حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النَّبِي ﷺ بأسر بني عبد المطلب دون قتلهم

عن علي قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: «من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب، فإنهم خرجوا كُرهًا».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٦٧٦) عن أبي سعيد، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة
ابن مضرّب، عن علي فذكره.

عن علي قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: «من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب، فإنهم خرجوا كُرهًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث نبوي شريف ورد في سياق غزوة بدر الكبرى، وهي المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، والتي وقعت في السنة الثانية للهجرة. سأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا وفقًا للخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● من استطعتم أن تأسروا: أي من تمكنتم من أَخْذِهِ أسيرًا دون قتله.
● بني عبد المطلب: هم أقارب النبي ﷺ من جهة جده عبد المطلب، ويدخل فيهم عمه أبو طالب وأبناؤه مثل علي رضي الله عنه (وكان قد أسلم بالفعل)، وكذلك العباس بن عبد المطلب (الذي كان لا يزال على الشرك آنذاك ولكن أسلم لاحقًا).
● خرجوا كرهًا: أي أنهم خرجوا إلى المعركة مُكْرَهين غير راغبين في قتال المسلمين، بل أجبرهم كفار قريش على الخروج.

2. شرح الحديث:


روى الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال يوم غزوة بدر: «مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كُرْهًا».
المعنى الإجمالي:
أمر النبي ﷺ أصحابه في معركة بدر أن لا يقتلوا أحدًا من بني عبد المطلب إذا أمكنهم أَسْرُه بدل قتله، وذلك لأنهم لم يخرجوا لقتال المسلمين بمحض إرادتهم، بل أجبرهم كفار قريش على الخروج معهم. وهذا يدل على رحمة النبي ﷺ وحكمته، حيث ميز بين المقاتلين الذين خرجوا طوعًا وبين الذين خرجوا مكرهين.
السياق التاريخي:
في غزوة بدر، كان كثير من مشركي قريش قد أجبروا أقاربهم على الخروج للقتال، ومنهم بنو عبد المطلب مثل العباس بن عبد المطلب (عم النبي) وغيره. وكان النبي ﷺ يعلم أن بعضهم ليس لديه رغبة في قتال المسلمين، فندب أصحابه إلى الإحسان إليهم بالأسر بدل القتل، رحمة بهم واعترافًا بقرابتهم منه.

3. الدروس المستفادة منه:


1- الرحمة حتى في ساحة القتال: الإسلام دين رحمة، حتى مع الأعداء، فالنبي ﷺ أمر بالرفق ببني عبد المطلب مع كونهم في صف الأعداء، لظروفهم الخاصة.
2- مراعاة الظروف والنوايا: النبي ﷺ ميز بين المقاتلين حسب نواياهم وإرادتهم، فلم يُعامل المُكْرَه كالمُختار، وهذا من عدل الإسلام.
3- صلة الرحم: alرغم أن they were on the side of the enemy, the Prophet ﷺ showed kindness to his relatives by ordering their capture instead of killing, indicating the importance of maintaining family ties even in difficult circumstances.
4- الحكمة في القيادة: القائد الحكيم ينظر في ظروف أفراد العدو، ولا يعامل الجميع معاملة واحدة.
5- التيسير ورفع الحرج: الإسلام يرفع الحرج عن المكرهين، وهذه القاعدة الشرعية تجلت هنا في التعامل مع الأسرى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه بعض العلماء، وهو من الأحاديث التي تظهر الجانب الإنساني في سيرة النبي ﷺ.
- من بني عبد المطلب الذين أُسروا في بدر: العباس بن عبد المطلب (عم النبي)، وأبو لهب (وقد مات بعد بدر بقليل على الكفر)، وغيرهم.
- استجابة لأمر النبي ﷺ، أسر المسلمون العباس وغيره، ثم افتداهم النبي ﷺ لاحقًا، وكان ذلك سببًا في إسلام العباس فيما بعد.
- هذا الحديث يعد من مظاهر رحمة الإسلام وعدله، حتى في أشد حالات الحرب.
وفي الختام، فإن هذا الحديث يعلمنا التمييز بين العدو المحارب عن قناعة والعدو المجبر، ويرشد إلى الرحمة والحكمة في معاملة الأسرى، مما يجسد سماحة الإسلام وعدالته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٧٦) عن أبي سعيد، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة
ابن مضرّب، عن علي فذكره. وإسناده صحيح.
وأمّا ما رواه ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال لأصحابه يومئذ: «إنِّي قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهًا، لا حاجة لهم بقتالنا».
وذكر منهم: أبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد والعباس بن عبد المطلب.
فقال أبو حذيفة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا، ونترك العباس، والله لئن لقيته لأُلحمنّه السيف، قال: فبلغت رسول الله ﷺ فقال لعمر بن الخطّاب: «يا أبا حفص! أيُضرب وجه عم رسول الله بالسيف؟» فقال عمر: يا رسول الله! دعني فلأضرب عنقه بالسيف، فوالله! لقد نافق. فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ. ولا أزال منها خائفًا إِلَّا أن تكفرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيدًا. فهو ضعيف؛ فإن فيه رجالا لا يعرفون.
وأمّا أبو البختري فكان أكف القوم عن رسول الله ﷺ وهو بمكة، وكان لا يؤذيه، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش علي بني هاشم وبني المطلب، فلقيه المجذّر بن زياد البلوي حليف الأنصار. فقال المجذّر لأبي البختري: إن رسول الله ﷺ قد نهانا عن قتلك، ومع أبي البختري زميل له، قد خرج معه من مكة، وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد، فقال: وزميلي؟ فقال له المجذر: لا والله ما نحن بتارك زميلك، ما أمرنا رسول الله ﷺ إِلَّا بك وحدك، فقال: لا والله إذا لأموتن أنا وهو جميعًا. لا تتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصًا على الحياة.
ثمّ إن المجذّر أتى رسول الله ﷺ فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر، فآتيك به فأبى إِلَّا أن يقاتلني، فقاتلته فقتلته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 277 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

  • 📜 حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب