حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

مقدار فداء أسرى بدر

عن عبد الله بن الزبير قال: كانت قريش ناحتْ قتلاها، ثم ندمتْ، وقالوا: لا تنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه، فيشمتوا بكم. وكان في الأسرى أبو وداعة بن صبيرة السهمي، فقال رسول الله ﷺ: «إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في فداء أبيه» فلما قالت قريش في الفداء ما قالت، قال المطلب: صدقتم والله لئن فعلتم ليتأرَّبُ عليكم، ثم انسل من الليل، فقدم المدينة، ففدى أباه بأربعة ألف درهم.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (١٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤) من وجهين عن جرير بن حازم قال: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: فذكره.

عن عبد الله بن الزبير قال: كانت قريش ناحتْ قتلاها، ثم ندمتْ، وقالوا: لا تنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه، فيشمتوا بكم. وكان في الأسرى أبو وداعة بن صبيرة السهمي، فقال رسول الله ﷺ: «إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في فداء أبيه» فلما قالت قريش في الفداء ما قالت، قال المطلب: صدقتم والله لئن فعلتم ليتأرَّبُ عليكم، ثم انسل من الليل، فقدم المدينة، ففدى أباه بأربعة ألف درهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، حديثك هذا يحمل قصة عظيمة من أيام الإسلام الأولى، تدل على صدق نبوة النبي ﷺ وعظيم علمه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

الحديث باختصار:


يحكي لنا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قصة بعد غزوة بدر، حيث ندمت قريش على النياحة على قتلاها خوفاً من أن يشمتَ بهم المسلمون، وفي نفس الوقت، يتنبأ النبي ﷺ بقدوم ابن أحد الأسرى ليفدي أباه، ويحدث الأمر exactly كما أخبر ﷺ.


1. شرح المفردات:


* ناحتْ: النياحة هي البكاء على الميت مع رفع الصوت والصياح، وهي من أمور الجاهلية التي نهى عنها الإسلام.
* يشمتوا بكم: يفرحوا بمصيبتكم ويسخروا منكم.
* الأسرى: الذين أُسروا في غزوة بدر من كفار قريش.
* تاجرًا كيّسًا: التاجر المعروف، والكيّس هو الذكي الفطن صاحب الرأي والحكمة.
* ذا مال: صاحب مال كثير.
* فداء أبيه: أن يدفع مالاً ليطلق سراح أبيه الأسير.
* ليتأرَّبُ عليكم: كلمة "يتأرب" تعني يحنق ويغضب غضباً شديداً، أي سيغضب عليكم غضباً كبيراً.
* انسل من الليل: خفي وخرج خفيةً في ظلام الليل.


2. شرح الحديث:


يقع هذا الحديث في سياق أحداث غزوة بدر الكبرى، حيث انتصر المسلمون انتصاراً عظيماً على كفار قريش، فقُتل منهم من قُتل وأُسر منهم من أُسر.
* الجزء الأول: ندم قريش على النياحة
بدأت قريش تنوح وتصرخ على قتلاها في بدر، كما كانت عادتهم في الجاهلية. ثم ندمت على هذا الفعل، وخافت أن يصل خبر نياحتهم وصراخهم إلى النبي ﷺ وأصحابه، فيفرحوا بهزيمتهم ويشمتوا بهم. وهذا يظهر الحالة النفسية السيئة التي كانت عليها قريش بعد الهزيمة المنكرة.
* الجزء الثاني: نبوءة النبي ﷺ
كان من بين الأسرى رجل من قريش يسمى أبو وداعة بن صبيرة السهمي. هنا يظهر علم النبي ﷺ الغيبي الذي أطلعه الله عليه. فأخبر الصحابة ﷺ بأن لهذا الأسير ابناً في مكة، ووصفه بأوصاف دقيقة: أنه تاجر، كيّس (ذكي وحكيم)، ذا مال (غني). ثم أخبرهم ﷺ بأن هذا الابن سيأتي قريباً إلى المدينة لينقذ أباه ويفديه بالمال. وقال ﷺ: "كأنكم به" وهي كلمة تدل على تحقيق الوقوع وكأنهم يرونه بأعينهم coming towards them.
* الجزء الثالث: تحقيق النبوءة
عندما اجتمعت قريش لتبحث في موضوع فداء الأسرى، حذرهم رجل منهم (وهو المطلب بن أبي وداعة أو غيره) قائلاً: صدقتم في كفّ النياحة، لأنكم لو نوحتم لغضب عليكم ابن أبو وداعة غضباً شديداً (لأن النياحة إعلان للذل والهزيمة). وفعلاً، خرج هذا الابن (المطلب) من مكة خفيةً في الليل، متوجهاً إلى المدينة، وفدى أباه بأربعة آلاف درهم، وهي مبلغ كبير في ذلك الزمان، مما يدل على غناه كما وصفه النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات نبوة النبي ﷺ: هذا الحديث من معجزاته ﷺ التي تسمى "الإخبار بالغيب". فأخبر عن أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ثم تحقق exactly كما قال. وهذا دليل واضح على صدقه وأنه مرسل من عند الله تعالى.
2- ذم النياحة: النياحة من عادات الجاهلية وهي محرمة في الإسلام، لأنها تدل على الاعتراض على قضاء الله وقدره، وتظهر الضعف والذل.
3- التدبير والحكمة: في تصرف الابن (المطلب) الذي أسرع لإنقاذ أبيه دون تردد، نرى صفة البر بالوالدين والذكاء والحكمة في التحرك.
4- عزة المؤمنين: يشعر الكفار بالذل والهوان بعد هزيمتهم، حتى إنهم يخفون حزنهم خوفاً من فرحة المؤمنين، وهذه من عزة الله التي ينصر بها عباده المؤمنين.
5- الجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب: النبي ﷺ يعلم الغيب بإذن الله، ولكن هذا لا يمنع الأخذ بالأسباب، فالفداء هو سبب شرعي لإطلاق سراح الأسير.


4. معلومات إضافية:


* مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
* الفرق بين البكاء والنياحة: البكاء بهدوء من غير صياح جائز وهو رحمة، أما النياحة فهي رفع الصوت والندب وما نهى عنه الشرع.
* حكم فداء الأسرى: فداء الأسرى جائز، وقد فعله النبي ﷺ في بدر، ومنه نزل قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67].
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب، ويجعلنا من المتّبعين لسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤) من وجهين عن جرير بن حازم قال: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ٩٠): «رواه الطبراني ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، ومن هذا الطريق رواه أيضًا الضياء في المختارة (٩/ ٣١٢ - ٣١٣).
ولكن ذكره ابن هشام في سيرته (١/ ٦٤٧ - ٦٤٨) عن محمد بن إسحاق مرسلًا، أي لم يذكر فيه «عبد الله بن الزبير».
وأما ما روي عن ابن عباس أن النبي ﷺ جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربع مائة فإن فيه شذوذًا.
رواه أبو داود (٢٦٩١) والنسائي في الكبرى (٨٦٠٧) والحاكم (٢/ ١٢٥) والبيهقي (٦/ ٣٢١ - ٣٢٢) من طريق عبد الرحمن بن المبارك العيشي، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا شعبة، عن أبي العنبس، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس فذكره.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرطهما.
قال الأعظمي: ليس كما قالا، فإن أبا العنبس وهو الكوفي الأكبر ليس من رجال الشيخين، ولم يوثّقه أحد، ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم يتابع على ذلك، وفي قوله: أربع مائة: نكارة وشذوذ. والمحفوظ: أربعة آلاف كما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 283 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

  • 📜 حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن له بمكة ابنا تاجرًا كيّسًا ذا مال كأنكم به قد جاءكم في

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب