ في ذي القعدة قبل أن يحج...
- 666 اعتمر رسول الله ﷺ قبل أن يحج
- 667 اعتمر رسول الله ﷺ أربع عمر.
- 668 اعتمر النبي ثلاث عمر كلها في ذي القعدة
- 669 لم يعتمر رسول الله ﷺ عمرة إلا في ذي القعدة
- 670 عمرة النبي ﷺ في ذي القعدة وشوال.
- 671 من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل
- 672 لَيْتَنِي أَرَى النَّبِيَّ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ
- 673 انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي
- 674 أمر النبي ﷺ عبد الرحمن أن يردف عائشة ويعمرها من...
- 675 اعتمرت مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم.
- 676 عمرة متقبلة إذا هبطت من الأكمة فلتحرم
- 677 اعتمرت بعد الحج في ذي الحجة
- 678 أربع عمر اعتمرهن النبي ﷺ كلهن في ذي القعدة
- 679 أمّر النبي أبا بكر على حجة الناس
- 680 قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص
- 681 هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل...
- 682 منع من البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية
معلومات عن حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
📜 حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فضل العمرة في رمضان يكافئ ثواب الحج
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








