حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خروج النبي ﷺ إلى غزوة خيبر

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم لِعَامِرٍ: يَا عَامِرُ! أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنيهَاتِكَ؟ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا حدّاء، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُول:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اتقَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فَقَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ». قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ. قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ» قَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ؟ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ، فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ، أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: «مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَىْءٍ تُوقِدُون؟» قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ. قَال: «عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟» قَالُوا: لَحْمِ حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ. قَال النَّبِيُّ ﷺ: «أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا». فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَال: «أَوْ ذَاكَ» فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا، فَتَنَاوَل بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ، فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ، فَمَاتَ مِنْهُ، قَال: فَلَمَّا قَفَلُوا، قَال سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِي، قَالَ: «مَا لَكَ» قُلْتُ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ؟ قَال النَّبِيُّ ﷺ: «كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ - وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٩٦) عن عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم لِعَامِرٍ: يَا عَامِرُ! أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنيهَاتِكَ؟ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا حدّاء، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُول:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اتقَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فَقَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ». قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ. قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ» قَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ؟ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ، فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ، أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: «مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَىْءٍ تُوقِدُون؟» قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ. قَال: «عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟» قَالُوا: لَحْمِ حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ. قَال النَّبِيُّ ﷺ: «أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا». فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَال: «أَوْ ذَاكَ» فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا، فَتَنَاوَل بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ، فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ، فَمَاتَ مِنْهُ، قَال: فَلَمَّا قَفَلُوا، قَال سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِي، قَالَ: «مَا لَكَ» قُلْتُ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ؟ قَال النَّبِيُّ ﷺ: «كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ - وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر كثيرة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● خَيْبَر: مدينة كبيرة من حصون اليهود في الجزيرة العربية.
● حَدَاء: الرجل الحداء هو الذي يحسن الغناء للجمال أثناء السير لتسريع حركتها.
● هُنَيْهَاتِكَ: أناشيدك وأغانيك.
● يَحْدُو: يغني للجمال أثناء السير.
● فِدَاءً لَكَ: أي نفديك بأنفسنا وأموالنا.
● أَبَيْنَا: أي رفضنا الاستسلام وامتنعنا عن الفرار.
● عَوَّلُوا عَلَيْنَا: اعتمدوا على الصياح والضجيج ليرهبونا.
● مَخْمَصَةٌ: جوع شديد.
● حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ: الحمير الأهلية المستأنسة.
● أَهْرِيقُوهَا: أريقوا المرق وأفسدوا الطبخ.
● ذُبَابُ سَيْفِهِ: طرف سيفه الحاد.
● حَبِطَ عَمَلُهُ: بطل ثواب عمله بسبب ما قيل من أنه انتحر.
● قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ: قليل ضمن арабов тот, кто прошел такой же путь джихада, как он.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قصة غزوة خيبر، حيث خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عامر بن الأكوع رضي الله عنه شاعرًا حسن الصوت، فطلب منه رجل أن يسمعهم من أغانيه، فأنشد هذه الأبيات التي معناها:
- "اللهم لولا أنت ما اهتدينا": اعتراف بأن الهداية من الله وحده.
- "ولا تصدقنا ولا صلينا": الاعتراف بأن العبادة نعمة من الله.
- "فاغفر فداء لك ما اتقينا": طلب المغفرة على ما أتقوه من الذنوب.
- "وثبت الأقدام إن لاقينا": الدعاء بالثبات في القتال.
- "وألقين سكينة علينا": طلب السكينة والطمأنينة.
- "إنا إذا صيح بنا أبينا": إعلان الشجاعة ورفض الاستسلام.
- "وبالصياح عولوا علينا": بيان أن العدو يعتمد على الضجيج والصراخ.
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء والإنشاد، سأل عن صاحبه، فلما عرف أنه عامر بن الأكوع، دعا له بقوله: "يرحمه الله"، فقال أحد الصحابة: "وجبت يا نبي الله"، أي استحقت الشهادة، وتمنى لو أمتعهم الله به更长.
ثم يذكر الحديث ما حدث في خيبر من جوع شديد حتى فتح الله عليهم، فلما انتصروا، وجد الصحابة لحوم الحمير الأهلية قد طهوها، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أكلها وأمر بإراقتها وكسر القدور، إلا أن رجلاً اقترح إراقتها وغسلها فأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
وفي المعركة، كان سيف عامر قصيرًا، فلما ضرب به يهوديًا، ارتد السيف عليه فأصاب ركبته فمات، فظن بعض الناس أن عمله حبط لأنه قتل نفسه، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأخبر أنه له أجران؛ أجر الجهاد وأجر الصبر على ما أصابه، ومدحه بقوله: "قل عربي مشى بها مثله"، أي قليل ضمن арабов من بلغ مثل منزلته في الجهاد.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز الإنشاد والحداء في السفر: إذا كان فيه إعانة على المشقة وبغير لهو محرم.
2- فضل الدعاء بالهداية والثبات: خاصة في أوقات الشدة والقتال.
3- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: حيث دعا لعامر بالرحمة، فاستشهد في سبيل الله.
4- تحريم أكل لحم الحمير الأهلية: وهذا من محاسن الشريعة التي تحرم ما فيه ضرر.
5- أن القتيل في سبيل الله لا يعد منتحرًا: إذا مات بسبب فعل من أفعال الجهاد.
6- عظم أجر المجاهد: خاصة من كان مخلصًا وشجاعًا مثل عامر بن الأكوع.
7- التثبت في الأخبار وعدم التسرع في الحكم على الناس: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين أنكر على من ظن أن عمل عامر حبط.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على كرم النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على أصحابه.
- فيه بيان أن الأعمال بالنيات، فعامر قتل في الجهاد فكان من الشهداء.
- يؤخذ من الحديث مشروعية الاستعداد المعنوي للقتال بالدعاء والأناشيد المحمودة.
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٩٦) عن عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.
قال البخاريّ: حَدَّثَنَا قُتَيبة، حَدَّثَنَا حاتم، قال: «نشأ بها».
ورواه مسلم في الجهاد (١٨٠٢: ١٢٣) عن قتيبة بن سعيد بإسناده نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 528 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

  • 📜 حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج النبي إلى خيبر مع الصحابة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب