حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب شجاعة أبي قتادة يوم حنين

عن أنس بن مالك: أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء، والإبل والنعم، فجعلوهم صفوفًا، يكثرون على رسول الله ﷺ، فلمّا التقوا ولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل، فقال رسول الله ﷺ: «يا عباد الله! أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار! أنا عبد الله ورسوله» فهزم الله المشركين قال عفّان: ولم نضرب بسيف، ولم نطعن برمح فقال النَّبِيّ ﷺ يومئذ: «من قتل كافرًا فله سلبه» فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا، وأخذ أسلابهم.
قال: وقال أبو قتادة: يا رسول الله، ضربت رجلًا على حبل العاتق وعليه درع، فأُجهضت عنه، فانظر من أخذها، فقام رجل، فقال: أنا أخذتها، فأرضه منها، وأعطنيها قال: وكان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئًا إِلَّا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله ﷺ فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها فضحك رسول الله ﷺ وقال: «صدق عمر».
قال: وكانت أم سليم معها خنجر، فقال أبو طلحة: ما هذا معك؟ قالت: اتخذته إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو طلحة: يا رسول الله! ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ ! قالت: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك، قال: «إن الله قد كفانا وأحسن يا أم سليم».

صحيح: رواه أحمد (١٢٩٧٧)، (١٣٩٧٥) وابن حبَّان (٤٨٣٨) من طرق عن حمّاد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك: أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء، والإبل والنعم، فجعلوهم صفوفًا، يكثرون على رسول الله ﷺ، فلمّا التقوا ولى المسلمون مدبرين، كما قال الله ﷿، فقال رسول الله ﷺ: «يا عباد الله! أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار! أنا عبد الله ورسوله» فهزم الله المشركين قال عفّان: ولم نضرب بسيف، ولم نطعن برمح فقال النَّبِيّ ﷺ يومئذ: «من قتل كافرًا فله سلبه» فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا، وأخذ أسلابهم.
قال: وقال أبو قتادة: يا رسول الله، ضربت رجلًا على حبل العاتق وعليه درع، فأُجهضت عنه، فانظر من أخذها، فقام رجل، فقال: أنا أخذتها، فأرضه منها، وأعطنيها قال: وكان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئًا إِلَّا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله ﷺ فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها فضحك رسول الله ﷺ وقال: «صدق عمر».
قال: وكانت أم سليم معها خنجر، فقال أبو طلحة: ما هذا معك؟ قالت: اتخذته إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو طلحة: يا رسول الله! ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ ! قالت: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك، قال: «إن الله قد كفانا وأحسن يا أم سليم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الغزوات النبوية، يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، ويحكي قصة من أحداث غزوة حنين، التي وقعت في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله، معتمدًا على كُتب السيرة والشروح المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:


● هوازن: قبيلة عربية كبيرة كانت تسكن near الطائف، وهي من القبائل التي حاربت المسلمين في غزوة حنين.
● جاءت بالصبيان والنساء والإبل والنعم: أي أحضروا معهم أموالهم وعيالهم ليحموها ويقاتلوا من أجلها بشراسة.
● يُكثِرون: أي يجعلون الصفوف كثيرة وكبيرة ليرهبوا المسلمين ويُظهروا قوة كبيرة.
● ولى المسلمون مدبرين: أي انهزموا ورجعوا إلى الوراء في بداية المعركة.
● هزم الله المشركين: أي أنزل الله النصر على المسلمين بعد ذلك.
● لم نضرب بسيف، ولم نطعن برمح: أي أن النصر كان بتأييد الله ومعونته، وليس بمجرد القتال المادي.
● سلبه: ما يأخذه الغازي من مال القتيل من سلاح أو درع أو غير ذلك.
● على حبل العاتق: أي عند الكتف.
● أُجهضت عنه: أي انشغلت عنه أو تركت القتيل قبل أن آخذ سَلبه.
● فأرضه منها: أي أعطه تعويضًا عن السلب الذي أخذته.
● لا يفيئها الله: أي لا يعطيها الله لك.
● أسد من أسده: أي من أبطال المسلمين وشجعانهم.
● أم سليم: هي والدة أنس بن مالك، وكانت من الصحابيات المجاهدات.
● خنجر: سكين صغيرة حادة.
● أبعج به بطنه: أي أطعنه في بطنه.
● الطلقاء: هم الذين أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، وكان كثير منهم من قريش.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن غزوة حنين، التي خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفين من المسلمين، وكان أكثرهم من الذين أسلموا حديثًا بعد فتح مكة (الطلقاء). وكانت هوازن قد جهزت جيشًا كبيرًا، وجعلوا نساءهم وأطفالهم وإبلهم خلفهم ليشدوا من عزيمتهم في القتال.
وفي بداية المعركة، انهزم المسلمون وولوا مدبرين، كما ذكر الله تعالى في سورة التوبة: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة:25].
وهنا برزت ثبات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نادى بأعلى صوته: "أنا عبد الله ورسوله"، وخص الأنصار بالنداء لأنهم كانوا عماد الجيش، قائلاً: "يا معشر الأنصار! أنا عبد الله ورسوله"، أي: اثبتوا وأنتم تعلمون أني صادق في دعواي، وأن الله ناصري.
فاستجاب الأنصار وغيرهم من الثابتين، واجتمعوا حول النبي صلى الله عليه وسلم، وهجم بهم على العدو، فأنزل الله النصر والسكينة على المؤمنين، وهزم المشركين هزيمة كبيرة.
ثم ذكر الراوي أن النصر كان بتأييد الله، حتى إن المسلمين لم يحتاجوا إلى ضرب بالسيف أو طعن بالرمح في تلك اللحظة الحاسمة، بل كان نصرًا ربانيًا.
وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل كافرًا فله سَلبه (ما عليه من متاع)، فقاتل الصحابة بشجاعة، وكان منهم أبو طلحة الذي قتل عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم.
ثم جاء أبو قتادة يسأل عن سلب رجل قتله لكنه لم يأخذه، فقام رجل آخر وقال: أنا أخذته، فطلب أبو قتادة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحكم له به، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم – وكان لا يرد سائلًا، إما أن يعطيه أو يسكت – ففهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن السكوت يعني عدم القبول، فقال: "لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها"، أي: لا يعطيك الله غنيمة بطل من أبطاله ثم تعطيها لغير القاتل. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم مصدقًا لكلام عمر.
وفي جزء آخر من الحديث، نرى شجاعة المرأة المسلمة، حيث كانت أم سليم (والدة أنس) تحمل خنجرًا لتقاتل به إذا دنا منها أحد المشركين، وقالت كلمة تدل على غيرتها على الإسلام، حيث قالت: "اقتل من بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك"، تشير إلى أن بعض الذين انهزموا في بداية المعركة كانوا من الطلقاء (أي الذين أسلموا حديثًا). فطمأنها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد كفاهم وأحسن.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الثبات في المواقف الصعبة: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهزم مع من انهزم، بل ثبت ونادى بأعلى صوته ليعيد الثقة للمسلمين.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم قاتل وقاد الجيش، لكن النصر كان من عند الله.
3- الحكمة في القيادة: نداء النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٩٧٧)، (١٣٩٧٥) وابن حبَّان (٤٨٣٨) من طرق عن حمّاد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك فذكره. ورواه مسلم (١٨٠٩) من هذا
الطريق مقتصرًا على قصة أم سليم.
كما رواه أيضًا أبو داود (٢٧١٨) ولم يذكر قصة أبي قتادة.
وقال أبو داود: هذا حديث حسن.
وقوله: «ولم نضرب بسيف، ولم نطعن برمح» وفي بعض الروايات: «لم يضرب .. ولم يطعن».
وقوله: «على حبل العاتق» موضع الرداء من العنق، وقيل: عرق أو عصب هناك.
وقوله: «فأجهضت عنه» على بناء المفعول من الاجهاض، بمعنى الإزالة والازلاق، أي: بعدت عنه. اهـ
وقول أم سليم: «اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك» قالت ذلك أم سليم اعتقادا منها بأن الطلقاء هم السبب لما وقع على المسلمين من انهزام في أول الأمر، فرد عليها رسول الله ﷺ بقوله: إن الله قد كفى وأحسن. مشيرًا إلى ما وقع للمسلمين من غلبة في نهاية الأمر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 722 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب