حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

مقدار فداء أسرى بدر

عن ابن عباس قال: فادى النبي ﷺ بأسارى بدر، فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف.

صحيح: رواه عبد الرزاق (٩٣٩٤) ومن طريقه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٠٦ - ٤٠٧) عن معمر، عن قتادة، قال: وأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: فادى النبي ﷺ بأسارى بدر، فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو يتعلق بحدث عظيم من أحداث الإسلام الأولى، غزوة بدر الكبرى.

### أولاً. شرح المفردات
● فادى: الفداء هو أن يطلق الأسير مقابل مال أو منفعة يعطيها.
● بأسارى بدر: الأسارى هم الذين أُسروا في المعركة، وهم من كفار قريش الذين خرجوا لقتال المسلمين.
● أربعة آلاف: المقصود أربعة آلاف درهم من الفضة، وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الزمان.

### ثانياً. شرح الحديث والسياق التاريخي
وقع هذا الحدث بعد انتهاء غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً مؤزراً على كفار قريش، وكان من نتائجها أسر عدد من المشركين.
الموقف والاستشارة النبوية:
وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغزوة أمام أمر مصيري: ماذا يفعل بهؤلاء الأسرى؟
- كان بإمكانه أن يقتلهم جزاءً لهم على حربهم لله ورسوله.
- كان بإمكانه أن يستعبدهم.
- كان بإمكانه أن يفاديهم بالمال.
فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في شأنهم. فكان رأي سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه هو الفداء بالمال، ورأى في ذلك تقوية للمسلمين الماديّة، وإمكانية أن يهتدي بعض هؤلاء الأسرى. بينما كان رأي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو القتل، لما في ذلك من إذلال للمشركين وإضعاف لقوتهم.
فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر وأخذ بالفداء. وقد نزل القرآن بعد ذلك مؤيداً لرأي عمر ومبيناً أن القتل كان أولى في تلك الظروف، قال تعالى:
> {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة الأنفال: 67-68]

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- مشروعية أخذ الفداء من أسرى الحرب: هذا الحديث أصل من أصول فقه الجهاد في الإسلام، حيث بيّن أن للإمام (القائد) الخيار في التعامل مع الأسرى بين المنّ (الإطلاق بلا فداء)، أو الفداء (بالمال أو بمعاوضة أسرى المسلمين)، أو القتل. وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
2- مبدأ الشورى: موقف النبي صلى الله عليه وسلم من استشارة أصحابه يعلّمنا أن القائد الحكيم لا يستبد برأيه، بل يشاور ذوي العقول والخبرة حتى في الأمور التي يوحى إليه فيها.
3- الحكمة من الفداء: على الرغم من أن القرآن أشار إلى أن القتل كان أولى في تلك اللحظة التاريخية بالذات، إلا أن حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر كانت ظاهرة لاحقاً، فكان من بين من فُودي:
● العَبَّاس بن عبد المطلب (عم النبي)، الذي أسلم بعد ذلك وأصبح من أعظم المسلمين.
● أبو عزة الجمحي، الذي كان شاعراً، وقد أطلق بشرط ألا يحارب المسلمين again، ولكنه نقض العهد فقُتل في غزوة أحد.
- آخرون دفعوا الفداء، مما شكل قوة مادية للمسلمين وهم في بداية تكوين دولتهم.
4- مرونة التشريع الإسلامي: يظهر الموقف كيف أن التعامل مع الأسرى ليس حكماً جامداً، بل يتغير بحسب المصلحة والظروف، تقديرها موكول لولي الأمر.
5- التقويم الإلهي: نزول القرآن مصححاً للقرار يبيّن أن النبي بشر يوحى إليه، وأن الله هو الذي يحكم بما هو الأصلح، وهو درس في التواضع وقبول التصويب من الله تعالى.

### رابعاً. معلومات إضافية
- ليس كل الأسرى فُودي بهذا المبلغ، بل تفاوت الفداء حسب قدرة الأسير المالية ومكانته.
- من لم يكن لديه مال ليفتدي نفسه، افتدى نفسه بتعليم عشرة من صبيان المدينة القراءة والكتابة، وهذا أصل لعملية "مقايضة العلم بالحرية" التي كانت سابقة حضارية فريدة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (٩٣٩٤) ومن طريقه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٠٦ - ٤٠٧) عن معمر، عن قتادة، قال: وأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وعثمان الجزري فيه كلام ولكنه توبع. وذكر الهيثمي في «المجمع» (٦/ ٨٩) وقال: «رواه
الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح».
وقال ابن هشام في سيرته (١/ ٦٦٠): كان فداء المشركين يومئذ أربعة آلاف درهم للرجل إلى ألف درهم إلا من لا شيء له، فمنّ رسول الله ﷺ عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

  • 📜 حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فداء أسارى بدر أربعة آلاف لكل واحد.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب