حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول سورة الفتح يوم الحديبية والنبي ﷺ عائد إلى المدينة

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُول اللَّهِ ﷺ ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ، نَزَرْتَ رَسُول اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ. قَال عُمَرُ فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِل فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صارِخًا يَصْرُخُ بِي - قَال: فَقُلْتُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ. وَجِئْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَال «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١]».

صحيح: رواه مالك في كتاب القرآن (٩) من الموطأ عن زيد بن أسلم، عن أبيه (هو أسلم العدوي مولى عمر بن الخطّاب) قال: فذكره.

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُول اللَّهِ ﷺ ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ، نَزَرْتَ رَسُول اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ. قَال عُمَرُ فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِل فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صارِخًا يَصْرُخُ بِي - قَال: فَقُلْتُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ. وَجِئْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَال «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في صحيح البخاري، يحكي قصة نزول سورة الفتح، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ: دعاء بالثكل، وهو فقد الولد، ومعناه هنا: لقد فقدتك أمك يا عمر، وهي كلمة تقال للعتاب والتحسر، وليست دعاءً حقيقياً.
● نَزَرْتَ: أي أكثرت من السؤال وألححت فيه.
● حَرَّكْتُ بَعِيرِي: أي وجهته وسقتُه.
● خَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ: خاف عمر أن ينزل قرآن يعاتبه على إلحاحه في السؤال.
● مَا نَشِبْتُ: أي ما لبثت.
● صَارِخًا يَصْرُخُ بِي: منادياً يناديني.
● لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ: أي أن هذه السورة أحب إليه من كل الدنيا وما فيها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء سفر مع رسول الله ﷺ ليلاً. سأل عمرُ النبيَّ ﷺ عن شيء ثلاث مرات، والنبي ﷺ لا يجيبه. وهذا الصمت من النبي ﷺ ليس تقصيراً، بل هو وحْيٌ يتنزل عليه، فهو كان في حالة اتصال بالوحي، فشغله ذلك عن الرد على سؤال عمر.
فهم عمر رضي الله عنه - وكان ذكياً فطناً - أن هذا الصمت له سبب، وخشي أن يكون إلحاحه في السؤال قد سبب إزعاجاً للنبي ﷺ، فندم على فعله وقال لنفسه: "ثكلتك أمك يا عمر" تعبيراً عن الندم، ثم تقدم بعيداً خوفاً من أن ينزل فيه قرآن يعاتبه.
وبعد مدة قصيرة، سمع منادياً يناديه، فذهب إلى النبي ﷺ، فإذا به ﷺ يبشره بأن الله أنزل عليه سورة هي من أحب السور إليه، ثم قرأ عليه أول سورة الفتح: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: يظهر من الموقف الأدب العالي لعمر رضي الله عنه مع النبي ﷺ، حيث ندم فوراً على أي إزعاج قد يكون سببه، وخشي أن يكون قد أساء الأدب.
2- حالة النبي ﷺ عند نزول الوحي: الحديث يصور لنا كيف كان يكون شغل النبي الشاغل عند نزول الوحي، حتى أنه لا يتكلم مع من حوله.
3- فضل سورة الفتح: بين النبي ﷺ أن هذه السورة عزيزة عليه وغالية عنده، أكثر من الدنيا كلها، مما يدل على عظم شأنها وما تحويه من بشارات ومعاني.
4- خوف الصحابة من الله: خشية عمر من نزول قرآن فيه تأنيب تدل على إيمانه العميق وخوفه من الله تعالى، حتى وهو من هو في مكانته.
5- البشارة والفرح بنصر الله: نزول السورة كان بشرى بالفتح القريب (وهو صلح الحديبية الذي كان مقدمة لفتح مكة)، وتعليم للمسلمين أن يفرحوا بنصر الله ووعده.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
- صلح الحديبية كان في السنة السادسة للهجرة، وكان في ظاهره بعض الشروط التي seemed غير مواتية للمسلمين، لكن النبي ﷺ رأى فيه فتحاً مبيناً، وقد تحقق ذلك بعد ذلك بفتح مكة وغيرها من الفتوحات.
- السورة كلها بشرى ونور، تثبت قلوب المؤمنين وتعدهم بالنصر والتمكين.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا الأدب مع رسول الله ﷺ كما أدب صحابته الكرام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في كتاب القرآن (٩) من الموطأ عن زيد بن أسلم، عن أبيه (هو أسلم العدوي مولى عمر بن الخطّاب) قال: فذكره.
ورواه البخاريّ في المغازي (٤١٧٧) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك به.
قوله: «نزرت رسول الله ﷺ»: أي ألححت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 521 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

  • 📜 حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يسير في سفر وعمر يسأله فلا يجيبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب