حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من قتل المؤمن

عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى قال: سل ابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١٥١، الإسراء: ٣٣] ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ [النساء: ٩٣] فسألت ابن عباس فقال: لما أنزلت التي في الفرقان وهي قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]. قال مشركوا أهل مكة: فقد قتلنا النفس التي حرم الله، ودعونا مع الله إلها آخر، وقد أتينا الفواحش فأنزل الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: ٧٠] فهذه لأولئك، وأمّا التي في النساء: [٩٣] فالرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه، ثمّ قتل فجزاؤه جهنّم. فذكرته لمجاهد فقال: إِلَّا من ندم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٥٥)، عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، عن منصور، حَدَّثَنِي سعيد بن جبير أو قال: حَدَّثَنِي الحكم عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى فذكره.

عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى قال: سل ابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١٥١، الإسراء: ٣٣] ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ [النساء: ٩٣] فسألت ابن عباس فقال: لما أنزلت التي في الفرقان وهي قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]. قال مشركوا أهل مكة: فقد قتلنا النفس التي حرم الله، ودعونا مع الله إلها آخر، وقد أتينا الفواحش فأنزل الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: ٧٠] فهذه لأولئك، وأمّا التي في النساء: [٩٣] فالرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه، ثمّ قتل فجزاؤه جهنّم. فذكرته لمجاهد فقال: إِلَّا من ندم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما يوضح لنا تفسيرًا مهمًا لآيات القرآن الكريم المتعلقة بقتل النفس التي حرم الله، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● النفس التي حرم الله: الإنسان البريء الذي حرم الله قتله إلا بالحق.
● متَعَمِّدًا: القصد والعمد في القتل دون خطأ أو شبهة.
● يَلْقَ أَثَامًا: يصيبه إثم كبير وعقاب شديد.
● تاب: رجع عن ذنبه وندم عليه.
● آمن: صدق بالله ورسوله وأقر بالإسلام.
● عمل عملاً صالحًا: فعل الطاعات التي تقربه إلى الله.

2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن عبد الرحمن بن أبزى طلب من سعيد بن جبير أن يسأل ابن عباس عن آيتين:
- الأولى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ﴾ (الأنعام: 151، الإسراء: 33).
- الثانية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ (النساء: 93).
فأجاب ابن عباس رضي الله عنهما بأنه عندما نزلت آية سورة الفرقان (الآية 68) التي تذكر أن الذين لا يشركون بالله ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ولكن من يفعل ذلك يلق أثامًا، قال مشركو مكة: "إنا قد فعلنا هذه الذنوب (الشرك، القتل، الزنا)، فكيف لنا أن ننجو؟" فأنزل الله تعالى بعدها الآية 70 من سورة الفرقان: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾، أي أن التوبة مقبولة لهؤلاء المشركين إذا تابوا وآمنوا وعملوا صالحًا.
أما الآية في سورة النساء (93) فهي خاصة بمن عرف الإسلام وشرائعه ثم تعمد قتل مؤمن، فهذا جزاؤه جهنم خالدًا فيها، ولا تقبل توبته في حق الله، لكنه قد يندم ويتوب لتكفير ذنبه، لكن العقوبة باقية في الآخرة إذا لم يعف أولياء الدم في الدنيا.
ثم ذكر سعيد بن جبير هذا الكلام لمجاهد (وهو تابعي جليل)، فقال مجاهد: "إلا من ندم"، أي أن التوبة مقبولة من القاتل إذا ندم حقًا، لكن هذا لا يمنع العقوبة الدنيوية إذا طالب أولياء الدم بالقصاص.

3. الدروس المستفادة منه:


● قبول التوبة: الله تعالى يقبل توبة العباد مهما كبر ذنبهم إذا تابوا توبة نصوحًا، كما في حال مشركي مكة الذين تابوا.
● خطورة القتل العمد: القتل العمد للمؤمن من الكبائر التي توجب العقاب الشديد في الآخرة إذا لم يُعَفَ عن القاتل في الدنيا.
● الفرق بين التوبة في الحقوق العامة والخاصة: التوبة من الذنوب التي بين العبد وربه مقبولة، أما الذنوب التي تتعلق بحقوق العباد (كالقصاص في القتل) فلا بد من رضا صاحب الحق أو تطبيق الحدود.
● رحمة الله وسعة مغفرته: حتى في أشد الذنوب، يفتح الله باب التوبة للمذنبين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يظهر فهم الصحابة العميق للقرآن وربطهم بين الآيات.
- القتل العمد للمؤمن من الذنوب التي لا تكفرها التوبة فقط دون رضا أولياء الدم أو القصاص، لكن التوبة تجب ما قبلها من الذنوب في حق الله.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من التهاون في حقوق العباد، خاصة القتل، لأنه من الأمور الخطيرة التي قد تؤدي إلى الخلود في النار (إذا لم يُعَفَ أو يُقْتَصَّ).
- القصة تذكرنا بسعة رحمة الله وأن باب التوبة مفتوح لكل من أراد الرجوع إلى الله.
أسأل الله أن يوفقنا لفهم دينه والعمل به، وأن يتوب علينا ويغفر ذنوبنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٥٥)، عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، عن منصور، حَدَّثَنِي سعيد بن جبير أو قال: حَدَّثَنِي الحكم عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى فذكره.
ورواه مسلم في التفسير (١٨: ٣٠٢٣) من حديث منصور، عن سعيد بن جبير بدون شك مختصرًا. ولم يذكر مسلم قول مجاهد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

  • 📜 حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن ابن عباس في تفسير قتل النفس التي حرم الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب