حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تبشير النَّبِيّ ﷺ بغنيمة حنين

عن سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله ﷺ يوم حنين، فأطنبوا السير، حتَّى كانت عشية، فحضرت صلاة عند رسول الله ﷺ، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتَّى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم - بظعنهم ونعمهم وشائهم - اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله ﷺ وقال: «تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله» ثمّ قال: «من يحرسنا الليلة؟» قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله! قال: «فاركب» فركب فرسًا له فجاء إلى رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «استقبل هذا الشعب حتَّى تكون في أعلاه ولا نُغرن من قبلك الليلة» فلمّا أصبحنا خرج رسول الله ﷺ إلى مصلاه فركع ركعتين ثمّ قال: «هل أحسستم فارسكم» قالوا: يا رسول الله ما أحسسناه! فثوب بالصلاة فجعل رسول الله ﷺ - وهو يُصَلِّي - يلتفت إلى الشدب حتَّى إذا قضى صلاته وسلم قال: «أبشروا فقد جاءكم فارسكم!» فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتَّى وقف على رسول الله ﷺ فسلم فقال: إني انطلقت حتَّى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله ﷺ فلمّا أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدًا! فقال له رسول الله ﷺ: «هل نزلت الليلة؟» قال: لا، إِلَّا مصليا أو قاضيا حاجة، فقال له رسول الله ﷺ: «قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها».

صحيح: رواه أبو داود (٢٥٠١) والنسائي في الكبرى (٨٨١٩) والحاكم (٢/ ٨٣) والبيهقي (٩/
١٤٩) كلّهم من طريق أبي توبة، حَدَّثَنَا معاوية بن سلّام، عن زيد بن سلّام، أنه سمع أبا سلّام قال: حَدَّثَنِي السلولي أبو كبشة، أنه حدَّثه سهل بن الحنظلية فذكره.

عن سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله ﷺ يوم حنين، فأطنبوا السير، حتَّى كانت عشية، فحضرت صلاة عند رسول الله ﷺ، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتَّى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم - بظعنهم ونعمهم وشائهم - اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله ﷺ وقال: «تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله» ثمّ قال: «من يحرسنا الليلة؟» قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله! قال: «فاركب» فركب فرسًا له فجاء إلى رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «استقبل هذا الشعب حتَّى تكون في أعلاه ولا نُغرن من قبلك الليلة» فلمّا أصبحنا خرج رسول الله ﷺ إلى مصلاه فركع ركعتين ثمّ قال: «هل أحسستم فارسكم» قالوا: يا رسول الله ما أحسسناه! فثوب بالصلاة فجعل رسول الله ﷺ - وهو يُصَلِّي - يلتفت إلى الشدب حتَّى إذا قضى صلاته وسلم قال: «أبشروا فقد جاءكم فارسكم!» فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتَّى وقف على رسول الله ﷺ فسلم فقال: إني انطلقت حتَّى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله ﷺ فلمّا أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدًا! فقال له رسول الله ﷺ: «هل نزلت الليلة؟» قال: لا، إِلَّا مصليا أو قاضيا حاجة، فقال له رسول الله ﷺ: «قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث عظيم فيه دروس وعبر:

1. شرح المفردات:


● أطنبوا السير: أي أطالوا السير واستمروا فيه.
● بكرة آبائهم: أي بكرة أبائهم (بمعنى باكرًا جدًا أو على عادتهم القديمة).
● الظعن: النساء والأطفال في الهودج.
● الشعب: الوادي بين جبلين.
● لا نُغرن من قبلك: أي لا تهجم علينا العدو من جهتك.
● ثوب بالصلاة: أي نودي للصلاة.
● أوجبت: أي وجبت لك الجنة أو الأجر العظيم.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سهل بن الحنظلية رضي الله عنه عن غزوة حنين، حيث كان المسلمون يسيرون مع رسول الله ﷺ سيرًا طويلًا حتى جاء وقت العشاء، فحضرت الصلاة.
- جاء فارس (أي راكب على فرس) وأخبر النبي ﷺ أنه قد رأى قبيلة هوازن مجتمعة بجميع أموالهم ونسائهم وأطفالهم استعدادًا للقتال.
- تبسم النبي ﷺ وقال: «تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله»، وهذا من علامات نبوته حيث بشر بالنصر قبل وقوعه.
- ثم سأل النبي ﷺ: «من يحرسنا الليلة؟» فتطوع أنس بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه، فأمره النبي ﷺ أن يركب فرسه ويصعد إلى أعلى الشعب (الوادي) ليراقب العدو ويحرس المسلمين.
- في الصباح، صلى النبي ﷺ ركعتي الفجر، وكان يلتفت أثناء الصلاة نحو الشعب ينتظر عودة الحارس، وبعد الصلاة بشر الصحابة بقدومه.
- جاء أنس وأخبر أنه لم ينزل طوال الليل إلا للصلاة أو لقضاء الحاجة، فشهد له النبي ﷺ بالأجر العظيم وقال: «قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها»، أي أن هذا العمل الجليل قد حقق لك أجرًا عظيمًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● الثقة بنصر الله: تبسم النبي ﷺ عند خبر العدو وتأكيده على أنهم غنيمة المسلمين يعلمنا الثقة بوعد الله ونصره.
● الأخذ بالأسباب: مع الثقة بالله، أخذ النبي ﷺ بالأسباب بوضع حارس للجيش.
● العبادة في أوقات الشدة: النبي ﷺ صلى مع وجود الخطر، مما يدل على أهمية الصلاة في كل حال.
● الحراسة واليقظة: أهمية الحراسة في الإسلام وحماية المجتمع من الأخطار.
● الجزاء على الأعمال الصالحة: قول النبي ﷺ «أوجبت» يدل على أن الأعمال العظيمة تُوجب الأجر الكبير والثواب العظيم.
● التضحية والبطولة: تضحية أنس بن أبي مرثد بالحراسة طوال الليل دون نوم مثال للتضحية في سبيل الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الغزوة المذكورة هي غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وكانت ضد قبيلتي هوازن وثقيف.
- قول النبي ﷺ «تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله» تحقق حيث انتصر المسلمون وغَنِموا غنائم كثيرة.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من جوانب القيادة النبوية في الحروب والاستعداد لها.
- فيه إشارة إلى جواز الالتفات في الصلاة لأمر مهم كالخوف على المسلمين.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٠١) والنسائي في الكبرى (٨٨١٩) والحاكم (٢/ ٨٣) والبيهقي (٩/
١٤٩) كلّهم من طريق أبي توبة، حَدَّثَنَا معاوية بن سلّام، عن زيد بن سلّام، أنه سمع أبا سلّام قال: حَدَّثَنِي السلولي أبو كبشة، أنه حدَّثه سهل بن الحنظلية فذكره. وهذا إسناد صحيح.
وقال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشّيخين غير أنهما لم يخرجا مسانيد سهل بن الحنظلية لقلة رواية التابعين عنه، وهو من كبار الصّحابة».
وأمّا الحافظ ابن حجر فحسّنه في الفتح (٨/ ٢٧) ولا أعرف وجه تحسينه، ورجاله كلّهم ثقات ضابطون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 708 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

  • 📜 حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب