حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تقصير النبيّ ﷺ في عمرته من الجعرانة

عن معاوية، قال: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٣٠) عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس، عن معاوية، فذكره.

عن معاوية، قال: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن معاوية رضي الله عنه قال: "قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص".

شرح المفردات:


● قصَّرتُ: أي قَصَّرْتُ شَعْرَهُ، والمعنى: قَصَصْتُ شعر النبي ﷺ وقَصَّرْتُه، أي أخذت من طوله.
● بمشقص: المشقص (بفتح الميم وسكون الشين وفتح القاف) هو سهم عريض الرأس، ليس له نصل حاد، بل هو كالعصا أو كالقدحة، وكان يُستخدم في القصّ أو الإشارة.

شرح الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه يخبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قصَّ شعر النبي ﷺ باستخدام "المشقص"، وهو نوع من السهام العريضة التي لم تكن حادة كالسيوف أو المقصات، بل كانت تُستخدم في بعض الأحيان للقص أو للإشارة. وهذا يدل على جواز استخدام الأدوات المتاحة للتقصير أو الحلق في النسك، ولو لم تكن أدوات حادة بشكل خاص، ما دامت تؤدي الغرض.
ويُستفاد من هذا أن التقصير في الحج أو العمرة يمكن أن يكون بأي أداة تصلح لذلك، ولا يشترط فيها أن تكون حادة جدًا كالمقص الحديث، بل يكفي ما يقوم مقامها.

الدروس المستفادة:


1- اليسر ورفع الحرج في العبادات: الإسلام دين يسر، وهذا الحديث يدل على أن التقصير في النسك يمكن أن يكون بأي أداة متاحة، مما يرفع الحرج عن الناس.
2- جواز استخدام الأدوات غير المخصصة: لو لم يكن لدى الشخص مقص، فله أن يستخدم ما يقوم مقامه من الأدوات الأخرى التي تفي بالغرض.
3- مكانة معاوية رضي الله عنه: هذا الحديث من مناقب معاوية رضي الله عنه، حيث خدم النبي ﷺ وقصّ شعره، مما يدل على قربه منه وفضله.
4- التقصير في النسك: الحديث يدل على مشروعية التقصير في الحج أو العمرة، وهو أحد أفعال النسك.

معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- التقصير في النسك: هو أخذ جزء من الشعر في العمرة أو الحج، وهو بديل عن الحلق، والسنة فيه أن يعمّ جميع الرأس، لكن لا يشترط أن يكون بالمقص بالضرورة.
- المشقص: قد يكون من الأدوات التي كانت شائعة في ذلك الوقت، واستخدامه هنا يدل على التواضع وعدم التكلف في العبادة.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٣٠) عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس، عن معاوية، فذكره.
ورواه مسلم في الحج (١٢٤٦: ٢١٠) من وجه آخر عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج بإسناده، وفيه: «قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص وهو على المروة، أو رأيته يُقصَّر عنه بمشقص وهو على المروة» هكذا بالشّك.
ورواه البيهقيّ (٥/ ١٠٢) من وجه آخر عن روح، قال: أخبرني ابن جريج، بإسناده وزاد فيه: «في عمرته على المروة».
فالظّاهر من هذا أن هذا التقصير كان في عمرته ﷺ من الجعرانةَ؛ لأنه ثبت بالتواتر أنّ النبيّ ﷺ لم يحل من حجّه إلا بعد أن نحر بمنى، ومعاوية رضي الله عنه إنّما أسلم يوم الفتح مع أبيه، فلا يتصور منه التقصير لا في عمرة الحديبية ولا في عمرة القضية، فلم يبق إلا الجعرانة. هذا الذي رجّحه الحافظ ابن القيم في «زاد المعاد».
وأخطأ بعض الرواة فزادوا في حديثهم: «لحجّته».
هكذا رواه أبو داود (١٨٠٣) عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس.
والحسن تفرّد بهذه الزيادة وإلا فقد رواه أيضًا أبو داود عن اثنين من شيوخه وهما مخلد بن خالد، ومحمد بن يحيي، كلاهما عن عبد الرزاق.
وكذا النسائي (٢٩٨٨) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، فلم يذكرا هذه الزيادة.
فالوهم من الحسن بن علي وهو الحلوانيّ صاحب تصانيف، فلعله من سبق القلم منه في قوله: «لحجته» فإن أحدًا لم يتابعه على ذلك.
وأَوَّلَه المنذري فقال: «تسمى العمرة حجًّا؛ لأنّ معناها القصد. وقد قالت حفصة رضي الله عنه: «ما بال الناس حلّوا ولم تحلل أنت من عمرتك«قيل: إنما تعني من حجّتك» انتهى.
قال الأعظمي: ليس الأمر كما قال المنذري، فإن سؤال حفصة ﵂ كان في محله عن عمرته بعد الطواف والسعي بين الصفا والمروة لا عن حجّته.
وأما ما رواه النسائي (٢٩٨٩)، والإمام أحمد (١٦٨٣٦) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن معاوية، قال: «أخذت من أطراف شعر رسول الله ﷺ بمشقص كان معي بعد ما طاف بالبيت وبالصفا والمروة في أيام العشر» ففيه وهم صريح.
قال قيس: والناس ينكرون هذا على معاوية.
قال الأعظمي: لا شك في وهم معاوية رضي الله عنه، ومثل هذا الوهم جائز لكلّ بشر سوي رسول الله ﷺ كما قال الحافظ ابن القيم. وفي رواية حماد بن سلمة عن قيس كلام وقد سبق ذكره.
والخلاصة أن هذا التقصير من معاوية وقع في عمرة النبيّ ﷺ من الجعرانة، ولم يقع ذلك في حجّه.
وأما قوله: «أو رأيته يقصر عنه بمشقص وهو على المروة». فيكون المقصر غير معاوية، ويكون معاوية هو راوي هذه القصة.
فهل نسي معاوية رضي الله عنه الأمرين: الأول كان ذلك في عمرته في الجعرانة فجلعه في حجه. والثاني: هل هو الذي قصره أو غيره؟ فاختار البخاري بأنه هو الذي قصره.
واختار مسلم أمرين: الجزم في رواية سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، قال: قال ابن عباس: قال لي معاوية: أعلمت أني قصرت من رأس رسول الله ﷺ عند المروة بمشقص؟ فقلت له: لا أعلم هذا إلّا حجّة عليك.
والشّك في رواية يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، كما مضى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 680 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

  • 📜 حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصَّرتُ رسول الله ﷺ بمشقص

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب