حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شجاعة النَّبِيّ ﷺ يوم حنين

عن البراء بن عازب وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله ﷺ لم يفر، وكانت هوازن يومئذ رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسّهام، ولقد رأيت رسول الله ﷺ على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذٌ بلجامها وهو يقول:
أنا النَّبِيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب.
وفي رواية: أما أنا أشهد على النَّبِيّ ﷺ أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣١٧) ومسلم في الجهاد والسير (٨٠: ١٧٧٦) كلاهما عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء وسأله رجل من قيس فذكره.

عن البراء بن عازب وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله ﷺ لم يفر، وكانت هوازن يومئذ رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسّهام، ولقد رأيت رسول الله ﷺ على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذٌ بلجامها وهو يقول:
أنا النَّبِيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب.
وفي رواية: أما أنا أشهد على النَّبِيّ ﷺ أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه:

الحديث:


عن البراء بن عازب رضي الله عنه، وسأله رجل من قيس: "أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين؟" فقال البراء: "ولكن رسول الله ﷺ لم يفر، وكانت هوازن يومئذ رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله ﷺ على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب.
وفي رواية: أما أنا أشهد على النبي ﷺ أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن."


1. شرح المفردات:


● أفررتم: هل هربتم وفررتم من المعركة؟
● يوم حنين: هي غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
● هوازن: اسم قبيلة من القبائل العربية التي حاربت المسلمين في غزوة حنين.
● رماة: ماهرون في الرمي بالسهام.
● انكشفوا: انهزموا وتراجعوا.
● أكببنا على الغنائم: انشغلنا بجمع الغنائم والأموال.
● استقبلونا بالسهام: قاومونا ورمونا بالسهام.
● بغلته البيضاء: البغلة هي دابة، وكانت للنبي ﷺ بغلة بيضاء.
● بلجامها: اللجام هو الحبل الذي يقاد به الدابة.
● لم يول: لم يهرب أو يفر من المعركة.
● سرعان القوم: المتقدمون من الجيش أو الفرسان.
● فرشقتهم هوازن: رمتهم هوازن بالسهام.


2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة ما حدث في غزوة حنين، حيث سأل رجل من قبيلة قيس الصحابي البراء بن عازب: هل فررتم وهربتم عن رسول الله ﷺ في تلك الغزوة؟ فأجابه البراء بأن النبي ﷺ لم يفر أبدًا، بل ثبت في ساحة القتال، ولكن ما حدث أن جيش هوازن كان من skilled الرماة، وعندما هاجمهم المسلمون في البداية، تراجعوا وانشغل بعض المسلمين بجمع الغنائم، فانتهزت هوازن الفرصة وهجمت عليهم بالسهام.
وفي خضم المعركة، كان النبي ﷺ ثابتًا على بغلته البيضاء، وكان أبو سفيان بن الحارث (ابن عم النبي ﷺ وأخوه من الرضاعة) ممسكًا بلجام البغلة، ينشد هذين البيتين تأكيدًا على شجاعة النبي وثباته:
"أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب"
أي: أنا النبي الصادق الذي لا يكذب، وأنا ابن عبد المطلب (مشيرًا إلى أصله الشريف وشجاعة آبائه).
وفي رواية أخرى، يؤكد البراء أن النبي ﷺ لم يهرب، ولكن بعض المسلمين تسرعوا وتقدموا بسرعة، فتعرضوا لسهام هوازن.


3. الدروس المستفادة:


1- ثبات النبي ﷺ وشجاعته: الحديث يبرز شجاعة النبي ﷺ وثباته في المعركة، وهو القدوة للأمة في الصبر والثبات.
2- خطر الانشغال بالدنيا: انشغال بعض الصحابة بالغنائم كان سببًا في تعرضهم للخطر، وهذا درس في عدم الانشغال بالدنيا عن الواجبات.
3- الأمانة في الرواية: البراء بن عازب يروي الواقع بدقة وأمانة، دون تحريف، مما يعلمنا الصدق في نقل الأخبار.
4- التضحية والوفاء: موقف أبي سفيان بن الحارث في الدفاع عن النبي ﷺ يدل على التضحية والوفاء للقائد.
5- عدم الاستهانة بالعدو: كان لهوازن مهارة في الرمي، مما يذكرنا بعدم الاستهانة بأي عدو.


4. معلومات إضافية:


- غزوة حنين وقعت بعد فتح مكة، وكانت ضد قبيلتي هوازن وثقيف.
- في بداية المعركة، شعر المسلمون بالثقة بسبب كثرة عددهم، لكن الله أراد أن يعلمهم أن النصر من عنده تعالى، لا بالعدد والعدة.
- بعد هذه الأحداث، ثبت النبي ﷺ ودعا الله، ثم انقلبت المعركة لصالح المسلمين، وانتصروا بفضل الله ثم بثبات النبي ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣١٧) ومسلم في الجهاد والسير (٨٠: ١٧٧٦) كلاهما عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء وسأله رجل من قيس فذكره.
هذا موقف عظيم من النَّبِيّ ﷺ يدل على ثقته بالله عز وجل، والتوكل عليه، وهو على بغلة ليست سريعة الجري، يركضها إلى وجوههم، وهذا أكبر دليل على نبوته ﷺ فأنزل الله تعالى كما
قال: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة: ٢٦].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 710 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

  • 📜 حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب