حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول سورة الفتح يوم الحديبية والنبي ﷺ عائد إلى المدينة

عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال: أيها الناس! اتهموا أنفسكم. لقد كنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية. ولو نرى قتالا لقاتلنا. وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله ﷺ وبين المشركين. فجاء عمر بن الخطّاب. فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: «بلى» قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: «بلى» قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: «يا ابن الخطّاب! إني رسول الله. ولن يضيعني الله أبدًا» قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظًا. فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطّاب! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا. قال: فنزل القرآن على رسول الله ﷺ بالفتح. فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: «نعم» فطابت نفسه ورجع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٢) ومسلم في الجهاد (٩٤: ١٧٨٥) كلاهما من طريق عبد العزيز بن سياه، حَدَّثَنَا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال: فذكره.

عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال: أيها الناس! اتهموا أنفسكم. لقد كنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية. ولو نرى قتالا لقاتلنا. وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله ﷺ وبين المشركين. فجاء عمر بن الخطّاب. فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: «بلى» قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: «بلى» قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: «يا ابن الخطّاب! إني رسول الله. ولن يضيعني الله أبدًا» قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظًا. فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطّاب! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا. قال: فنزل القرآن على رسول الله ﷺ بالفتح. فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: «نعم» فطابت نفسه ورجع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تحمل دروسًا جليلة في الثقة بالله ورسوله، والصبر على أحكام الشرع حتى ولو خالفت الهوى والرأي الشخصي. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● اتهموا أنفسكم: احذروا من اتباع هوى أنفسكم، واشكوا في آرائكم عندما تخالف أمر النبي ﷺ.
● الحديبية: مكان قريب من مكة، وقعت فيه صلح الحديبية سنة 6 هـ.
● الدنية: الذل والهوان، والمقصود هنا الصلح الذي ظاهره فيه تنازل من المسلمين.
● لم يصبر متغيظًا: لم يستطع التحمل وغضب.
● الفتح: هنا المقصود به سورة الفتح التي نزلت مبشرة بالنصر والفتح المبين.

ثانيًا. شرح الحديث:


يقول أبو وائل: إن سهل بن حنيف خطب الناس في يوم صفين (أثناء الفتنة بين علي ومعاوية) ناصحًا إياهم أن يتهموا آراءهم ولا يثقوا بها إذا خالفت الشرع، ثم ذكر قصة عمر بن الخطاب في صلح الحديبية.
القصة: حينما اتفق النبي ﷺ مع كفار قريش على صلح الحديبية، وكان من بنوده أن يرجع المسلمون ذلك العام دون أداء العمرة، وأن يرد النبي ﷺ من يأتيه من الكفار مسلمًا، بينما لا يرد الكفار من يأتيهم من المسلمين. فاستشاط عمر غضبًا؛ لأنه رأى في هذه الشروط إذلالاً للمسلمين، فذهب إلى النبي ﷺ وسأله: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فأجابه النبي ﷺ: نعم. ثم سأله: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ فأجابه: نعم. فقال عمر: فلماذا نعطي الدنية في ديننا؟ أي لماذا نقبل هذا الصلح الذي يظهر فيه الضعف؟ فأجابه النبي ﷺ: «إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدًا»، أي أن الله تعالى هو الذي يأمرني بهذا، وهو ناصري وحافظي.
ولم يطمئن قلب عمر تمامًا، فذهب إلى أبي بكر وسأله نفس الأسئلة، فأجابه أبو بكر بنفس جواب النبي ﷺ، مؤكدًا أن رسول الله ﷺ لا يُضيع لأنه معصوم بوحي الله.
ثم نزل القرآن مؤيدًا فعل النبي ﷺ، وذلك في سورة الفتح: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}، فأرسل النبي ﷺ إلى عمر وأخبره، فاطمأنت نفسه وعلم أن هذا الصلح هو عين الحكمة والفتح.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب الثقة بالله ورسوله: حتى عندما لا نفهم الحكمة من أمر شرعي، لأن النبي ﷺ لا ينطق عن الهوى.
2- الصلح والحوار خير من القتال: إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، كما حدث في صلح الحديبية الذي كان سببًا في دخول الكثير في الإسلام.
3- الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما تبين له الحق.
4- الاستعانة بأهل العلم والرأي: كما استشار عمر أبا بكر، مما يدل على أهمية المشورة.
5- التماس الأعذار لإخواننا: فغضب عمر كان غيرة على الدين، ولم يكن اعتراضًا على النبي ﷺ.

رابعًا. معلومات إضافية:


- صلح الحديبية كان بداية الفتح الإسلامي، حيث اعترفت قريش بالدولة الإسلامية.
- نزلت سورة الفتح أثناء رجوع المسلمين من الحديبية.
- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله ﷺ.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٢) ومسلم في الجهاد (٩٤: ١٧٨٥) كلاهما من طريق عبد العزيز بن سياه، حَدَّثَنَا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 522 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

  • 📜 حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب