حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فداء العباس بن عبد المطلب

عن عائشة قالت: قال العباس: إني كنت مسلمًا يا رسول الله! قال: «الله أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك، وابني أخويك نوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وحليفك عتبة بن عمرو»قال: ما ذاك عندي يا رسول الله! قال: «فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبت فهذا المال لبني الفضل، وعبد الله وقثم» فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي، فقال رسول الله ﷺ: «أفعل» ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٠] فأعطاني مكان العشرين من الأوقية في الإسلام عشرين عبدًا كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل.

حسن: رواه الحاكم (٣/ ٣٢٤) وعنه البيهقي (٦/ ٣٢٢) من حديث يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: قال العباس: إني كنت مسلمًا يا رسول الله! قال: «الله أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك، وابني أخويك نوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وحليفك عتبة بن عمرو»قال: ما ذاك عندي يا رسول الله! قال: «فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبت فهذا المال لبني الفضل، وعبد الله وقثم» فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي، فقال رسول الله ﷺ: «أفعل» ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه، وأنزل الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٠] فأعطاني مكان العشرين من الأوقية في الإسلام عشرين عبدًا كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، والإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وغيرهم من الأئمة الأعلام.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال العباس: إني كنت مسلمًا يا رسول الله! قال: «الله أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك، وابني أخويك نوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وحليفك عتبة بن عمرو» قال: ما ذاك عندي يا رسول الله! قال: «فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبت فهذا المال لبني الفضل، وعبد الله وقثم» فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي، فقال رسول الله ﷺ: «أفعل» ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٠] فأعطاني مكان العشرين من الأوقية في الإسلام عشرين عبدًا كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل.

1. شرح المفردات:


● العَبَّاس: هو العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم.
● فَادِ نَفْسَكَ: أي ادفع الفداء لتحرير نفسك من الأسر.
● ابْنَيْ أَخَوَيْكَ: أي ابنَيْ أخيك، وهما نوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب.
● حَلِيفَك: أي صاحب حلفك وعهدك، وهو عتبة بن عمرو.
● أُمُّ الفَضْل: هي لبابة بنت الحارث، زوجة العباس وأم أولاده.
● بَنِي الفَضْل: هم أولاد العباس من أم الفضل.
● عَبْدِ اللهِ وَقُثَم: هما ابنا العباس.
● أُوقِيَّة: مقياس للوزن، والأوقية تعادل أربعين درهمًا من الفضة.
● يَضْرِبُ بِهِ: أي يتاجر به وينميه.

2. شرح الحديث:


وقع هذا الحديث بعد غزوة بدر الكبرى (سنة 2 هـ)، حيث أُسر العباس بن عبد المطلب مع مجموعة من كفار قريش. وقد ادعى العباس أنه كان مسلمًا قبل الأسر، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بإسلامك»، أي أن ظهور الإسلام يكون بالعمل والهجرة لا بمجرد الاعتقاد القلبي. ثم طلب منه النبي فداء نفسه وابنَيْ أخويه (نوفل وعقيل) وحليفه (عتبة).
عندما اعتذر العباس عن عدم وجود المال الكافي للفداء، أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمال خبأه هو وزوجته أم الفضل في مكة، وهو من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، فكان هذا دليلاً على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فأقر العباس بهذه المعجزة وشهد برسالة النبي، وطلب أن يحسب له المال الذي أُخذ منه (عشرين أوقية) في الإسلام، فوعد النبي بذلك.
وفادى العباس نفسه ومن معه، ثم أنزل الله تعالى الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَى...) والتي تبشر المؤمنين الصادقين من الأسرى بأن الله سيعوضهم خيرًا مما أُخذ منهم ويغفر لهم.
وفي الختام، بين العباس رضي الله عنه أن الله قد عوضه في الإسلام خيرًا كثيرًا، حيث أعطاه النبي عشرين عبدًا (مقابل العشرين أوقية) كل منهم يملك مالاً يتاجر به، بالإضافة إلى مغفرة الله ورضوانه.

3. الدروس المستفادة:


● الإيمان القلبي لا يكفي دون عمل: إذ رغم إيمان العباس في قلبه، إلا أنه لم يهاجر ولم يظهر إسلامه، فلم يعامل معاملة المسلمين.
● علم النبي الغيبي دليل نبوته: إذ أخبره بما خبأه من مال مع زوجته، وهو ما لا يعلمه إلا الله.
● العدل في المعاملة: حيث طلب النبي الفداء من العباس رغم قرابته، ليعلم الناس أن الإسلام يسوي بين الجميع.
● وعد النبي حق: حيث وفى له بما وعده من عطاء في الإسلام.
● عوض الله للمؤمنين: فالله يعوض الصادقين خيرًا مما فقدوه في الدنيا والآخرة.

4. معلومات إضافية:


- العباس أسلم قبل الفتح وكتم إسلامه، ثم هاجر قبل فتح مكة، وكان من أعظم أعوان النبي صلى الله عليه وسلم.
- هذه القصة ذكرها الإمام البخاري في "صحيحه" وغيره من أصحاب السنن.
- الآية الكريمة نزلت لتطمئن قلوب الأسرى المسلمين وتعدهم بالخير والغفران.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٣/ ٣٢٤) وعنه البيهقي (٦/ ٣٢٢) من حديث يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث.
وروى محمد بن إسحاق هذه القصة من أوجه أخرى عن ابن عباس. رواه أحمد (٣٣١٠) وفيه رجل لم يسم، وفي الأخرى عن يزيد بن رومان عن عروة، عن الزهري وجماعة سماهم. ورواه البيهقي في الدلائل (٣/ ١٤٢) نحوه، وهذه تقوي ما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

  • 📜 حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب