حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب متى يحل المعتمر

عن عبد الله بن أبي أوفي، قال: اعتمر رسول الله ﷺ واعتمرنا معه، فلما دخل مكة طاف وطفنا معه، وأتى الصفا والمروة، وأتيناها معه، وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد. فقال له صاحب لي: أكان دخل الكعبة؟ قال: لا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٩١) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفي، فذكره.

عن عبد الله بن أبي أوفي، قال: اعتمر رسول الله ﷺ واعتمرنا معه، فلما دخل مكة طاف وطفنا معه، وأتى الصفا والمروة، وأتيناها معه، وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد. فقال له صاحب لي: أكان دخل الكعبة؟ قال: لا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه، يصف لنا جانبًا من عمرة النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● اعْتَمَرَ: أدى العمرة، وهي زيارة البيت الحرام لأداء مناسك خاصة (الطواف والسعي) في غير أيام الحج.
● طَافَ: أدى الطواف، وهو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط.
● الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ: جبلان معروفان في مكة، والسعي بينهما ركن من أركان العمرة والحج.
● نَسْتُرُهُ: نحميه ونحجب عنه، أي كنا نكون حوله كالسياج لئلا يصيبه أحد من المشركين بأذى.
● يَرْمِيَهُ: يضربه أو يرشقه بحجر أو سهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه عن واقعة حصلت أثناء إحدى عمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي على الأرجح عمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة.
فقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه. فلما وصلوا إلى مكة، شرعوا في أداء مناسك العمرة:
1- طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت العتيق (الكعبة) سبعة أشواط، وطفنا معه.
2. ثم أتى الصفا والمروة وسعى بينهما سبعة أشواط، وأتيناها معه، أي سعينا خلفه متبعين.
ثم يذكر الصحابي موقفًا مهمًا يدل على شدة محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتفانيهم في حمايته، حيث يقول: "وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد". كان الصحابة رضي الله عنهم يتشكلون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كالحرس، يحوطونه ويحجبونه عن أنظار المشركين في مكة الذين كانوا لا يزالون على كفرهم، خوفًا من أن يرشقوه أو يؤذوه بأي شكل من الأشكال، مما يدل على عظيم حرصهم على سلامته.
ثم يسأل أحد التابعين (أو أحد الرواة) عبد الله بن أبي أوفي سؤالاً: "أكان دخل الكعبة؟" أي في تلك العمرة، هل دخل النبي صلى الله عليه وسلم داخل الكعبة نفسها؟
فأجابه عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه: "لا". أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل inside الكعبة في تلك العمرة، واكتفى بالطواف حولها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- محبة الصحابة وتضحيتهم: يظهر الحديث مدى حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستعدادهم للتضحية بأنفسهم من أجل حمايته من أي أذى. هذه المحبة هي من أساسيات الإيمان.
2- اتباع السنة في المناسك: بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أداء العمرة، وهو الطواف ثم السعي، وهذا هو الترتيب الصحيح للمناسك.
3- أن دخول الكعبة ليس من مناسك العمرة أو الحج: إذ لو كان ركنًا أو واجبًا لأداه النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة لبيان مشروعيته. وعدم دخوله فيها في هذه العمرة وغيرها (إلا في مرة واحدة عند فتح مكة) يدل على أن ذلك ليس من الواجبات، بل هو جائز إذا أتيحت الفرصة لذلك بشرط إذن ولي الأمر.
4- الدقة في الرواية: حرص الصحابة والتابعين على نقل كل细节 صغيرة عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في الأمور التي لم يفعلها، ليعلمها المسلمون.
5- الصبر على الأذى في سبيل الله: كان الصحابة يعلمون بخطر دخولهم مكة، ولكنهم صبروا وتحملوا من أجل إتمام نسكهم وإظهار شعائر الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- العمرة المذكورة في الحديث هي على الأرجح عمرة القضاء في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة، والتي تمت وفق صلح الحديبية الذي نص على أن يدخل المسلمون مكة في العام التالي معتمرين دون قتال.
- دخل النبي صلى الله عليه وسلم inside الكعبة مرة واحدة فقط في حياته، وذلك يوم فتح مكة، حيث دخلها وكسر الأصنام التي كانت فيها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٧٩١) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفي، فذكره.
ورواه أيضًا في مواضع أخرى منها (١٦٠٠) عن خالد بن عبد الله، ومنها (٤١٨٨) عن يعلى بن عبيد الطنافسي، ومنها (٤٢٥٥) عن سفيان كلّهم عن إسماعيل بن أبي خالد.
ورواه مسلم في الحج (١٣٣٢) من حديث هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد - وذكر فيه فقط ما يتعلق بالسؤال عن دخول الكعبة.
رواه أبو داود من وجهين (١٩٠٢، ١٩٠٣) من حديث خالد بن عبد الله، وشريك - كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، إلا أن شريكًا زاد فيه: «ثم حلق رأسه». وهذه الزيادة لم أقف في الروايات التي ساقها صاحبا الصحيح. وشريك هو ابن عبد الله القاضي، وكان سيء الحفظ.
وهذه العمرة هي عمرة القضاء، ولم يدخل النبي ﷺ الكعبة في هذه العمرة وإنما دخلها يوم الفتح لتطهير بيت الله الحرام من طواغيت الجاهلية وأوثانها، وأما في حجة الوداع فالصحيح أنه لم
يدخلها أيضًا بخلاف ما ذكره المنذري بأنه دخل البيت في حجته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 683 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يعتمر ويطوف بالصفا والمروة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب