حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
هزيمة المسلمين ومن ثبت مع النَّبِيّ ﷺ -
حسن: رواه الترمذيّ في جامعه (١٦٨٩) وفي العلل الكبير (٢/ ٧١٥) عن محمد بن عمر بن عليّ المقدمي البصري قال: حَدَّثَنِي أبي، عن سفيان بن حسين، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحكي لنا واقعة عظيمة من وقائع الإسلام، وهي غزوة حنين التي حدثت في السنة الثامنة للهجرة.
أولاً. شرح المفردات:
● "لقد رأيتنا يوم حنين": أي كنت حاضرًا وشاهدًا بأم عيني ما حدث في ذلك اليوم من أحداث.
● "وإن الفئتين لموليتان": "الفئتين" تعني الطائفتين أو الجيشين، وهما جيش المسلمين وجيش هوازن وثقيف- "موليتان": من الفعل "أولى" أي هاربة منهزمة. والمعنى أن كلا الجيشين في حالة فرار وهزيمة.
● "وما مع رسول الله ﷺ مائة رجل": أي أن عدد من بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة الحرجة لم يبلغ مائة رجل، بل كان قليلاً جدًا.
ثانيًا. شرح الحديث:
يصف ابن عمر رضي الله عنهما ما حدث في غزوة حنين، حيث خرج المسلمون بأعداد كبيرة (حوالي 12 ألف مقاتل) وكان بعضهم حديثي عهد بالإسلام، فاغتروا بكثرة عددهم وقالوا: "لن نغلب اليوم من قلة". ولكن الله تعالى أراد أن يعلمهم أن النصر ليس بالعدد والعدة، بل بتأييد الله ونصره.
عندما هجمت قبائل هوازن وثقيف على المسلمين في وادي حنين، حدثت مفاجأة، حيث انسحب الكثير من المسلمين وولوا الأدبار، حتى لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى عدد قليل من الصحابة الأبطال، منهم أبو بكر وعمر وعلي والعباس وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي هذه اللحظة الحرجة، ثبت النبي صلى الله عليه وسلم ثباتًا عظيمًا، ونادى بأعلى صوته: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب"، وأمر العباس أن ينادي الصحابة، فاجتمعوا حوله، واستعادوا ثباتهم، وتم النصر بعون الله.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- عدم الاغترار بالعدد والعدة: فالنصر من عند الله تعالى، وليس بكثرة العدد أو قوته المادية.
2- الثبات في وقت الشدة: من أعظم الدروس ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أحرج اللحظات، وهذا يدل على أهمية الصبر والثبات عند المواجهة.
3- التوكل على الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم متوكلًا على الله حق توكله، ولم ييأس أو يفقد الأمل.
4- قلة الصادقين في وقت المحن: في الأزمات يتبين المؤمن الصادق من غيره، فالكثير ينفضون إلا القليل الذين يثبتون مع الحق.
5- عظمة قيادة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث استطاع في لحظات أن يعيد الثقة إلى الجنود ويدير المعركة لصالح المسلمين.
رابعًا. معلومات إضافية:
- غزوة حنين كانت بعد فتح مكة، وكانت ضد قبيلتي هوازن وثقيف.
- الحديث يدل على أن الهزيمة الأولى لا تعني الهزيمة النهائية، بل يمكن تحويل الهزيمة إلى نصر بالإيمان والثبات.
- هذا الحديث يذكرنا بقوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الثابتين على دينه، والمقتدين بنبيه صلى الله عليه وسلم في الصبر والثبات والتوكل على الله.
تخريج الحديث
وقال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عبيد الله إِلَّا من هذا الوجه. اهـ
وقال في العلل: سألت محمدًا (البخاريّ) عن هذا الحديث فقال: لا أعرف أحدًا روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر غير سفيان بن حسين. اهـ
قل: سفيان بن حسين ثقة في غير الزهري.
وإسناده حسن من أجل عمر بن عليّ بن عطاء بن مقدم المقدمي، فقال فيه ابن معين: كان يدلّس، وما كان به بأس، وقال ابن سعد: كان ثقة، وقال أبو حاتم: «محله الصدق» وهو من رجال الجماعة وحسّنه أيضًا الحافظ في الفتح (٨/ ٢٩) إن صحّ هذا العدد فيحمل على من انضم إلى النَّبِيّ ﷺ عند ندائه.
وإلى هذا يشير ما رواه البيهقيّ في الدلائل (٥/ ١٢٩) من حديث جابر كما مضى وزاد فيه فجعل الرّجل منهم يذهب ليعطف بعيره فلا يقدر على ذلك فيقذف درعه من عنقه، ويأخذ سيفه وقوسه، ثمّ
يعومّ الصوت حتَّى اجتمع إلى رسول الله ﷺ منهم مائة.
وأمّا ما رُوي عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: تفرق الناس عن رسول الله ﷺ يوم حنين، فلم يبق معه إِلَّا رجل يقال له: زيد، وهو آخذ بعنان بغلة رسول الله ﷺ الشهباء، فقال له رسول الله: «ويحك! ادع الناس»، فنادى زيد: أيها الناس! هذا رسول الله ﷺ يدعوكم، فلم يجئ أحد، فقال: «ادع الأنصار»، فنادى يا معشر الأنصار! رسول الله ﷺ يدعوكم فلم يجئ أحد، قال: «ويحك! خص الأوس والخزرج»، فقال: يا معشر الأوس والخزرج! هذا رسول الله ﷺ يدعوكم فلم يجئ أحد، قال: «ويحك! خص المهاجرين فإن لي في أعناقهم بيعة»، قال: فحدثني بريدة: أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون، حتَّى أتوا رسول الله ﷺ فمشوا قدما حتَّى فتح الله عليهم. فرجاله ثقات ولكن في متنه نكارة وشذوذ.
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٨١٤٥) والبزّار (٤٤٤٠) والروياني في مسنده (رقم ٣١) كلّهم من طريق يوسف بن صُهَيب، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي: رواه البزّار ورجاله ثقات. مجمع الزوائد (٦/ ١٨١).
قال الأعظمي: لكن قوله: «لم يبق معه إِلَّا رجل يقال له زيد» شاذ، وكذلك هذا الحديث مخالف لما جاء في الصَّحيح أن الصّحابة لما سمعوا صوت العباس: أنهم عطفوا على رسول الله ﷺ عطفة البقر على أولادها.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع رسول الله ﷺ يوم حنين قال: فولّى عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدمًا، ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة، قال: ورسول الله ﷺ على بغلته يمضي قدما، فحادت به بغلته، فمال عن السرج، فقلت له: ارتفع رفعك الله، فقال: «ناولني كفًّا من تراب» فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينهم ترابا، ثمّ قال: «أين المهاجرون والأنصار؟» قلت: هم أولاء، قال: «اهتف بهم» فهتفت بهم، فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنّها الشهب، وولى المشركون أدبارهم.
رواه أحمد (٤٣٣٦) والطَّبرانيّ في الكبير (١٠٣٥١) والبزّار - كشف الأستار (١٨٢٩) والحاكم (٢/ ١١٧) كلّهم من حديث عفّان بن مسلم، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا الحارث بن حصيرة، حَدَّثَنَا القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وتعقبه الذّهبيّ فقال: الحارث وعبد الواحد ذوا مناكير، هذا منها ثمّ فيه إرسال. أي أن عبد الرحمن بن مسعود لم يسمع من أبيه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 713 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
- 697 صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
معلومات عن حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
📜 حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








