حديث: ما بال هذا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يحل دم امرئ مسلم إِلَّا في ثلاث

عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ أتي بمخنث قد خضب يديه، ورجليه بالحناء، فقال رسول الله ﷺ: «ما بال هذا؟» فقيل: يا رسول الله! يتشبه بالنساء، فأمر به فنُفي إلى النقيع. قالوا: يا رسول الله! ألا نقتله. قال: «إني نهيت عن قتل المصلين».

حسن: رواه أبو داود (٤٩٢٨) وأبو يعلى (٦١٢٦) والبيهقي (٨/ ٢٢٢) كلّهم من حديث أبي أسامة أخبرهم، عن مفضل بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن أبي يسار القرشيّ، عن أبي هاشم، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ أتي بمخنث قد خضب يديه، ورجليه بالحناء، فقال رسول الله ﷺ: «ما بال هذا؟» فقيل: يا رسول الله! يتشبه بالنساء، فأمر به فنُفي إلى النقيع. قالوا: يا رسول الله! ألا نقتله. قال: «إني نهيت عن قتل المصلين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة أن النبي ﷺ أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء، فقال رسول الله ﷺ: «ما بال هذا؟» فقيل: يا رسول الله! يتشبه بالنساء، فأمر به فنُفي إلى النقيع. قالوا: يا رسول الله! ألا نقتله؟ قال: «إني نهيت عن قتل المصلين».

شرح المفردات:


● مخنث: هو الرجل الذي يتكلم بكلام النساء ويتشبه بهن في حركاته أو زيه أو صوته.
● خضب يديه ورجليه بالحناء: صبغهما بالحناء، وهو صبغ أحمر تستعمله النساء للزينة.
● النقيع: مكان قرب المدينة المنورة (يقال إنه وادٍ فيه ماء).

شرح الحديث:


1- الواقعة: أُحضر إلى النبي ﷺ رجلٌ كان يتشبه بالنساء، حيث خضب يديه ورجليه بالحناء -وهو من زينة النساء- فسأل النبي ﷺ عن حاله، فقيل له إنه يتشبه بالنساء.
2- رد فعل النبي ﷺ: أمر بنفيه إلى النقيع. والنفي هنا عقوبة رادعة لمن يفعل مثل هذا الفعل المشين، الذي فيه مخالفة للفطرة وتشويه لصورة الرجولة.
3- سؤال الصحابة عن قتله: ظنّ الصحابة أن هذا الفعل من الكبائر التي قد تستوجب القتل، فسألوا النبي ﷺ: "ألا نقتله؟" فقال: «إني نهيت عن قتل المصلين». وهذا يدل على أن هذا المخنث كان يصلي، فلم يأذن النبي ﷺ بقتله؛ لأنه لم يرتكب كفرًا أو ردّة، بل كان ذنبًا دون الشرك.

الدروس المستفادة:


1- تحريم التشبه بالجنس الآخر: يحرم على الرجل أن يتشبه بالنساء في اللباس أو الزينة أو الكلام أو المشية، كما يحرم على المرأة أن تتشبه بالرجال. وهذا منافٍ للفطرة التي فطر الله الناس عليها.
2- الحكمة في العقوبة: النفي عقوبة زجرية لمن يفعل هذه الأفعال؛ ليكون عبرة له ولغيره، وليبتعد عن المجتمع حتى لا يفسد عليه أو ينشر السلوكيات المنحرفة.
3- الرحمة بالناس حتى في العقوبة: رغم شناعة الفعل، إلا أن النبي ﷺ لم يأمر بقتله لأنه كان يصلي، مما يدل على أن الإسلام لا يُشرع القتل إلا في جرائم محدودة (كالردة والزنا للمحصن وغيرها)، وأن الصلاة تدل على إيمان الشخص فتُدرأ عنه أقصى العقوبات إذا كان الذنب دون الكفر.
4- حرص الصحابة على تطهير المجتمع: استشعار الصحابة لخطورة هذا الفعل جعلهم يسألون عن إمكانية قتله، مما يدل على غيرتهم على دين الله وحرصهم على نقاء المجتمع من الانحرافات.
5- التدرج في العقوبات: ليس كل ذنب يعاقب عليه بالقتل، بل هناك عقوبات متناسبة مع الجريمة، والنفي كان عقوبة مناسبة لهذه الحالة.

معلومات إضافية:


- الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- النقيع: موضع معروف near المدينة، وكان يُنفى إليه بعض المخالفين لأمر النبي ﷺ كعقوبة تأديبية.
- التشبه بالنساء من الكبائر عند كثير من العلماء، وقد وردت أحاديث أخرى في الوعيد على من يفعل ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٢٨) وأبو يعلى (٦١٢٦) والبيهقي (٨/ ٢٢٢) كلّهم من حديث أبي أسامة أخبرهم، عن مفضل بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن أبي يسار القرشيّ، عن أبي هاشم، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي يسار وشيخه أبي هاشم فإنهما حسنا الحديث.
وفي الباب ما رواه أبو يعلى (٨٨) عن أبي بكر، وأحمد (٢٢١٥٤) والطَّبرانيّ في الكبير (٨٠٥٧) والبخاري في الأدب المفرد (١٦٣) عن أبي أمامة، وفي إسناديهما ضعف وإن قال الهيثميّ في «المجمع» (٤/ ٢٣٧) عن حديث أبي أمامة: رواه أحمد ومداره على أبي غالب، وهو ثقة وقد ضُعّف. فالصحيح أنه ضعيف. ضعَّفه أبو حاتم والنسائي وقال ابن حبَّان في «المجروحين» (١/ ٢٦٧): «منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به إِلَّا فيما يوافق الثّقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بال هذا؟

  • 📜 حديث: ما بال هذا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بال هذا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بال هذا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بال هذا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب