فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

عن أنس أن رسول الله ﷺ غزا خيبر. قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس. فركب نبي الله ﷺ وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة. فأجرى نبي الله ﷺ في زُقاق خيبر. وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله ﷺ. وانحسر الإزار عن فخذ نبي الله ﷺ. وإني لأرى بياض فخذ نبي الله ﷺ. فلمّا دخل القرية قال: «الله أكبر! خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قالها ثلاث مرار. قال: وقد خرج القوم
إلى أعمالهم. فقالوا: محمد. قال عبد العزيز: وقال بعض أصحابنا: والخميس. قال: وأصبناها عَنوة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٧١) ومسلم في الجهاد والسير (١٢: ١٣٦٥) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:

● غزا خيبر: أي قصدها للجهاد في سبيل الله.
● صلاة الغداة بغلس: صلاة الفجر في وقت الغلس، وهو الظلمة المختلطة بضوء الصباح.
● رديف: راكب خلف الراكب على الدابة نفسها.
● زقاق خيبر: الطريق الضيق بين البيوت في قرية خيبر.
● انحسر الإزار: ارتفع الثوب وكشف عن جزء من الجسم.
● خربت خيبر: أي دُمّرت وهُزمت.
● ساحة قوم: أرضهم وديارهم.
● فساء صباح المنذرين: بئس صباح القوم الذين أنذروا بالعذاب.
● عَنوة: بالقوة والقتال دون استسلام.

2. شرح الحديث:

يصف أنس بن مالك رضي الله عنه أحد أحداث غزوة خيبر، حيث صلى النبي ﷺ وصحابته صلاة الفجر في وقت الغلس (أي قبل الإسفار التام)، ثم ركب النبي ﷺ دابته، وركب أبو طلحة رضي الله عنه وكان أنس رديفًا له (أي جالسًا خلفه على الدابة). أثناء سيرهم في أزقة خيبر الضيقة، كانت ركبة أنس تلامس فخذ النبي ﷺ بسبب ضيق الطريق، وانكشف جزء من فخذ النبي ﷺ (وهذا من جسد النبي الذي لا يعتبر عورة كغيره، بل هو جزء من هيئته الطاهرة). فلما دخلوا القرية، قال النبي ﷺ: "الله أكبر! خربت خيبر" أي دُمّرت وهُزمت، ثم قال: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" يعني أنهم إذا نزلوا بأرض قوم للقتال، فإن صباح هؤلاء القوم يكون سيئًا لأنهم أنذروا بالعذاب. كررها ثلاثًا لتأكيد المعنى. وكان أهل خيبر قد خرجوا لأعمالهم (أي للزراعة或其他 أعمالهم) ففوجئوا بجيش المسلمين، فانهزموا وانتصر المسلمون عليهم عنوة (أي بالقوة).

3. الدروس المستفادة:

● الجهاد في سبيل الله: الغزوة كانت للجهاد ضد اليهود الذين نقضوا العهود وبدأوا بالعدوان.
● التبكير في الأعمال: الصلاة في الغلس والتحرك المبكر للغزو يدل على أهمية التبكير في الخير.
● التكبير في الحرب: قول "الله أكبر" عند النزال لإعلان توحيد الله والاستعانة به.
● طهارة جسد النبي ﷺ: انكشاف جزء من فخذه لا يعني عورة، بل هو من خصائص النبي الطاهرة.
● التكرار للعبرة: تكرار النبي ﷺ للجملة ثلاثًا للتنبيه على أهمية العبرة والعظة.
● انتصار المسلمين: النصر حليف المؤمنين بالتقوى والتوكل على الله.

4. معلومات إضافية:

● خيبر: كانت مدينة كبيرة لليهود في الجزيرة العربية، وغزاها النبي ﷺ في السنة السابعة للهجرة.
● أبو طلحة: هو زيد بن سهل الأنصاري، من الصحابة الأجلاء.
● العنوة: دلالة على أن الفتح كان بالقتال، ليس صلحًا أو استسلامًا.
● الحديث في الصحيح: رواه البخاري ومسلم، فهو حديث صحيح متفق عليه.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من اتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٧١) ومسلم في الجهاد والسير (١٢: ١٣٦٥) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس قال: فذكره. والسياق لمسلم، وسياق البخاريّ أطول.
والخميس: أي الجيش لأنه ينقسم على خمسة أقسام: مقدمة، وساقة، وجناحاه، وهما الميمنة والميسرة - والقلب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 535 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

📜 حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية