حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة في إباحة العمرة في أشهر الحجّ والرجوع إلى بلده بعد قضاء العمرة لمن شاء قبل أن يحجّ

روي عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ أمر النّاس عام حجّة الوداع، فقال: «من أحبّ أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل».

حسن: رواه ابن خزيمة (٣٠٧٩) من طرق عن ابن وهب، أخبرنا ابن أبي الزّناد، عن علقمة (وهو ابن أبي علقمة)، عن أمّه، عن عائشة، فذكرته.

روي عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ أمر النّاس عام حجّة الوداع، فقال: «من أحبّ أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. الحديث الذي ذكر هو جزء من حديث طويل رواه الإمام مسلم في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها في قصة حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تبين أحكام الحج والعمرة، وتشرح صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي أسوة للمسلمين إلى يوم القيامة.

أولاً. شرح المفردات:


● حجة الوداع: هي الحجة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، وهي آخر حجة حجها، وودع فيها الناس، ولذلك سميت حجة الوداع.
● يرجع بعمرة قبل الحج: أي أن يأتي بالعمرة ويحل منها إحرامه قبل أن يبدأ في مناسك الحج.

ثانياً. شرح الحديث:


في هذا الحديث تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع خيّر الناس بين أنواع النسك، فقال: «من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل». وهذا يتعلق بما يعرف بـ "التمتع" في الحج.
والتمتع هو أن يحرم الشخص بالعمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ويحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس السنة. فكأنه جمع بين العمرة والحج في سفر واحد مع الإحرام لهما بشكل منفصل.
وقد كان هذا التخيير من النبي صلى الله عليه وسلم للناس ليبين لهم جواز هذا النوع من النسك، وهو التمتع، الذي كان بعض الصحابة يتردد فيه، ظناً منه أنه دون القِران أو الإفراد في الفضل. فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك جائز، بل هو من رحمة الله تعالى على عباده، حيث يجمعون بين فضيلتي العمرة والحج في رحلة واحدة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- بيان رحمة الإسلام ويسره: حيث خير النبي صلى الله عليه وسلم الناس بين أنواع النسك حسب استطاعتهم ورغبتهم.
2- جواز التمتع في الحج: وهو أن يعتمر المسلم في أشهر الحج ثم يحل من إحرامه، ثم يحرم بالحج لاحقاً في نفس السنة.
3- التيسير على الناس ومراعاة أحوالهم: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم الناس بنسك واحد، بل ترك لهم الخيار بما يناسب ظروفهم وقدراتهم.
4- أن حجة الوداع كانت مليئة بالتعليمات والتوجيهات: حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم فيها كثيراً من أحكام الحج ومناسكه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من قصة طويلة فيها بيان لأنواع النسك الثلاثة: الإفراد (الإحرام بالحج فقط)، والقران (الإحرام بالعمرة والحج معاً)، والتمتع (الإحرام بالعمرة أولاً ثم الحج لاحقاً).
- جمهور العلماء على جواز هذه الأنواع الثلاثة، وأنها كلها صحيحة، وإن كان الإفراد والقران أفضل لمن ساق الهدي، والتمتع أفضل لمن لم يسق الهدي.
- في حجة الوداع نزلت آية: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، والتي بينت أحكام التمتع وما يتعلق به.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يرزقنا الفقه في الدين والاتباع لسنة سيد المرسلين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٣٠٧٩) من طرق عن ابن وهب، أخبرنا ابن أبي الزّناد، عن علقمة (وهو ابن أبي علقمة)، عن أمّه، عن عائشة، فذكرته.
وأمّ علقمة واسمها مرجانة، علّق لها البخاريّ في كتاب الحيض، ولم يوثقها غير ابن حبان (٥/ ٤٦٦). ولذا قال فيه الحافظ: «مقبولة» أي إذا توبعت.
ولم أجد من تابعها على هذه اللّفظة فهي لينة الحديث، ومن المعلوم أنّ النبيّ ﷺ دخل مكة في حجة الوداع لأربع مضين من ذي الحجة، وبينه وبين عرفة خمسة أيام فمن غير المعقول أن يأمر بالرجوع لمن لا يريد الحج مع النبيّ ﷺ لشدّة حرص أصحابه أن يحجّوا معه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 671 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

  • 📜 حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب أن يرجع بعمرة قبل الحج فليفعل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب