حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
هزيمة المسلمين ومن ثبت مع النَّبِيّ ﷺ -
قال: ورجل من هوازن على جمل له أحمر، في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه.
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله، قال: بينا ذلك الرّجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع، إذ هوى له عليّ بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه، قال: فيأتيه عليّ من خلفه، فضرب عرقوبي الجمل، فوقع على عجزه، ووثب الأنصاري على الرّجل، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه، فانجعف عن رحله واجتلد الناس، فو الله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتَّى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله ﷺ.
حسن: رواه أحمد (١٥٠٢٧) والبزّار - كشف الأستار (١٨٦٣) وأبو يعلى والبيهقي في الدلائل (٥/ ١٢٦ - ١٢٧) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق قال: حَدَّثَنِي عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر بن عبد الله فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم يروي لنا جانبًا من أحداث غزوة حنين، التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه البيهقي وغيرهم، وفيه دروس وعبر عظيمة.
أولاً. شرح المفردات:
● استقبلنا وادي حنين: أي توجهنا نحو وادي حنين.
● أجوف حطوط: الوادي العميق المنحدر.
● عماية الصبح: وقت الظلمة قبل طلوع الفجر.
● كمنوا لنا: اختبأوا لنا في أماكن مختفية.
● أحنائه ومضايقه: زواياه وطرقه الضيقة.
● الكتائب: الجيوش المنظمة.
● شدت علينا شدة رجل واحد: هجمت علينا بتركيز وقوة كأنها رجل واحد.
● لا يلوي أحد على أحد: لا يلتفت أحد إلى أحد، من شدة الهرب.
● انحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين: اتجه إلى جهة اليمين.
● احتملت الإبل بعضها بعضًا: تدافعت الإبل من شدة الهرب.
● رهط: جماعة قليلة.
● صاحب الراية: حامل العلم.
● عرقوبي الجمل: وترا رجلي الجمل الخلفيتين.
● أطن قدمه بنصف ساقه: قطع قدمه إلى نصف ساقه.
● انجعف: سقط.
● اجتلد الناس: اقتتل الناس.
● الأسرى مكتفين: المأسورين مقيّدين.
ثانيًا. شرح الحديث:
يصف الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أحداث غزوة حنين، حيث كان الجيش الإسلامي منحدرًا في وادي حنين في وقت الظلمة قبل الفجر، وكانت قبيلة هوازن قد استعدت للمواجهة وكمنت في جوانب الوضي ومضائقه، فهجمت على المسلمين فجأة وبقوة متماسكة، مما سبب ذعرًا في صفوف المسلمين، وولى الكثير منهم هاربين دون التفات إلى أحد.
في هذا الموقف الصعب، ثبت رسول الله ﷺ ثباتًا عظيمًا، وانحاز إلى جهة اليمين مع مجموعة قليلة من أصحابه، وكان ينادي: "إليَّ أيها الناس، هلموا إلي، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله"، لكن الهرب كان شديدًا. ومع ذلك، ثبت معه ﷺ عدد من خيرة الصحابة، منهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ومن أهل بيته علي والعباس وابنه الفضل، وغيرهم.
وفي المشهد الآخر، يظهر بطل من هوازن على جمل أحمر يحمل راية سوداء، يشجع قومه بالهجوم والمطاردة، فيقوم علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار بمواجهته، فيضرب علي عرقوبي الجمل فيسقط، ويضرب الأنصاري الرجل فيقطع رجله، فيسقط، ثم يشتعل القتال من جديد، ويرجع المسلمون إلى campo المعركة ليجدوا أن النبي ﷺ وأصحابه قد هزموا العدو وأسروا منهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- ثبات النبي ﷺ في الشدائد: رغم الهزيمة الأولى والفرار الجماعي، ثبت رسول الله ﷺ ثباتًا عظيمًا، وهذا من دلائل نبوته وشجاعته.
2- فضل الصحابة الثابتين: الذين ثبتوا مع النبي ﷺ في أحلك الظروف، وهم من خيرة الناس، وقد ذكر الحديث أسماءهم تكريمًا لهم.
3- عدم اليأس من نصر الله: حتى في لحظات الهزيمة والفرار، كان النصر قريبًا بفضل الله ثم بثبات القلة المؤمنة.
4- الدعوة إلى التجمع حول القيادة: نداء النبي ﷺ "إليَّ أيها الناس" تذكير بأهمية الالتفاف حول القيادة الشرعية في وقت الأزمات.
5- بطولة علي بن أبي طالب والأنصاري: في الموقف الفردي، حيث قاما بمواجهة حامل راية العدو مما كان له أثر في تغيير مجرى المعركة.
6- أن النصر من عند الله: فبعد الهزيمة الأولى تحول الموقف إلى نصر مؤزر، وهذا من فضل الله تعالى على المسلمين.
رابعًا. معلومات إضافية:
- غزوة حنين كانت ضد قبيلتي هوازن وثقيف، بعد فتح مكة، وكانت في شوال سنة 8 هـ.
- سبب الغزوة أن هوازن استعدت لقتال المسلمين بعد فتح مكة.
- في البداية، اغتر بعض المسلمين بكثرة عددهم، فقالوا: "لن نغلب اليوم من قلة"، فكانت الهزيمة الأولى درسًا في عدم الاغترار بالعدد والقوة المادية.
- بعد هذه الغزوة، أنزل الله تعالى قوله: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25].
فهذا الحديث يذكرنا بعظمة النبي ﷺ وثباته، وفضل الصحابة، وأن النصر من عند الله، ولا يُغتر بالعدد والعدة دون توفيق الله وعونه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وذكره ابن هشام في سيرته (٢/ ٤٤٣) وزاد فيه ابن أبي سفيان بن الحارث.
وقال ابن هشام: اسم ابن أبي سفيان بن الحارث جعفر، واسم أبي سفيان المغيرة، وبعض الناس يعد فيهم قثم بن العباس، ولا يعد ابن أبي سفيان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 712 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
- 697 صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
معلومات عن حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
📜 حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








