لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

وعن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يباشر الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المرأةَ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٧٧٣) والطبراني في الكبير (١١٧٢٨) والبزار -كشف الأستار- (٢٠٧٤) وابن حبان (٥٥٨٢) كلهم من حديث إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

وعن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يباشر الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المرأةَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يباشر الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المرأةَ».

1. شرح المفردات:

● يباشر: من المباشرة، وهي الملاصقة والتماس الجسد مع الجسد من غير حائل.
● الرجل الرجل: أي لا يباشر الرجل رجلاً آخر.
● المرأة المرأة: أي لا تباشر المرأة امرأة أخرى.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث النبوي الشريف ينهى عن مباشرة الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، والمقصود بالمباشرة هنا: النوم في لحاف واحد أو فراش واحد من غير فاصل، أو الالتصاق الجسدي الكامل الذي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
والحكمة من هذا النهي هي سد الذرائع إلى الفتنة، ومنع أي وسيلة قد تؤدي إلى الوقوع في المحرمات أو الشبهات، كالخلوة المحرمة أو اللمس المحرم، حتى بين أفراد الجنس الواحد، لأن ذلك قد يكون ذريعة للوقوع في أفعال محرمة مثل اللواط أو السحاق، أو قد يثير الشهوة ويغري بالمعصية.
وهذا النهي يشمل النوم في فراش واحد بملابس النوم الخفيفة، أو الالتصاق الجسدي الذي لا داعي له، وهو من باب الوقاية والاحتياط للدين.

3. الدروس المستفادة منه:

- وجوب سد الذرائع الموصلة إلى المحرمات، وعدم التهاون في الأمور التي قد تبدو صغيرة ولكنها تقود إلى كبائر.
- الحفاظ على الغيرة على المحارم، وصيانة الأعراض من أي شبهة.
- التأكيد على أهمية حفظ الفروج من الانزلاق في المحرمات، حتى مع أفراد الجنس نفسه.
- أن الإسلام يهتم بالجانب الوقائي، فيمنع أي شيء قد يؤدي إلى الفاحشة أو يشجع عليها.
- أن النهي يشمل الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، مما يدل على أن الخطورة موجودة في الجانبين.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "الستر والحيطة"، وفيه دليل على عظمة الشريعة الإسلامية في محاربة الرذائل وقطع أسبابها.
- يستثنى من هذا النهي ما كان للضرورة، كالعلاج أو المساعدة في الأمر الضروري مع مراعاة الضوابط الشرعية.
- ينبغي للمسلم أن يراعي الأدب في معاملته مع الآخرين، حتى مع أفراد جنسه، فلا يتجاوز الحدود الشرعية في اللمس أو الملاصقة.
- هذا النهي لا يعني منع المعروف والبر والإحسان بين الناس، ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية وعدم تجاوزها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٧٣) والطبراني في الكبير (١١٧٢٨) والبزار -كشف الأستار- (٢٠٧٤) وابن حبان (٥٥٨٢) كلهم من حديث إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وسماك بن حرب اضطرب في حديث عكرمة، ولكنه ثبت أنه لم يضطرب في هذا الحديث لأنه تابعه أبو إسحاق الشيباني، فرواه عن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عباس مثله.
ومن طريقه رواه الطبراني في الكبير (١١٧٩٤) والصغير (١٠٩٤) والحاكم (٤/ ٢٨٨) وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري، فقد أجمعا على صحة هذا الحديث».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 162 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

📜 حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية